فايننشال تايمز: مع جهودها لتقليل الانبعاثات.. أرامكو ستواصل ضخ النفط لعقود قادمة

الجمعة 13 يناير 2023 10:09 ص

"أرامكو ستظل أكبر منتج للنفط الخام في العالم، وستستفيد من كونها أكثر شفافية بشأن انبعاثاتها الأقل كثافة في العالم".

هكذا يراهن كبار المحللين بأسواق النفط العالمية، على أن أكبر منتج لخام النفط في العالم، شركة "أرامكو" السعودية، يمكنه الاستمرار في القيام بما هو أفضل عن طريق ضخ النفط لعقود قادمة، واكتساب المزيد من القوة السوقية مع تقليص قوة المنافسين الآخرين.

ووفق تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، الخميس، فإن "أرامكو" تصل ما بين تاريخها القديم ومستقبلها، حيث يصطف جيل جديد من الشباب السعودي المشرق، داخل أروقة مقرها الرئيسي، يعملون على تطوير أحدث التقنيات لإنتاج أفضل نفط بالعالم.

وتعمل شركة "أرامكو" العملاقة، التي تنتج حوالي 10% من نفط العالم، على زيادة طاقتها الإنتاجية القصوى من 12 مليون برميل في اليوم، إلى 13 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2027، وتهدف إلى زيادة إنتاجها من الغاز بأكثر من 50% بحلول عام 2030.

كما تستثمر "أرامكو" في مشاريع إنتاج البتروكيماويات والهيدروجين.

وفي تقرير الاستدامة الأول للشركة الذي نُشر في يونيو/حزيران الماضي، ظهرت عبارة "أقل إنتاجًا للكربون 14 مرة على الأقل"، وهو ما أكده مدير قطاع التكنولوجيا "أحمد الخويطر" قائلًا: "أرامكو أقل مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم لكل برميل من النفط بين المنتجين الرئيسيين، حيث تنتج حوالي 10.7 كجم من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل برميل نفط".

و"الخويطر"، من الجيل الثاني الواعد في "أرامكو" حيث تلقى تعليمه في جامعة كاليفورنيا ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ويعد شخصية رئيسية في سعي الشركة نحو الاستدامة.

وأضاف "الخويطر": "يتمثل هدف مجموعة أرامكو في أنها يمكن أن توفر برميل النفط الأقل إنتاجًا لانبعاثات الكربون في الصناعة، وأنه طالما يحتاج العالم إلى استخدام النفط، يجب أن يكون هذا النفط من أرامكو"، على حد قوله.

ويمتلك منافسو "أرامكو"، مثل الشركة الأمريكية العملاقة "إكسون موبيل"، وشركة "شل" الأوروبية، محافظ عالمية من أصول النفط والغاز حول العالم، ما يجعل سياستهم وأولوياتهم السياسية والتجارية متغيرة باستمرار.

وفي المقابل، تقع حقول نفط "أرامكو" كلها في المملكة، حيث تظل هناك مركزية في الخطط الاقتصادية للحكومة.

وأنتجت "أرامكو" أكثر من 145 مليار برميل من النفط منذ بدء أعمال الحفر مرة لأول مرة منذ 80 عامًا، ولديها ما لا يقل عن 253 مليار برميل من الاحتياطيات النفطية، وهو ما يكفي لتلبية إجمالي الطلب العالمي لمدة 7 سنوات.

وتعهدت المملكة، في أكتوبر/تشرين الأول 2022 بقمة المناخ في شرم الشيخ، بخفض انبعاثاتها إلى الصفر بحلول عام 2060 من خلال الاستثمارات في الطاقة المتجددة وتكنولوجيا احتجاز الكربون لتقليل الانبعاثات من حقولها النفطية.

وسيكون الاعتماد على مصادر طاقة متجددة بمثابة مزايا إضافية للتصدير وبالتالي جذب المزيد من الإيرادات للمملكة.

وتعد استثمارات الطاقة النظيفة جزء من خطة طموحة لولي العهد ورئيس الوزراء الأمير "محمد بن سلمان" لتحديث اقتصاد المملكة.

وحتى في الوقت الذي يسعى فيه إلى تنويع الاقتصاد، تركز "أرامكو" أكثر من منافسيها على تعظيم طول عمر حقولها.

وفي العام الماضي، حصلت "أرامكو" على 864 براءة اختراع، منحها مكتب براءات الاختراع الأمريكي، معظمها يتعلق بالابتكارات في تقنيات مصممة لتحسين كفاءة إنتاج النفط وإطالة عمر الحقول، وفقًا لتصريحات رئيس قطاع التكنولوجيا بالشركة السعودية.

وتحوز "أرامكو" زيادة في براءات الاختراعات بما يتراوح بين ضعفين و3 أضعاف براءات الاختراع الصادرة عن شركات النفط العالمية الآخرى، وهو ما يعكس حرص "أرامكو" على المشاركة في جميع مراحل سلاسل توريد المواد الهيدروكربونية بداية من الاستكشاف إلى التكرير والتوزيع أيضًا.

ويتوقع الخبراء أن براميل "أرامكو" ذات الكربون المنخفض، ستحظى بسعر أعلى في المستقبل وسط البراميل المنافسة ذات الانبعاثات المرتفعة.

وتقول "فاليري مارسيل" الخبيرة في مجال النفط بمركز "تشاتام هاوس": "ستكون أرامكو السعودية آخر مُصدر للنفط يتوقف عن الإنتاج، لأن لديهم أقل التكاليف والآن لديهم أقل انبعاثات، ومن الواضح أن برميل نفط أرامكو له مكانة أفضل في الأسواق الدولية".

وأدت عمليات "أرامكو" إلى انبعاث تصل إلى 68 مليون طن من الكربون في عام 2021، ومن المتوقع أن تبلغ تلك الانبعاثات نحو 67 مليون طن في عام 2035.

وفي سياق متصل، استعادت "أرامكو" من شركة "أبل" لقب الشركة الأكثر قيمة في العالم، حيث ارتفعت قيمتها السوقية إلى 2.426 تريليون دولار بعد ارتفاع أسعار النفط.

يقول "أحمد المهدي"، خبير سوق النفط، إنهم "أقوى ممثل في السوق في الوقت الحالي بسبب السعة التي يمتلكونها ومرونة العرض لديهم".

وبحلول عام 2050، يعتقد "المهدي" أن "أرامكو" ستظل أكبر منتج للنفط الخام في العالم، وستستفيد الشركة من كونها أكثر شفافية بشأن انبعاثاتها الأقل كثافة في العالم.

ويضيف "كريستيان مالك" الرئيس العالمي لاستراتيجية الطاقة في "جي بي مورجان": "تدرك أرامكو أن هناك نافذة زمنية أطول بكثير مما يدركه الغرب حيث يمكنهم تحسين النفط".

ويضيف: "الغرب يفكر في 5 إلى 10 أعوام.. وأرامكو تفكر من 20 إلى 30 عامًا.. وهذا يحدث كل الفرق".

طالع النص الأصلي للتقرير

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أرامكو النفط شفافية سوق النفط

مدفوعاً بانتعاش الصين والطيران.. أرامكو: واثقون من ارتفاع الطلب على النفط

استثمارات أرامكو السعودية بالولايات المتحدة.. نموذج مربح للتشارك بمجال الطاقة

ذي إنترسيبت: شراكة مدمرة للمناخ بين جوجل وأرامكو السعودية