التايمز: ملكات الشطرنج يقدن التمرد ضد النظام في إيران

الخميس 5 يناير 2023 01:52 م

وصلت لاعبة الشطرنج الإيرانية "سارة سادات خادم الشريعة" إلى إسبانيا الثلاثاء، بعد تلقيها - ما وصفها مصدر مقرب منها - تحذيرات بعدم العودة إلى إيران، بعد ظهورها دون ارتداء الحجاب في مسابقة دولية في كازاخستان.

والأسبوع الماضي، شاركت "سارة خادم"، المولودة في 1997، في بطولتي الشطرنج السريع والشطرنج الخاطف، التابعتين للاتحاد الدولي للشطرنج في مدينة ألما اتا، من دون ارتداء الحجاب.

وتعد "سارة"، خامس "ملكة شطرنج" تحمل درجة الأستاذية تغادر البلاد بعد أن شاركت في بطولة دولية دون أن ترتدي الحجاب، حيث كانت مهددة بالاعتقال فور عودتها، وفقا لما ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية.

ووفق مصدر، فإن "سارة" تلقت مكالمات هاتفية عدة عقب ظهورها بلا حجاب، حذرها فيها أفراد من العودة إلى إيران بعد البطولة، ما دفعها للسفر إلى إسبانيا.

وأوضح المصدر، حسب ما نقلت وكالة "رويترز"، أن أقارب "سارة" ووالديها المقيمين في إيران تلقوا تهديدات أيضا، بيد أنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل.

ومنذ سيطرة "نظام المرشد" على مقاليد الحكم في إيران غادرت 5 بطلات بدرجة الأستاذية، بينما بقيت السادسة والأخيرة في البلاد رغم صدامها مع السلطات، ودون أن تشارك في أي بطولات بعد أن أصبحت مدربة للمنتخب.

ولكن "سارة" أصدرت بيانا الأربعاء، قالت فيه إن إقامتها في إسبانيا كان "قرارا عائليا" بالاتفاق مع زوجها الذي يملك جنسية أوروبية.

وأضافت "سارة" (25 عاما)، أن إيران تبقى وطنها وسوف تعود إليه يوما، ولكن أصدقاؤها أخبروا صحفا إسبانية أن صديقتهم لن تمثل بلادها مرة أخرى على الأرجح.

ونفت "سارة" الأنباء التي تتحدث عن أنها كانت تسعى للحصول على اللجوء، قائلة إن ذلك غير ضروري لأن زوجها يحمل جنسية أوروبية، وبالتالي يستطيع الإقامة في الاتحاد الأوروبي.

وزادت: "قضية الهجرة لدينا هي قرار عائلي وليس سياسيا".

ولم تعلق على التقارير التي تفيد بأن اتحاد الشطرنج الإيراني حذرها من العودة إلى الوطن، لكنها نوهت إلى أنها تشارك في المسابقات الدولية على نفقتها، مردفة: "في النهاية لن أكون مسؤولة أمام اتحاد الشطرنج أو وزارة الرياضة التي لم أتلق أي عروض منها للمشاركة في أي مسابقة منذ سنوات عدة".

من جانبها، قالت بطلة الشطرنج "درايا صفاعي"، التي تقيم في بلجيكا بعد انشقاقها، حيث أصبحت عضوة في البرلمان هناك إن "اللاعبات الإيرانيات يدافعن عن هويتهن في مواجهة نظام متشدد".

وأكدت "صفاعي" التي تقود حملة دولية للدفاع عن حقوق النساء في بلدها الأم لصحيفة "التايمز": "في كل مرة تفر فيها إيرانية من النخبة الرياضية فإنها تثبت للعالم أجمع أن حرية النساء واحترام حقوق المرأة أمر مستحيل في ظل ذلك النظام".

وللشطرنج تاريخ معقد في إيران خلال العقود الأخيرة، فعلى الرغم من دور الإمبراطورية الفارسية القديمة في نشره في جميع أنحاء العالم على طول طريق الحرير، فقد جرى حظر هذه اللعبة في السنوات الأولى من ثورة "الخميني" الذي غير رأيه لاحقا بهذا الشأن.

وكانت إيران قد أصبحت قوة صاعدة في هذه اللعبة التي انتشرت بشكل كبير بين النخبة في البلاد وأبناء الطبقات الليبرالية، وذلك رغم استياء رجال الدين المحافظين منها بحجة أنها "ضرب من ضروب القمار".

وقبل "سارة"، انشقت الشقيقتين "درسا" و"بورنا دراخشاني" في العام 2017.

وجاء هذا الانشقاق بعد انتقدت السلطات الإيرانية مشاركة الأختين في بطولة دولية بجبل طارق بحجة أن درسا، التي كانت تبلغ من العمر 18 عامًا، لم ترتد الحجاب، بينما ارتكبت "بورنا" شقيقتها، "جريمة أخرى" بعد أن واجهت لاعبة إسرائيلية في نفس المسابقة.

وحصلت "درسا دراخشاني" بعد ذلك على منحة دراسية للدراسة في الولايات المتحدة، حيث تتدرب كطبيبة.

وفي العام 20029 جرى معاقبة بطلة الشطرنج "ميترا حجازيبور" (29 عامًا)، لعدم ارتدائها الحجاب في بطولة في موسكو، لتقرر قبل نحو عامين التوجه إلى فرنسا والإقامة هناك، حيث سبق لها أن درست هناك.

وأما بطلة الشطرنج "غزال حكيم فرد" (28 عاما)، فقد باتت تمثل سويسرا بعد أن قررت الإقامة فيها.

وبالنسبة لـ"أتوسا بوركاشيان" (34 عامًا)، فقد ظهرت مثل "سارة" بدون حجاب في بطولة كازاخستان الدولية، بيد أنها تقيم منذ سنوات عدة في الولايات المتحدة وتمثلها دوليًا.

والاستثناء الوحيد في القائمة هي "شادي باردار" (36 عامًا)، التي تعد أول بطلة شطرنج حازت على درجة الأستاذية في إيران، والتي كانت قد خاضت صدامات سابقة مع السلطات، لكنها لا تزال تدرب المنتخب الوطني.

وتشهد إيران احتجاجات عارمة مناهضة للمؤسسة الدينية الحاكمة منذ منتصف سبتمبر، إثر وفاة الشابة الكردية الإيرانية "مهسا أميني" (22 عاما) أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق بسبب ارتدائها "ملابس غير لائقة".

وأصبحت القوانين التي تلزم النساء بارتداء الحجاب مثار خلاف خلال الاضطرابات، إذ ظهرت عدة رياضيات في بطولات خارج إيران من دون ارتداء الحجاب في العلن.

والاحتجاجات التي يشارك بها إيرانيون من جميع أطياف المجتمع أحد أجرأ التحديات التي تواجهها القيادة الإيرانية منذ ثورتها في العام 1979.

وتلعب النساء فيها دورا بارزا إذ يخلعن الحجاب وفي بعض الحالات يحرقنه، بينما تشجع المحتجون بسبب ما يعتبرونه علامات على إظهار التأييد من رياضيين ورياضيات من إيران.

طالع النص الأصلي للتقرير

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

لاعبات إيران الشطرنج الحجاب