ميدل إيست آي: تلميع الديكتاتوريين العرب لبن غفير سيفشل

الجمعة 23 ديسمبر 2022 06:20 م

اعتبر "فراس أبو هلال" رئيس تحرير موقع "عربي 21 " أن محاولات من وصفهم الديكتاتوريين العرب لإعادة تعريف وتلميع السياسي الإسرائيلي اليميني المتطرف "إيتمار بن غفير"؛ ستبوء بالفشل.

وأورد "أبو هلال" في مقال نشره موقع "ميدل إيست آي" عدة أسباب تجعل من "بن غفير" شخصية غير مقبولة على الإطلاق في أوساط العرب العاديين، رغم مزاعم البعض بأنه يجب التعامل مع الأمر الواقع باعتباره زعيما محتملا لإسرائيل ف السنوات القادمة.

وفي انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني؛ فازت كتلت "بن غفير" بثالث أكبر عدد من المقاعد في الكنيست، ووصفه العديد من المعلقين بأنه "صانع الملوك" في حكومة "بنيامين نتنياهو" القادمة.

يشتهر "بن غفير" بآرائه السياسية المتطرفة، والتي تشمل تأييد الحاخام الراحل المولود في الولايات المتحدة "مائير كهانا"، و"باروخ جولدشتاين"، الذي قتل 29 مصليا بالرصاص في المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة في عام 1994.

وفي عام 2007؛ أدين "بن غفير" بالتحريض العنصري ضد العرب ودعم "كاخ"، وهي مجموعة مدرجة في قوائم الإرهاب الإسرائيلية والأمريكية.

وفي مقابلة مع القناة 13 الإسرائيلية؛ قال "بن غفير" إن إسرائيل يجب أن تلغي السلطة الفلسطينية وأن الفلسطينيين في الضفة الغربية يجب أن يعودوا إلى الحياة في ظل الاحتلال الإسرائيلي، دون أن يكون لهم الحق في الحصول على بطاقات الهوية الإسرائيلية (البطاقات الزرقاء) أو التأمين الصحي.

ووفق "بن غفير"؛ لن يكون لهم الحق في التصويت ويجب أن يديروا حياتهم في مجتمعاتهم دون السلطة الفلسطينية، وأصر على أنه سيضم جميع المستوطنات في الضفة الغربية وبعض المناطق من الخليل إلى الدولة الإسرائيلية.

وذكر أنه يجب على إسرائيل إنشاء وزارة هجرة "لتشجيع" الفلسطينيين على مغادرة منازلهم، وستشجع هذه الوزارة (وتعني ستطرد) أي فلسطيني في الضفة الغربية أو إسرائيل؛ "يكره أو لا يؤمن بالإسرائيليين" على المغادرة.

وسيتعين على رماة الحجارة أو زجاجات المولوتوف قضاء وقتهم في السجن، وبعد ذلك - عند الإفراج عنهم - سيتم نقلهم إلى الدول الأوروبية.

وفي المقابلة نفسها، رفض "بن غفير" منح الفلسطينيين من الضفة الغربية الحق في العيش في إسرائيل.

وأصر على أنه يريد طرد أعضاء الكنيست العرب واليساريين المتطرفين، مثل "أحمد الطيبي" و"عوفر قاصف"، وحتى بعض اليهود الذين لم يدعموا إسرائيل، مثل أعضاء "حركة ناطوري كارتا"، كما يريد بناء "معبد" بجانب المسجد الأقصى وتقسيم الوصول اليومي إلى الأقصى بين المسلمين واليهود.

وبالرغم من كل هذا التطرف والعنصرية، فقد التقي "محمد الخاجة" سفير دولة الإمارات في تل أبيب بـ"بن غفير" في حفل بمناسبة الذكرى الـ 51 لعيد استقلال الإمارات،

وفي وقت لاحق التقى "الخاجة" بواحد آخر من كبار القوميين المتطرفين الفائزين في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني؛ وهو زعيم الحزب الصهيوني الديني "بتسلئيل سموتريتش"، وهو الشريك السياسي لـ"بن غفير" ولديه أيضا آراء فاشية ضد الفلسطينيين.

وبعد أيام من الاجتماع بين سفير دولة الإمارات في تل أبيب و"بن غفير"؛ زار الرئيس الإسرائيلي "إسحاق هرتسوج" أبو ظبي والتقى برئيس الإمارات "محمد بن زايد".

وخلص "أبوهلال" إلى أن هذه المحاولات الرامية لتلميع "بن غفير" ستبوء بالفشل، وذلك بسبب أن معظم الدول العربية ترفض تطبيع العلاقات مع إسرائيل حتى بالرغم من مرور عقود على اتفاقية كامب ديفيد.

وأضاف أنه "لا يزال هناك إجماع قوي بين الناس العرب العاديين على أن التطبيع مع إسرائيل أمر غير مقبول، فعلى مدى عامين منذ توقيع اتفاقيات إبراهيم".

وتابع: "حاولت الإمارات والبحرين جعل التطبيع مع إسرائيل ليس فقط الموقف الرسمي، ولكن أيضا الادعاء بأن هذا هو ما يريده الناس، ولكن مقاطع الفيديو التي ظهرت في قطر خلال كأس العالم تظهر المشجعين واللاعبين العرب يحملون الأعلام الفلسطينية ويرفضون التحدث مع مقدمي التلفزيون الإسرائيلي؛ هي دليل على فشلهم".

وذكر أن تركيز "بن غفير" على المسجد الأقصى، مع خططه لتقسيمه بين اليهود والمسلمين وبناء "الهيكل" القريب منه، لن يؤدي إلا إلى تقويض محاولات تبييضه، وذاك لكون الأقصى ذا أهمية حاسمة في فلسطين والعالم العربي والإسلامي بأسره.

ونوه إلى سياسة "بن غفير" المتطرفة ستواجه بمقاومة من الدول الأوروبية وبعض الدول العربية، لأن خطته لنقل الفلسطينيين إلى دول أوروبية أو عربية ستسبب مشاكل لتلك الدول المضيفة.

وتشهد الدول الأوروبية بالفعل توترا داخليا متزايدا بسبب الهجرة، في حين أن الدول العربية التي تشترك في الحدود مع فلسطين التاريخية - وخاصة لبنان - تعاني بالفعل من توترات بسبب وجود اللاجئين الفلسطينيين، ولن تقبل هذه الدول المزيد من النازحين.

وبالنظر إلى أن "بن غفير" والفاشية الإسرائيلية مشكلة للفلسطينيين والدول العربية الأخرى والدول الأوروبية أيضًا، فإن أي محاولات من قبل الحكومات العربية لتبييضه هو وأيديولوجيته الخطيرة محكوم عليها بالفشل.

المصدر | ميدل إيست آي - تحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيتمار بن غفير تطبيع الإمارات إسرائيل

بن غفير يعتزم اقتحام الأقصى هذا الأسبوع.. وحماس تحذر

حماس تحذر الوسيط المصري: اقتحام بن غفير للأقصى سيفجر الأوضاع

اقتحام بن غفير الأقصى.. غضب عربي وفلسطيني واسع وتحذيرات من انفجار الأوضاع

سي إن إن: حكومة إسرائيل الأكثر يمينية تضع حلفاءها العرب في موقف محرج