تحذيرات كريستالينا للعام الجديد
سيكون 2023 صعبا على الاقتصاد العالمي لأن محركات النمو العالمي: أمريكا وأوروبا والصين، تعاني من ضعف نشاطها الاقتصادي.
مؤشرات النمو العالمي لن تتجاوز 2.7% نتيجة تفشي كورونا بالصين و ركود متوقع بأميركا و حرب أوكرانيا وأزمة طاقة تعصف باقتصادات أوروبا.
توقعات توحي بأن اقتصاد العالم مقبل على صدمة كبيرة سيمتد أثرها لزواياه الاربع ولن تبقى دولة في العالم دون ان تعصف بها أزمات اقتصادية باتت مزمنة.
* * *
رئيسة صندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغيفا، صرحت أمس الاحد إن العام 2023 سيكون صعبا على الاقتصاد العالمي، كون المحركات الرئيسية للنمو العالمي، وهي الولايات المتحدة وأوروبا والصين، تعاني من ضعف نشاطها الاقتصادي.
فالتوقعات تؤكد ان مؤشرات النمو العالمي لن تتجاوز الـ 2.7 بالمائة نتيجة تفشي كوفيد-19 في الصين؛ وحالة الركود المتوقعة في اميركا بفعل السياسات النقدية الصارمة للفيدرالي الأمريكي؛ و حرب أوكرانيا والعقوبات وازمة طاقة المرتبطة بها التي تعصف باقتصادات أوروبا.
توقعات كريستالينا توحي بان الاقتصاد العالمي مقبل على صدمة كبيرة سيمتد اثرها الى زواياه الاربع ؛ لن تبقى دولة في العالم دون ان تعصف بها أزمات اقتصادية باتت مزمنة.
الازمات الاقتصادية يتوقع ان تغذيها ازمات جديدة بفعل التصعيد في المناطق الساخنة سواء كان ذلك في اوكرانيا وشرق اوروبا والبلقان او في بحر الصين الجنوبي ومضيق تايون وشبه الجزيرة الكورية أو غرب اسيا سواء في فلسطين المحتلة وجوراها الجغرافي المتلهب في سوريا والعراق ولبنان وشرق المتوسط والخليج العربي.
العالم لايبدو مستعدا لمواجهة أزمات اقتصادية جديدة ولايبدو بقادر على تجنب التصعيد والالتزام بسياسات خفضه عالميا خلال العام 2023؛ فالازمات تتفلت في البلقان و كوريا الشمالية يفاقمها غياب الزعامة العالمية القادرة على ضبط ايقاع النظام الدولي والنظم الاقليمية الفرعية المرتبط فيه.
العالم بات بروؤس متعددة؛ ليست مستعدة بعد للاعتراف بهذه الحقيقة؛ كما انها غير مستعدة للجلوس بعد على طاولة واحدة؛ ما سيترك مساحة للقوى الاقليمية للتحرك؛ للتتحرك معها الازمات و الصراعات الظاهر منها والكامن.
توقعات كريستالينا تمثل دعوة للدول كافة خصوصا الصغيرة للبدء باعداد خطط طوارئ للتعامل مع عام متقلب و شديد الخطورة لامكان فيه للمتفرجين؛ فجرس الانذار تم قرعه وبقوة هذه المرة.
*حازم عياد كاتب وباحث في العلاقات الدولية
