إنترسبت: تويتر ساعد أمريكا سرا على تضخيم دعايتها في الشرق الأوسط

الجمعة 23 ديسمبر 2022 11:59 ص

عملت منصة التواصل الاجتماعي "تويتر" سراً مع الجيش الأمريكي لتضخيم دعايته في جميع أرجاء الشرق الأوسط؛ بما في ذلك سوريا وإيران وأفغانستان.

كشف ذلك تحقيق أجراه موقع "إنترسبت" الأمريكي، استناداً إلى وثائق داخلية من شركة "تويتر"، أظهرت كيف ساعد المسؤولون في المنصة بإعطاء رؤية أكبر لشبكة من الحسابات التي تديرها القيادة المركزية الأمريكية، والتي تهدف إلى تشكيل الرأي في العراق وسوريا واليمن والكويت وأماكن أخرى في الشرق الأوسط.

وذكر "إنترسبت" أنه تم منحه إمكانية الوصول، لفترة وجيزة خلال الأسبوع الماضي، إلى وثائق ومعلومات كانت مخفية في أرشيف رسائل البريد الإلكتروني والأدوات الداخلية على "تويتر"، مشيراً إلى أن "إيلون ماسك" وبعد شرائه لمنصة "تويتر" بدأ في منح الوصول إلى مستندات الشركة، معتبراً أن "الفكرة العامة هي إظهار أي شيء سيئ قام به تويتر في الماضي".

وقال التحقيق إنه على الرغم من ادعاء المسؤولين التنفيذيين في "تويتر" لسنوات أن الشركة تبذل جهوداً متضافرة للكشف عن حملات الدعاية السرية المدعومة من الحكومة وإحباطها على منصتها، إلا أنه خلف الكواليس، قدم عملاق الشبكات الاجتماعية الموافقة المباشرة والحماية الداخلية لشبكة الجيش الأمريكي من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي والشخصيات عبر الإنترنت.

وأوضح التحقيق أن وزارة الدفاع الأمريكية استخدمت هذه الشبكة، التي تضم بوابات ومنصات إخبارية أنشأتها حكومة واشنطن، في محاولة لتشكيل الرأي العام في مناطق مختلفة بالشرق الأوسط، وذلك من خلال حسابات "القائمة البيضاء"، التي تساعد على تجنّب عوامل تصفية البريد العشوائي، وتعزيز وصول الأخبار من البنتاجون.

ووفق التحقيق، فإن حسابات القائمة البيضاء بدأت تابعة بشكل علني لحكومة الولايات المتحدة، ولكن بعد ذلك بدا أن البنتاجون غير تكتيكاته، وبدأ في إخفاء ارتباطه ببعض هذه الحسابات، في خطوة نحو نوع من التلاعب المتعمد بالمنصة.

وأضاف أنه على الرغم من أن المديرين التنفيذين في "تويتر" كانوا على دراية بالحسابات، فإنهم لم يغلقوها، وسمحوا لها بالبقاء نشطة لسنوات، وبعضها لا يزال نشطاً حتى الآن.

وقال التحقيق، إن المساعدة المباشرة التي قدمها "تويتر" للبنتاجون تعود إلى ما لا يقل عن 5 سنوات، حيث أرسل "ناثانيال كاهلر"، المسؤول في القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم"، في يوليو/تموز، بريداً إلكترونياً إلى ممثل الموقع تتضمن طلباً للموافقة على توثيق حسابات في "القائمة البيضاء" باللغة العربية تستخدمها الدفاع الأمريكية لتضخيم رسائل معينة.

وكتب المسؤول في القيادة المركزية الأمريكية في رسالته: "لدينا بعض الحسابات التي لا تُفهرس في علامات التصنيف، ربما تم تمييزها على أنها روبوتات، وعدد قليل من هذه الحسابات كوّنت متابعين حقيقيين، نأمل في الإنقاذ".

كما أرسل "كاهلر" في بريده الإلكتروني جدول بيانات يحتوي على 52 حساباً، طلب خدمة الأولوية لستة من الحسابات، بما في ذلك حساب "yemencurrent"، وهو حساب يستخدم لبث إعلانات عن ضربات الطائرات الأمريكية من دون طيار في اليمن.

وأشار تحقيق "إنترسبت"، إلى أن حسابات أخرى في القائمة ركزت على الترويج للميليشيات المدعومة من الولايات المتحدة في سوريا، والرسائل المعادية لإيران في العراق، في حين ناقش أحد الحسابات قضايا قانونية في الكويت.

ووفقاً لمصادر نقل عنها "إنترسبت"، قدّم "تويتر" بشكل سري، في العام 2017، ميزة جديدة من شأنها تلبية احتياجات الجيش الأمريكي على وجه التحديد، وتتضمن هذه الميزة أنه حتى إذا لم يحصل الحساب رسمياً على علامة التوثيق الزرقاء، فإنه سيظل يكتسب مزايا التوثيق من دون أن يكون مرئياً للعامة.

وسبق أن اتهمت الحكومة الأمريكية برعاية حملة رقمية على "فيسبوك" و"تويتر" و"إنستجرام" ومنصات اجتماعية أخرى، تستهدف آسيا الوسطى والشرق الأوسط، للترويج للروايات الموالية للغرب.

وفي شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب الماضيين، أغلق موقعا "تويتر" و"فيسبوك" عشرات الحسابات لخرق سياساتهما بشأن "التلاعب بالمنصة والبريد العشوائي والتورط في سلوك غير أصيل منسق"، وكان التركيز الأساسي لهذه الحسابات هو إيران وأفغانستان ومجموعات شرق أوسطية ناطقة بالعربية، تضم مجموعات فرعية عراقية وسعودية.

إلا أنه وعلى الرغم من ذلك، تشير الوثائق التي كشف عنها تحقيق "إنترسبت" إلى أن "تويتر" كان ينسق سراً مع السلطات الأمريكية لحماية حساباتها في أثناء العمل ضد دول أخرى تقوم بنشاط مماثل على الإنترنت.

كما تُظهر الوثائق الداخلية أن القواعد والقيود التي طبقها "تويتر" على البلدان الأخرى التي تدير "عمليات المعلومات" لم تُطبق على ما يبدو على الحكومة الأمريكية.

طالع النص الأصلي للتقرير

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تويتر الشرق الأوسط البنتاجون فيسبوك دعاية