أثارت صور متداولة، يقال إنها للطبيب الإيراني "فرهاد ميثمي" (53 عاما) المسجون منذ قرابة 5 سنوات تظهره نحيلا وضلوع صدره بارزة من شدة ضعفه؛ موجة من الغضب والتحذيرات فى إيران، من أن الأخير قد يواجه خطر الموت فى أي لحظة.
وفي الصور المتداولة ظهر "ميثمي" في بعضها طاويا ذراعيه حول جسده ومستلقيا على ما يبدو أنه سرير مستشفى، فيما أظهرته صورة أخرى واقفا وضلوعه وعظامه بارزة.
وفي رسالة نشرتها الخدمة الفارسية في هيئة الإذاعة البريطانية، أعلن "ميثمي" 3 مطالب، وهي وضع حد لعمليات الإعدام، والإفراج عن السجناء السياسيين والمدنيين، ووقف "مضايقات فرض الحجاب".
وتضاربت الأنباء ما بين الجهات الرسمية والمدافعين عن حقوق الإنسان ومقربين من "ميثمي" حول حقيقة الصور وتاريخها و"سبب الإضراب"
وفي هذا الصدد، قال "محمد موغيمي" محامي "ميثمي" إن موكله المسجون منذ 2018 - لدعمه ناشطات رفضن سياسة فرض الحجاب - بدأ إضرابه عن الطعام في 7 أكتوبر/تشرين الأول؛ احتجاجا على حملة قمع حكومية على المتظاهرين سقط فيها قتلى.
وكتب "موغيمي" على "تويتر": "حياة موكلي فرهاد ميثمي في خطر.. لقد أضرب عن الطعام احتجاجا على أعمال القتل الأخيرة في الشوارع على يد الحكومة"
وأشار "موغيمي" إلى أن "ميثمي" فقد 52 كيلوجراما من وزنه، فيما نشر مغردون مقطع فيديو يظهر الطبيب قبل اعتقاله، وهو في حينها في صحة جيدة.
Years ago when I used to read the prologues of his books I wouldn’t believe that someday I’d see him in a condition that appears like straight out of movies. #FarhadMeysami didn’t always look like the photos we saw of him today. He could have a normal life if IR didn’t exist. pic.twitter.com/pdGyLYus6e
— Negin (@Negin800) February 2, 2023
في المقابل، نفي القضاء الإيراني الأنباء المتداولة عن دخول "ميثمي" في إضراب عن الطعام، مؤكدا أن الصور التي انتشرت انتشارا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي تعود إلى 4 سنوات مضت عندما أضرب فعلا وقتها عن الطعام لكن لأسباب أخرى.
ولإثبات هذا، نشر موقع نادي المراسلين الشباب للأنباء، وهو وكالة أنباء شبه رسمية يديرها طلاب، ما قال إنها أحدث صورة لميثمي والتي لا يبدو فيها هزيلا وشوهد جالسا على أرضية زنزانته وبجواره كيس للرقائق على ما يبدو.
وتجاوز الغضب من الصور المتداولة حدود إيران، إذا كتب "روبرت مالي" المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران على تويتر "صور مروعة للدكتور فرهاد ميثمي، المدافع الشجاع عن حقوق المرأة المضرب عن الطعام في السجن".
وقال "مالي" إن "النظام الإيراني حرمه ظلما هو وآلاف السجناء السياسيين الآخرين من حقوقهم وحريتهم. والآن يهدد حياته ظلما.
ودعت منظمة العفو الدولية "أمنيستي" السلطات الإيرانية إلى الإفراج عن ميثمي بدون شروط.
وتشهد إيران اضطرابات على مستوى البلاد منذ وفاة الشابة الكردية الإيرانية "مهسا أميني" في 16 سبتمبر/ أيلول أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق بما شكل أقوى تحد للجمهورية الإسلامية منذ الثورة في عام 1979.
وتقول جماعات حقوقية إن أكثر من 500 متظاهر قُتلوا وألقت السلطات القبض على نحو 20 ألفا. وأعدمت السلطات أربعة على الأقل شنقا، بحسب القضاء الإيراني.
