أثار تقرير تركي يتهم الاحتلال الإسرائيلي باللجوء للتزوير لمحو الهوية الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، موجة غضب وانتقاد في أوساط إعلامية إسرائيلية.

ونقل "يوري يالون" مراسل صحيفة "إسرائيل اليوم"، مقتطفات من تقرير نشرته جمعية "تراثنا" التركية، يعرض مشاركة تركيا المتزايدة في شرقي القدس، ويلقي باللوم على دولة الاحتلال بمحاولة عرقلة أنشطتها في المدينة المحتلة، ويوجه اتهامات ضدها، لأنها تلجأ لتزوير ومحو الهوية الإسلامية للقدس.

وأضاف في تقرير أن بعض ما جاء في التقرير التركي، يتضمن اتهاما بوجود توجه إسرائيلي لتغيير الهوية الإسلامية والنسيج التاريخي لمدينة القدس، فيما يواجه الفلسطينيون، الملاك الحقيقيون للمدينة وسكانها خطر الاحتلال بهدم منازلهم وأماكن عملهم ومحاولته فرض تاريخ جديد على القدس، من أجل تحقيق الرغبة ببناء الهيكل المزعوم.

ويوجه التقرير التركي اتهاما لتل أبيب بأنها في 2022 شجعت هجرة 70 ألف يهودي إليها، استقر معظمهم على الأراضي الفلسطينية بحجة الحرب الأوكرانية الروسية، في حين أن 2389 منزلا فلسطينياً معرّضا للتدمير والتهجير في القدس.

وفي الوقت ذاته يبني الاحتلال مستوطناته في نقاط مختلفة من القدس بهدف تطهير المناطق المأهولة بالسكان، وبالتالي زيادة سيطرته عليها، سعيا منه لتدمير المسجد الأقصى باعتباره من أهم أهدافه وأحلامه، ويدعمه في ذلك جميع مؤسسات دولة الاحتلال، التي وضعت مخططات لتهويد المسجد الأقصى، وتحويله إلى مكان للعبادة لليهود، بحسب التقرير التركي.

وكشف التقرير التركي أن "السلطات الإسرائيلية الغازية" تعمل على تهويد القدس من خلال 32 مشروعًا بهدف تغيير وجهها التاريخي، وتحقيق المخططات التي تريدها.

ولفت إلى أن إسرائيل تنفذ هذه المشاريع في المنطقة المجاورة مباشرة للمسجد الأقصى بهدف تقليص مساحته، وفصله عن هويته الإسلامية الحقيقية من خلال إحاطة الرموز اليهودية به.

كما أشار التقرير إلى أن الاحتلال وجمعيات المستوطنين خصصا 52 مليار دولار لهذه المشاريع.

ويتهم التقرير دولة الاحتلال بأنها "تروّج اتهامات كاذبة بخصوص الآثار التاريخية الخاصة بمدينة داود، حيث لم يتم العثور على أي آثار تاريخية في الحفريات التي أجريت حول وتحت المسجد الأقصى، رغم ما وضعه الاحتلال من آثار وهمية لتلفيق القصص التاريخية".

من جهته اعتبر رئيس منظمة "إذهب للقدس" اليمينية المتطرفة "ماؤور تسيماح" ما تضمنه التقرير التركي يأتي في إطار "تواصل نشاط تركيا التخريبي ضد إسرائيل، وضد سيادتها في القدس المحتلة" حسب قوله.

وأضاف: "لقد انتهج أردوغان طريقتان متوازيتان، فمن جهة عمد لتحسين العلاقة بين إسرائيل وتركيا، وفي الوقت ذاته يعمل من خلال الجمعيات التركية من أجل إضعاف الوجود الإسرائيلي في القدس المحتلة.

وأشار إلى توقعه من وزير الخارجية "إيلي كوهين" أن "يضع حدا لهذا الابتزاز التركي، وطلب خروج هذه الجمعيات التركية من القدس".

وتتواجد الجمعيات غير الحكومية التركية بصورة لافتة في المدينة المقدسة، بما يثير غضب الاحتلال وحفيظته، وهو الذي يحارب كل تواجد عربي وإسلامي فيها.

ويأتي هذا التقرير بالرغم من تحسن تشهدها العلاقات بين أنقرة وتل أبيب في الآونة الأخيرة بعد أعوام من التوتر.

وفي 17 أغسطس/ آب الماضي، قررت تركيا وإسرائيل رفع العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى مستوى سفير ضمن جهودهما لتطبيع العلاقات الثنائية.

ثم وقع الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي مرسوما بتعيين "شاكر أوزكان تورونلار"، سفيرا لتركيا لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي، بعد إعادة العلاقات الدبلوماسية.