كشف تزييف وثائق لتشويه صورة قطر في أفغانستان.. ما القصة؟

الأحد 5 فبراير 2023 09:58 ص

نفى النائب الأول السابق للمجلس الأعلى للمصالحة الوطنية "بابار فرهمند"، صحة وثائق مزعومة نشرتها وسائل إعلام غربية، وقال إن هدفها هو تشويه سمعة قطر.

جاء ذلك في تعليقه في مقابلة خاصة مع "أفغانستان الدولية"، بعد نشر وثائق تشير إلى تلقي المارشال "عبدالرشيد دوستم" عن طريقه، مبلغ 50.9 مليون دولار من قطر، من أجل الانسحاب من المناطق الشمالية، ولا سيما محافظة فارياب.

وكشفك الوثائق التي نشرتها القناة الإيطالية "Tg1" قبل أن تنتشر إلى منافذ أخرى في أوروبا والولايات المتحدة، حصول "عطا محمد نور" من "الجمعية الإسلامية" الأفغانستانية، على نحو 60.9 مليون دولار، تم تحويلها إليه عن طريق "محمد فرهاد عظيمي"، الذي كان آنذاك حاكم ولاية بلخ.

هذه الوثائق، صدرت من السفارة القطرية في كابل، ومؤرخة في 15 و16 يوليو/تموز 2021، ما يعني أنها حدثت قبل بعد شهر واحد تقريبًا من سقوط مدينة مزار شريف.

كما كشفت وثيقة أخرى إرسال المبعوث القطري الخاص إلى أفغانستان "مطلق بن ماجد القحطاني" هدية من أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني" للرئيس الافغاني السابق "أشرف غني"، كانت عبارة عن شيك بمبلغ 110.478 مليون دولار، لإقناعه على ما يُزعم بتجنب مقاومة "طالبان" في الفترة التي سبقت استيلاء الجماعة على كابل.

وتظهر أرشيفات وزارة الخارجية القطرية أن "القحطاني" كان في كابل في ذلك التاريخ واجتمع مع "أشرف غني" في القصر الرئاسي. وبعد 5 أسابيع من هذا اللقاء، فر "غني" من كابل ودخلت "طالبان" العاصمة. لكن "فرهمند" قال إن الغرض من نشر هذه الوثائق المزورة، هو تشويه سمعة قطر ومعارضي "طالبان".

وأمام ثبوت عدم صحة هذه الوثائق، سحبت بعض وسائل الإعلام الغربية تقاريرها.

وفي حديثه عن الوثائق المسربة، أشار المحلل السياسي الأكاديمي في كلية الدراسات الأمنية في كينجز كوليدج بلندن "أندرياس كريج"، إلى أنه كان من الممكن زرع مثل هذه المعلومات المضللة بشكل استراتيجي.

وكتب على "تويتر": "يبدو أن المنافسين القطريين على أفغانستان في أبوظبي قد سربوا عن عمد معلومات للتنويه باستراتيجية الدوحة الأفغانية".

وأضاف "كريج": "في غضون ذلك، تنخرط الإمارات وتغازل كلا من طالبان والشبكات القديمة حول نظام غني في وقت واحد".

وبالمثل، فإن المحلل السياسي والخبير الأفغاني "تميم آسي"، قال، حسب ما ذكره موقع "قطر نيوز" باللغة الإنجليزية: ""أكدت عدة مصادر لي الآن أن هذه الوثائق مزورة، وهي جزء من حملة تضليل".

وحذر الصحفيين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من "الوقوع فريسة لها".

ومع اقتحام "طالبان" العاصمة كابل، حشدت قطر بسرعة للمساعدة في إجلاء حوالي 80 ألف أجنبي وأفغاني فروا من البلاد، في عملية استمرت عدة أشهر.

ومنذ استيلاء "طالبان" على السلطة، لعبت قطر دورًا دبلوماسيًا رئيسيًا في أفغانستان، حيث عملت كجسر بين الحركة وبقية العالم، في محاولة للضغط من أجل الاستقرار في الدولة التي مزقتها الحرب.

وسلط هذا الدور الضوء على الدولة الخليجية كلاعب سياسي رئيسي على المسرح العالمي، حيث أشاد قادة من جميع أنحاء العالم بقطر لإجلاء المدنيين بأمان واختيارها للدفع من أجل الحوار في وقت يتسم بالحساسية الشديدة.

لكن الثناء جاء بهجمات جماعية لوقف الصعود السريع لقطر على الجبهة السياسية، حيث أشارت تقارير إعلامية إلى زيادة حملات التضليل من جارتها الإمارات.

وفي نهاية العام الماضي، أشارت تقارير إعلامية إلى أن هناك على الأرجح "يدا صغيرة" في الفضيحة التي تتغلغل في العلاقة بين قطر والاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى دور إماراتي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر أفغانستان وثائق مزورة تشويه سمعة طالبان أشرف غني