نيويورك تايمز: لماذا تصر إسرائيل على استهداف برنامج إيران الصاروخي؟

الجمعة 3 فبراير 2023 06:29 ص

أدى هجوم بطائرة بدون طيار على منشأة عسكرية في وسط إيران، الأسبوع الماضي، قيل إنه من عمل المخابرات الإسرائيلية، إلى تركيز الاهتمام المتجدد على قدرات طهران الصاروخية المتقدمة، والتي تثير مخاوف منافسيها في المنطقة.

ونقل تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تأكيد مسؤولين بارزين على معرفة بالحوار بين إسرائيل والولايات المتحدة فيما يتعلق بالهجوم، أن الغارة التي أدّت لانفجار السبت، بمدينة أصفهان، كانت من عمل "الموساد" الإسرائيلي.

ولا يعرف الهدف المباشر من وراء الهجوم، ولكن مدينة أصفهان، الواقعة وسط إيران، تعتبر مركز إنتاج وأبحاث وتطوير الصواريخ، بما فيها تجميع صواريخ "شهاب" الباليستية المتوسطة المدى، والتي يمكنها ضرب إسرائيل، وأبعد من ذلك.

وتقوم إيران، في السنوات الماضية، بزيادة قدراتها من الصواريخ طويلة المدى، وتخشى إسرائيل من استخدامها يوماً لحمل رؤوس نووية.

وترى إسرائيل في البرنامج النووي والصواريخ الباليستية تهديداً لها، وتخوض منذ سنين حرب ظل مع إيران. إلا أن الغارات الجوية المستمرة، وعمليات التخريب فشلت في وقت يستمر تقدّم إيران بثبات، وفي المجالين.

وتساءلت الصحيفة عن سبب استهداف أصفهان، قبل أن تجيب بالقول: "لأن فيها موقعين ومنظمتين لهما علاقة بالصواريخ"، حسب تقرير لمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية.

وفي المدينة 4 مواقع للبحث النووي، إلا أن المنشأة التي ضربت السبت لا يظهر أنها نووية.

وأخبر مدير الموساد السابق "داني ياتوم" إذاعة الجيش الإسرائيلي، الإثنين، أن الهجوم استهدف موقعاً لتطوير صواريخ عابرة للصوت طويلة المدى وقادرة على الانطلاق بسرعة تفوق 15 ضعفاً عن الصوت وبدقة رهيبة، ويمكن أن تحمل الرؤوس النووية، لو طورت إيران أسلحة فيما بعد.

إلا أن وزارة الدفاع الإيرانية وصفت المنشأة المستهدفة بأنها مصنع للذخيرة.

3000 صاروخ باليستي

ووصف الجنرال "كينث ماكينزي"، الذي تقاعد عن ترؤس القيادة المركزية في الشرق الأوسط، وأشرف على استراتيجية التعامل مع إيران، في شهادة العام الماضي، أمام لجنة القوات المسلحة، ما وصلت إليه طهران من تقدم في المجال الصاروخي، بالقول: "لديهم أكثر من 3000 صاروخ باليستي بأنواع متعددة، وبعضها قادر على الوصول إلى تل أبيب".

وأضاف أنهم استثمروا خلال الـ5 أو الـ7 سنوات الماضية بشكل كبير في الصواريخ الباليستية، وبات "لدى الصواريخ مدى مهم ودقة معززة".

ويقول "مارك فيتزباتريك" المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية المسؤول عن انتشار السلاح النووي، والذي يترأس حاليا المعهد الدولي للدراسات الدولية والاستراتيجية، إن الصواريخ الباليستية تعتبر نظاماً ناقلاً ممكناً للرؤوس النووية.

ولم يظهر العلماء الإيرانيون بعد قدرة على إطلاق صواريخ باليستية تستطيع تحفيز الرؤوس النووية لو أنتجتها إيران في المستقبل.

إلا أن إيران لديها صواريخ باليستية جاهزة للقيام بالمهمة حالة توفر السلاح النووي، كما يقول "فيتزباتريك"، إلا أنها تؤكد أنها تقوم بالمشاريع النووية للأغراض المدنية.

وفي الوقت نفسه، تؤكد المخابرات الأمريكية أن لديها القدرات لإنتاج القنبلة النووية، لكنها لم تجمع بعد التكنولوجيا لإنتاجها.

مخاوف إسرائيلية

وترى الصحيفة أن وقف إيران عن امتلاك السلاح النووي بات من أهم أولويات إسرائيل في السياسة الخارجية.

ويقول "علي فائز" من مجموعة الأزمات الدولية ببروكسل: "تنظر إسرائيل للأجندة النووية لإنتاج السلاح النووي والمعدات الناقلة لها، كتهديد".

وتخشى إسرائيل من تدخل إيران في الدول القريبة من حدودها، فقد زودت طهران مجموعة من الصواريخ الباليستية والذخائر الدقيقة لوكلائها في "حزب الله" بلبنان وفي سوريا.

وينظر "فائز" لغارة الأسبوع الحالي على أنها "جزء من محاولات إسرائيل ضرب القدرات الإيرانية ومنعها من دعم الجماعات الوكيلة لها في المنطقة".

ووفق "نيويورك تايمز"، فإنه في الوقت الذي حددت فيه الولايات المتحدة إيران كمزود رئيسي للمسيرات ومحاولات روسيا للحصول على الصواريخ الإيرانية لاستخدامها في أوكرانيا، إلا أن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن هجوم أصفهان تدفعه اعتبارات أمنية إسرائيلية خاصة.

ويعد وقف إيران عن امتلاك السلاح النووي من أهم أولويات إسرائيل في السياسة الخارجية.

يقول "رفائيل غروسي" مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن إيران لديها كميات كافية من اليورانيوم المخصب تستطيع من خلالها إنتاج القنبلة لو أرادت.

ويعتقد "فائز" أن إيران باتت قريبة من إنتاج قنبلة نووية عادية، و"لديها مواد مخصبة تكفي لصناعة رؤوس نووية"، و"هي لا تحتاج إلا لعدة أيام لتخصيب المواد من أجل إنتاج أول رأس نووي".

ويرى المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون أن المادة المخصبة المتوفرة للقنبلة لا يعني أن إيران لديها القدرات لتحويلها وإنتاج القنبلة بعد، إلا أن بعض الخبراء مثل "ديفيد أولبرايت"، من معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن، يقدر أن إيران تستطيع إنتاج القنبلة في مدى 6 أشهر.

ولكن حتى الآن لم يثبت العلماء الإيرانيون بعد أنهم أتقنوا المهمة الصعبة المتمثلة في إطلاق صاروخ باليستي يمكنه حمل سلاح نووي بنجاح، وفق الصحيفة، لكن إيران لديها ما لا يقل عن 9 صواريخ باليستية قد تكون قادرة على مثل هذا العمل.

في الوقت نفسه تصر إيران على أن برنامجها النووي لأغراض سلمية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

برنامج إيران النووي برنامج صاروخي إيران إسرائيل أمريكا

ماكرون ونتنياهو عازمان على "العمل معا" ضد أنشطة إيران

محلل أمريكي: هكذا تفتح أمريكا الباب أمام إسرائيل للإضرار بمصالحها 

ردا على هجماتها في إيران.. الحرس الثوري يكشف عن توجيه ردود موجعة لإسرائيل

إيران تدشن صاروخ خيبر الباليستي بمدى 2000 كيلومتر (فيديو)

قادر على الوصول لتل أبيب.. أمريكا وفرنسا تنددان بصاروخ إيران الباليستي الجديد