نشرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي»، بالفارسية، يوم الجمعة الماضي تقريرا جاء فيه أن المرشد الأعلى في إيران، «آية الله علي خامنئي» وافق على التنسيق مع الولايات المتحدة لمواجهة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وهو ما نفاه الناطقون الرسميون باسم النظام الإيراني في وقت لاحق.

وكان «خامنئيي» قد صرح قبل عشرة أيام بأن «الدولة الإسلامية هي مخلوق أمريكي صهيوني»، إلا أن مصادر إيرانية أفادت لصحيفة «الحياة» السعودية الدولية بأن «إيران لن تدخر جهدا كي تساعد العراق، حتى وإن كان هذا يعني التعاون مع الجانب الأمريكي مثلما كان في العام 2007، وأن كل تعاون كهذا سيتم بالتشاور مع العراق».

وقال نائب وزير الخارجية الإيراني «عباس عركشي» الأسبوع الماضي إنه لا توجد حتى الآن مؤشرات على أن هناك حاجة إلى التعاون بين بلاده والولايات المتحدة، في الوقت الذي يتعاون فيه مستشارون عسكريون إيرانيون وأمريكيون في إقليم «كردستان» العراق للقيام بأعمال الإرشاد والتنسيق على الساحة الميدانية، إضافة إلى توفير إيران سلاحا نوعيا لقوات «البشمركة» الكردية مؤخرا.

ويرى سياسيون أن التعاون غير رسمي بين الولايات المتحدة وإيران، يأتي بالتوازي مع التحالف الغربي الذي يسعى الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» إلى تشكيله لمواجهة خطر «الدولة الإسلامية»، ومتزامنا مع التحالف العسكري العربي الذي يقوده الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» لتثبيت دعائم انقلابه، إلا أن التقارب بين إيران والولايات المتحدة قد أثار قلق المملكة العربية السعودية بشأن الدور العميق الذي تلعبه إيران في العراق، الأمر الذي يمنعها من تحقيق سياساتها في سوريا، ويقوض تطلعاتها في تقريب العراق.

وقد أعلن الدكتور «نبيل العربي» الأمين العام لجامعة الدولة العربية مساء أمس الأحد، في ختام أعمال الدورة ١٤٢ لمجلس الجامعة العربية الوزاري، التوصل إلى تفعيل اتفاقيات «الدفاع العربي المشترك» لمواجهة خطر «الإرهاب» في المنطقة، الأمر الذي يراه البعض تحولا في موقف السعودية من التصدي للتوغل الإيراني في المنطقة وبخاصة العراق وسوريا، إلى مواجهة التهديد الأكبر الذي أصبحت تشكله «الدولة الإسلامية».

وفشل الجيش العراقي في التصدي لتنظيم «الدولة الإسلامية» الذي سيطر على مناطق مختلفة من العراق، بينما يواجه رئيس الوزراء المكلف «حيدر العبادي» خطر الإخفاق في تشكيل حكومة ائتلافية جديدة.