«قطر 2022»: الوعي الجديد في كأس العالم

سيمثل مونديال كأس العالم قطر 2022 سيمثل نقطة تحوّل تاريخية في وعي الشعوب وفي قدراتها على الانتصار والفوز.

أيقن العرب والمسلمون أنهم منخرطون بالضرورة في التشويه الإعلامي المتعمد الذي ظهر زيفه حين حطوا رحالهم بالدوحة.

حققت كأس العالم قطر 2022 تغيرات عميقة في الوعي الجمعي العالمي الذي لا تزال أصداؤه تتفاعل يوما بعد يوم ولا تكاد تتوقف.

ما تضمنته الحملات الإعلامية من أكاذيب وافتراءات وأراجيف عنصرية كانت لا تستهدف قطر وحدها بل تستهدف من ورائها العرب والمسلمين.

*   *   *

لا أحد يستطيع أن ينكر ما حققته كأس العالم في قطر من تغيرات عميقة على مستوى الوعي الجمعي العالمي الذي لا تزال أصداؤه تتفاعل يوما بعد يوم ولا تكاد تتوقف.

وهي تغيرات لا تجد معناها إلا متى تأسست على فهم أهداف الحملة الإعلامية الشرسة التي تعرضت لها الدوحة منذ أكثر من عشر سنوات والتي عرفت أوجها في الأسابيع القليلة التي سبقت انطلاق التظاهرة العالمية.

أي أن ما تضمنته الحملات الإعلامية من أكاذيب وافتراءات وأراجيف عنصرية كانت لا تستهدف الدوحة وحدها وإنما تستهدف من ورائها العرب والمسلمين وما عاينه ضيوف قطر على أرض الواقع من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وحسن التنظيم هو الأساس الذي قامت عليه تغيرات هذا الوعي الجمعي العالمي.

من جهة أولى أيقن العرب والمسلمون أنهم منخرطون بالضرورة في هذا التشويه الإعلامي المتعمد الذي ظهر زيفه حين حطوا رحالهم بالدوحة وحين نقلت شاشات التلفاز إلى مئات الملايين من المشاهدين روعة التنظيم وحسن الاستقبال والثبات على المبادئ والقيم. أثبتت الكأس قدرة العرب على تغيير منطق اللعبة وعلى فرض نواميس جديدة.

لم يكن ذلك بالأمر الهين على القطريين الذين تحملوا باسم العرب والمسلمين أصنافا من التشويه والتزييف شاركت فيها للأسف قوى عربية عن قصد أو عن غفلة.

لكن مع انطلاق البطولة ومنذ الدور الأول ظهر لجميع المراقبين في الداخل والخارج أن الدوحة بصدد كتابة تاريخ جديد لا للعبة فقط بل لتصوّر العرب لأنفسهم ولقيمهم وحتى لقدرتهم على الفوز والانتصار على أعتى الفرق الأوروبية والأميركية التي كنا نظنها لا تهزم.

ما حققه مونديال كأس العالم قطر 2022 لن يتوقف عند هذا الحد بل سيمثل نقطة تحوّل تاريخية في الوعي الجمعي العالمي للشعوب وفي قدراتها على الانتصار والفوز. فشكر لقطر وشكرا للقيادة القطرية وشكرا لكل القائمين على هذه المغامرة التاريخية التي ستؤسس حتما لعصر عربي.

*د. محمد هنيد أستاذ العلاقات الدولية بجامعة السوربون، باريس