كواليس اعتذار رئيس تحرير "الجمهورية" المصرية للسعودية.. رسالة تحذير وردت من الرياض

الثلاثاء 7 فبراير 2023 08:36 م

كشف مصدر حكومي مصري أن رسالة تحذير من البعثة الدبلوماسية المصرية في السعودية، وراء صدور تعليمات مباشرة من مستويات تنفيذية رفيعة بكتابة رئيس تحرير جريدة "الجمهورية" الحكومية مقالا يعتذر فيه عن مقاله السابق، والذي شن فيه هجوما غير مسبوق على المملكة ردا على انتقادات كتاب سعوديين لسيطرة الجيش المصري على اقتصاد بلاده.

وأوضح المصدر أن البعثة المصرية بالرياض حذرت من "تبعات محتملة في إطار العلاقات الثنائية"، وتحدثت عن "أجواء استياء شديدة" داخل البلاط الملكي السعودي من لغة المقال الهجومية.

وعن التبعات المتوقعة، قال المسؤول إن البعثة تحدثت عن العدد الضخم للعمالة المصرية المتواجدة في السعودية، علاوة على كون المملكة مستمرة في إمداد مصر بمنتجات نفطية بأسعار تفضيلية والتزامات سداد ميسرة، بحسب ما نقل موقع "مدى مصر".

وأضاف المصدر أن الدخول في مواجهة إعلامية عنيفة مع السعودية "لم يكن محل اتفاق بين جميع المؤسسات المسؤولة عن السياسة الخارجية"، وأنه منذ بداية المعركة، التي أصر على وصفها بأنها إعلامية بالأساس، "لم يكن الأمر محل ارتياح من بعض أقرب مستشاري رئيس الجمهورية".

وأوضح: "بالفعل فإن أحد هؤلاء المستشارين هو من قاد الاتجاه نحو عدم الذهاب بعيدًا في معركة التلاسن مع السعودية على صفحات الإعلام والعمل على حل الخلافات خلف الأبواب المغلقة".

تباينات العلاقة

وتحدث المصدر الحكومي عن "أسباب متعددة ومتراكمة" وراء التوتر بين القاهرة والرياض خلال الفترة الماضية، قائلا إن هناك "عتب" مصري لتخلي السعودية عن تقديم الدعم الاقتصادي لمصر في وقت أزمة، رغم ما اقترحته على المملكة في أن يكون هذا الدعم عبر صفقات استثمارية كانت الرياض أصلًا قد وعدت بها.

وأضاف أن أحد أسباب التوتر هو افتراض السعودية أن تبادر مصر إلى تلبية كل متطلبات السعودية لكل أشكال الدعم السياسي والعسكري دون الاتفاق على صياغات واضحة لأي تحرك مصري وعلى تحرك سعودي مقابل للتحرك المصري.

وأشار المصدر أيضا إلى أن "منتدى البحر الأحمر"، وهو الكيان الذي يضم دولا عربية وأفريقية تم التوقيع على ميثاق تأسيسه في يناير/كانون الثاني 2020، كان أحد ملفات التوتر المصري السعودي، حيث قال المسؤول إن القاهرة وافقت على أن تكون أمانة المنتدى العامة في الرياض، لكن الأخيرة تحفظت على أن تكون بعض الأجهزة والمراكز الرئيسية لهذا المنتدى في مصر.

وقال إن مصر تتفهم أن السعودية لها مصالح لا يمكن إغفالها في البحر الأحمر، لكن على المملكة أن تدرك أيضًا أهمية البحر الأحمر بالنسبة للقاهرة ووضعيتها العسكرية والاستراتيجية في المنطقة.

وأوضح المصدر أن هذا التوتر كان جزءًا من عرقلة استمرار التحرك للأمام في استكمال كل بنود اتفاقية تيران وصنافير، التي كانت مصر قد أعلنت نقل السيادة عليهما إلى السعودية قبل خمسة أعوام في لحظة تقارب بين السلطات التنفيذية في البلدين رغم غضب شعبي مصري عارم ضد الخطوة.

وبحسب أحد المصادر، أصر السعوديون أثناء زيارة "سامح شكري"، وزير الخارجية المصري، الشهر الماضي، على تسوية هذا الاتفاق في أقرب وقت إذا كانت السلطات المصرية ترغب من الجانب السعودي الاستثمار في مصر.

في الوقت نفسه، نقل الموقع عن مصدر مطلع على ملف العلاقات المصرية الخليجية، قوله إن التوتر في العلاقات مع السعودية هو جزء لا يتجزأ من حالة التحسب التي سادت العلاقات المصرية الكويتية مؤخرًا.

كما أنه أيضًا جزء لا يتجزأ من التوتر بين الرياض وبين أبوظبي على خلفية التنافس بين العاصمتين الخليجيتين "في وقت بدت فيه مصر أقرب إلى الإمارات التي تحركت مؤخرًا لتقديم دعم محدود لمساعدة القاهرة في تخفيف مشكلة فقدان العملة المحلية لقيمتها جراء تراجع الإيرادات الدولارية، وأيضًا جراء تراكم تكدس البضائع في الموانئ؛ مما تسبب في ارتفاع أسعار كثير من السلع في السوق المحلي وندرتها".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية المصرية رئيس تحرير الجمهورية اعتذار مساعدات سعودية

علاء مبارك يعتبر مقال الإساءة للسعودية مرفوض ويستحق المساءلة

مصر تتحدث عن لقاء ودي بين وزير ماليتها ونظيره السعودي بالرياض.. ماذا جرى فيه؟