هاجم الكاتب الإماراتي رئيس مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة "علي بن تميم"، موقع "الخليج الجديد" ووسائل إعلامية أخرى، واصفا إياها بـ"أذرع جماعة الإخوان"، محملا تلك المنصات مسؤولية تزايد الانتقادات له على خلفية خطأ فادح وقع به خلال مسابقة "أمير الشعراء" التي ترعاها أبوظبي، والذي وصف بأنه "فضيحة".

وجادل "تميم"، وهو  عضو لجنة تحكيم المسابقة، المتسابق الليبي "عبدالسلام سعيد أبوحجر"، بعد إلقائه أبياتا، مختلفا معه في إعراب إحدى كلمات القصيدة.

وقال "أبوحجر" في أحد أبيات قصيدته: "ويعجبني في الذكريات سخاؤُها إذا شحت الأوقات في الذهن تغدقُ".

ورفض "بن تميم" الحاصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير باللغة العربية، والدكتوراه بالنقد الأدبي، الشرح الذي قدمه الشاعر الليبي في إعراب كلمة "سخاؤها"، قائلا إن الكلمة يجب أن تكون منصوبة وتنطق "سخاءها".

وبحسب مختصي اللغة، فإن الإعراب الصحيح للكلمة هو ما نطق به الشاعر الليبي "يُعجبني: فعل مضارع مرفوع، وياء النفس: ضميرٌ متصل مبني في محل نصب مفعول به مُقدّم. سخاؤُها: السخاء فاعل مرفوع علامة رفعه الضمّة الظاهرة، والضمير المتّصل مبني في محل جر مضاف إليه".

لكن "بن تميم" رفض ذلك، وقال إن على الشاعر الليبي إعادة تقييم موقفه.

وبعد تزايد الانتقادات له، لاسيما بعد رفضه الاعتذار عن الخطأ، شارك "بن تميم" عبر حسابه على "تويتر"، تقريرا نشره موقع "24" الإماراتي، برر له خطأه الفادح في الإعراب، واتهم "أذرع الإخوان الإعلامية"، على حد وصفه، بالوقوف وراء الحملة ضده.

وكتب "علي بن تميم" على حسابه: "تأتي الحملة ضمن مساعي جماعة الإخوان الإرهابية، وأذرعها مثل الجزيرة وعربي 21 والخليج الجديد، لإثارة الفتن ونشر الكراهية ومحاولاتها تشويه سمعة كل من يقف ضدها ويرفض أفكارها".

ورد متابعون على تغريدة "بن تميم"، متندرين  على إلقائه مسؤولية خطئه على منصات إعلامية، وإصراره على رفض الاعتذار عن الخطأ.

وكتب مستخدم يدعى "قاسم فتحي": "ولماذا لا تعتذر اعتذارا صريحا وتفوت الفرصة عليهم.. أنت أخطأت في الإعراب ثم أخطأت عندما حاولت أن تظهر الأمر اختبار أعصاب ع غير حقيقته ثم الآن تردد حججا... إلخ، الأمر بسيط وجل من لا يخطئ".

وكتب "غسان ياسين" ساخرا من تغريدة الكاتب الإماراتي: "ويعجبني بالاتهامات غباؤها"، متابعا: "دكتور.. سؤال: غباؤها ولا غباءها".

وردت مستخدمة تدعى "ليلى" على "بن تميم"، قائلة: "شن دخل الاخوان فى الموضوع هدى اخطاء فى اعراب  الجمله الشاعر ليبي على صواب وانتم على غلط".

وكتب "ماجد يوسف": "لا فائدة فيكم،  رسول الله يجعل خير من يقع في الخطأ من يتوب.. المسألة بسيطة قل اعتذر عن الخطأ فقط، دكتور الكبر من خصائص إبليس والاعتذار من خصائص أهل الإيمان".

واستغربت "زينب بنت جعفر" من هجوم الكاتب الإماراتي على وسائل إعلام، معتبرة أنه ضخم المشكلة، بدلا من أن يبسط الأمور بالاعتذار عن خطأ قد يقع فيه أي إنسان.

يشار إلى أن "بن تميم" يصنف في الإمارات على أنه مسؤول، إضافة إلى كونه مقربا من الرئيس "محمد بن زايد".

ويترأس "بن تميم" مركز أبوظبي للغة العربية (يتبع لدائرة الثقافة والسياحة)، وترأس سابقا مجلس أبوظبي للإعلام، قبل أن ينتقل إلى مركز أبوظبي للغة العربية بقرار رسمي من "بن زايد" نفسه.