النار تحت الرماد.. لهذه الأسباب لا يستطيع خامنئي إعلان الانتصار على الاحتجاجات

السبت 14 يناير 2023 05:38 م

رأت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية أن المرشد الإيراني "علي خامنئي" لا يستطيع في الوقت الحالي إعلان انتصاره على الاحتجاجات المعارضة لنظامه في طهران، على الرغم من تلاشيها بشكل لافت في الشوارع والميادين والجامعات وعودة الأمور لطبيعتها نسبيا في كافة أرجاء البلاد.

واندلعت احتجاجات معارضة للنظام في طهران في سبتمبر/أيلول 2022؛ إثر وفاة الشابة "مهسا أميني" بعد 3 أيام على توقيفها من قبل "شرطة الأخلاق" المعنية بمراقبة قواعد لباس النساء.

وذكرت المجلة أنه بعد 4 أشهر من الاضطرابات، تلاشت صيحات المتظاهرين المرددة لهتاف "المرأة، الحياة، الحرية" من الشوارع، ومن الجامعات التي تحولت إلى مكان أشبه بالقلاع المكتظة بكاميرات المراقبة والعناصر الأمنية، فيما كثرت اللافتات التي تمتدح النظام وتؤيده.

لكن في مقابل ذلك ترى المجلة البريطانية أن الإيرانيين لا يزالوا في حالة غليان، ويمكن القول إن "النار تحت الرماد" في إيران.

وذكر أن ذلك يأتي على الرغم من أحكام الإعدام بتهمة الفساد في الأرض، التي أصدرتها السلطات القضائية في طهران بحق أكثر من 100 متظاهر وتم تنفيذ الحكم في 4 حتى الآن، وتم حبس ما يقرب من 20 ألف شخص.

وأضافت أن تراجع الاحتجاجات المعارضة قابله نشاط مكثف لـ"خامنئي" الذي يبلغ من العمر (83 عاما) والذي نجى من السرطان مؤخرا، حيث يواظب بشكل مستمر على إلقاء الخطب التي تتخللها إطلاق تهديدات بتنفيذ مزيد من الإعدامات لمن يشكك في حكمه أو يسعي لتقويض النظام في طهران

لكن على الرغم من ذلك، من الخطأ استنتاج أن "خامنئي" قد انتصر بالمعركة حيث لا يزال الإيرانيون يتحدون حكمه.

واستشهدت المجلة بواقعة في مترو طهران، هددت فيها إيرانية مسنة شرطيا طالبها بارتداء حجابها، بالابتعاد عنها والبقاء خارج عربة النساء وإلا "ستخلع بنطالها أيضا".

وأشارت المجلة إلى أن الاحتجاجات ضد النظام على الرغم من تراجعها لكنها لم تختف بشكل كامل.

ففي التاسع من يناير/ كانون ثان، نظم المئات مسيرة إلى سجن كرج بالقرب من العاصمة، حيث كان من المقرر إعدام متظاهرين آخرين.

وردد المشاركون في المظاهرة هتافات من بينها "سأقتل من قتل أخي"، وفي مقابل ذلك أطلقت الشرطة النار عليهم لتفريقيهم، لكن لم يتم تنفيذ حكم الإعدام على الموقفين التي اعترضت المسيرة على تنفيذها.

على صعيد أخر، اعتبرت المجلة أن "خامنئي" يشعر بالقلق من الانقسامات الحالية بين حلفائه، وبعضها في صفوف أنصاره الذين لديهم علاقات قوية بالحرس الثوري، الذي دعوا إلى مزيد من التنازلات مع المتظاهرين وتخفيف شرط ارتداء النساء للحجاب.

كما حذرت قيادات إيرانية سابقة من خطورة الرد على المظاهرات بيد من حديد، فيما تبدو الشرطة مصابة بالارتباك في الشوارع.

ونقلت المجلة عن أحد السائقين الذي واجه شرطيًا قوله: "شعرت بالخوف في عينيه"، "كأنه تعرض للتعذيب بالاختيار بين واجبه تجاه زعيمه وتجاه بلاده".

والأسوأ من ذلك بالنسبة للمرشد الإيراني، وفق الصحيفة، أن دولته تعيش في الوقت الحالي في حالة الفوضى. فعلي الرغم من تراجع الإضرابات المنظمة، لكن الإيرانيين الراغبين في السفر والتنقل في جميع أنحاء البلاد يكافحون للعثور على تذاكر للطائرات والقطارات والحافلات.

وفي غضون ذلك، فقد الريال 50% من قيمته مقابل الدولار منذ أغسطس/آب 2021. ومع تصاعد التضخم، ويلجأ الكثيرون إلى المقايضة. في تطبيقات الهواتف الذكية، يمكنك الحصول على قميص مقابل بعض الدجاج.

في الوقت الحالي، يواصل النظام دعم أسعار البنزين بسعر الريال، مما يعني أن اللتر يكلف ما يعادل خمسة سنتات أمريكية. لكن بالنظر إلى العقوبات الشديدة، يتوقع القليلون أن يستمر ذلك.

وأثار ارتفاع أسعار البنزين اضطرابات من قبل. عندما تأتي المرحلة التالية، قد يجد "خامنئي" صعوبة في تهدئة غضب شعبه بالنظر لكافة المعطيات السابقة.   

المصدر | ذي إيكونوميست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران المرشد الإيراني الاحتجاجات الإيرانية