كشف مسؤول فلسطيني أن رئيس السلطة "محمود عباس"، أبلغ مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض "جيك سوليفان"، استعداده لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، وذلك بعد عقد من غياب محادثات السلام بينهما.

ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن العرض الذي جاء خلال زيارة "سوليفان" إلى رام الله الأسبوع الماضي، "يظهر جدية عباس على الرغم من الطبيعة المتطرفة لهذه الحكومة وتجربتنا مع نتنياهو، وإننا لا نغلق الباب أمام المفاوضات".

وكان عرض "عباس"، الخميس الماضي، الأول منذ عودة "نتنياهو" إلى كرسي رئيس الوزراء لولاية سادسة، لكن فرص حدوث مثل هذا اللقاء تبدو غير مرجحة أكثر من أي وقت مضى، وفق الموقع الإسرائيلي.

ويوضح الموقع أن السلطة الفلسطينية "لا تزال تعاني من الافتقار للشرعية في أعين معظم الفلسطينيين، بالإضافة إلى أن نتنياهو يرأس ائتلافا مؤلفا إلى حد كبير من مشرعين يعارضون حل الدولتين".

وفي التفاصيل، قال المسؤول الفلسطيني إن "عباس أبلغ سوليفان أنه مستعد لوقف الإجراءات ضد إسرائيل في الأمم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى لمدة 6 أشهر إذا أوقفت إسرائيل التحركات أحادية الجانب في الضفة الغربية في الفترة الزمنية نفسها".

ويقصد بالتحركات أحادية الجانب في بيانات السلطة الفلسطينية؛ الخطوات مثل توسيع المستوطنات، وعنف المستوطنين، وإنشاء البؤر الاستيطانية، وعمليات الإخلاء، وهدم المنازل، ومصادرة الأراضي، وتوغلات الجيش الإسرائيلي في المنطقة A بالضفة الغربية، والتي وضعتها اتفاقية أوسلو تحت السيطرة الكاملة لرام الله.

وتتوقع الصحيفة أن يكون هذا العرض غير وارد بالنسبة للحكومة الإسرائيلية الجديدة، التي تم تأسيسها بالاعتماد على التزامات بتوسيع الوجود الإسرائيلي في الضفة الغربية.

ولدى السلطة الفلسطينية عدة قضايا في المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة لا تبدو قابلة للتراجع في هذه المرحلة، ولا يمكن أن يشملها اقتراح "عباس" بالتجميد المؤقت لاستهداف إسرائيل في المحافل الدولية.

"تايمز أوف إسرائيل" نقلت عن مسؤول ثان مطلع على اجتماع "سوليفان - عباس"، قوله إن مستشار الأمن القومي الأمريكي لم يرد بشكل مباشر على مقترحات رئيس السلطة الفلسطينية، وحث الرئيس على أن يكون أكثر براجماتية.

كما أكد له أن إدارة "جو بايدن" سوف ترد بقوة على أي خطوات يتم اتخاذها نحو الضم، أو شرعنة البؤر الاستيطانية، أو تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي.

يأتي ذلك في الوقت الذي شنت فيه قوات الاحتلال اقتحاما على جنين، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مقتل 10 فلسطينيين بينهم سيدة مسنة، وإصابة 20 آخرين، بينهم 4 في حالة حرجة جراء الاقتحام لنحو 4 ساعات صباحا.