رغم الشكوك والضغوط.. بوريل: لا بديل عن الاتفاق لمنع "إيران نووية"

الثلاثاء 7 فبراير 2023 06:46 ص

بينما كان على متن قطار عائدا من رحلة لزعماء الاتحاد الأوروبي إلى أوكرانيا، قال مسؤول السياسية الخارجية بالاتحاد الأوروبي "جوزيب بوريل" لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن منتقدي جهوده لإحياء الاتفاق النووي ربما "لا يقدرون بما فيه الكفاية" مخاطر أن تصبح إيران دولة نووية.

وتابع: "على حد علمي، لا يوجد بديل لهذه الصفقة لمحاولة تجنب أن تصبح إيران دولة نووية"، وفقا لتقرير للصحيفة ترجمه "الخليج الجديد".

وتبدو إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" غير مبالية بمصير إحياء الاتفاق متعدد الأطراف لعام 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني، والذي انسحبت منه إدارة سلفه "دونالد ترامب" في 2018، بزعم أنه لن يمنع طهران من تطوير أسلحة نووية.

ولا تزال فرنسا وبريطانيا وألمانيا تدعم إحياء الاتفاق، لكن معظم الدبلوماسيين الأوروبيين متشائمون.

وإضافة إلى ضغوط غربية، يتعرض "بوريل" السياسي الإسباني المخضرم (75 عاما) أيضا لضغوط من طهران، التي حذرت من أن عقوبات الاتحاد الأوروبي عليها والاقتراح الألماني بإدراج "الحرس الثوري الإيراني" كمنظمة إرهابية يمكن أن يؤدي إلى انهيار العلاقات ومخاطر على الأمن الأوروبي.

ويصر "بوريل" على أن دوره كمنسق للدبلوماسية النووية لا يمنعه من الضغط على طهران بشأن سياساتها في الداخل أو الخارج. وهو يتحدث بانتظام إلى وزير الخارجية الإيراني "حسين أمير عبد اللهيان".

وأردف: "يمكنني إخبارك بآخر محادثتي (مع عبد اللهيان): أوقفوا عقوبة الإعدام. أوقفوا القمع. إذا واصلت هذا الطريق، فستجعل من المستحيل أن يكون لديك أي نوع من الترتيبات السياسية (بشأن الاتفاق)".

وفي الولايات المتحدة، تضخمت صفوف المتشككين في الدبلوماسية لتشمل بعض الأشخاص الذين أيدوا بقوة اتفاق 2015، الذي رفع عقوبات اقتصادية كانت مفروضة على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها لمنع إنتاج أسلحة نووية.

وبدأت بالفعل بعض العقوبات المفروضة على إيران في الانتهاء، ومن 2025 إلى 2030 ستُرفع القيود الرئيسية عن إنتاج وتخزين اليورانيوم المخصب، وهو ما يحذر معارضو الاتفاق من أنه سيمهد الطريق أمام طهران لامتلاك أسلحة نووية. بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية ولا سيما توليد الكهرباء.

وحاليا، تنتج إيران 60٪ من اليورانيوم عالي الجودة، وهي الدولة الوحيدة غير النووية التي تفعل ذلك.

وقال رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية "رافائيل جروسي"، في يناير/ كانون الثاني الماضي، إن إيران لديها ما يكفي من اليورانيوم المخصب "للعديد من الأسلحة النووية".

كانت صفقة إحياء الاتفاق النووي قريبة الربيع الماضي، لكنها توقفت. وأسفرت المحادثات الجديدة بفيينا في أغسطس/ آب الماضي عن ما أسماه فريق "بوريل" مسودة نص نهائي لتقبلها طهران وواشنطن.

في البداية، بدت إيران على وشك الموافقة، لكنها وضعت مطالب جديدة واشترطت وقف تحقيق الوكالة في أنشطتها النووية.

وبعد أيام، اندلعت في سبتمبر/ أيلول الماضي احتجاجات حاشدة في إيران على مقتل الشابة "مهسا أميني" في مركز للشرطة وردت السلطات الإيرانية بالعنف.

بموازاة ذلك، بدأت روسيا في استخدام طائرات إيرانية بدون طيار في الحرب ضد أوكرانيا (مدعومة من واشنطن وحلفائها)، ما أدى إلى فرض عقوبات غربية جديدة على طهران، وفقا للصحيفة.

وعن احتمال بيع إيران صواريخ لروسيا قال "بوريل": "في كل مرة أتحدث فيها مع الإيرانيين، يصرون على أنهم لن يفعلوا ذلك.. يجب أن أنصحهم: إذا قمتم بذلك فسيكون كل شيء أكثر صعوبة، بما في ذلك خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)".

ومنذ اندلاع الاحتجاجات، ينصب تركيز واشنطن على الوضع الداخلي في إيران وليس المحادثات، لكنها لم تستبعد إحياء الاتفاق.

وبصراحة، قال "بوريل" السياسي البارز في الحزب الاشتراكي الإسباني إنه نظرا للقمع الداخلي الإيراني ودعم طهران لروسيا، فإنه لا يعرف ما إذا كانت واشنطن ستوافق أم لا على إحياء الاتفاق النووي الآن إذا قلصت إيران مطالبها المتعلقة به.

المصدر | ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران البرنامج النووي الاتفاق النووي الاتحاد الأوروبي الولايات المتحدة جوزيب بوريل

برا وجوا وبحرا.. صراع إسرائيلي إيراني دون حرب شاملة

الاتفاق النووي.. إيران تؤكد جديتها في المفاوضات وأمريكا تعلن ضياع الفرصة