كشفت صحيفة أمريكية، الأربعاء، أن محكمة استئناف سعودية رفعت عقوبة سجن المواطن الأمريكي السعودي "سعد الماضي"، البالغ من العمر 72 عاما، على خلفية نشره تغريدات انتقادية للسلطات، من 16 عامًا إلى 19 عامًا، واصفة ذلك بأنه أكبر من مجرد صفعة على وجه الرئيس "جو بايدن".

وذكرت "نيويورك بوست"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن وزارة الخارجية الأمريكية أبلغت "إبراهيم"، نجل "الماضي"، بالعقوبة المعدلة، الأربعاء، بعد أشهر من إدانة البيت الأبيض علانية لمعاملة والده.

وقال "إبراهيم" للصحيفة إن اعتقال والده جرى في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 بتهم مرتبطة بـ12 تغريدة تنتقد الحكومة السعودية بشكل معتدل.

وأضاف أن أبيه احتجز في ظروف غير إنسانية بدون سرير أو كرسي وأحيانًا تم إيواؤه جنبًا إلى جنب مع "إرهابيين خطرين".

وتكررت قضية "الماضي" مرارًا وتكرارًا في إحاطات البيت الأبيض، على الرغم من أن "بايدن" لم يعلق عليها شخصيًا، إذ قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض "كارين جان بيير"، في 19 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن "الحكومة السعودية تتفهم الأولوية التي نوليها لحل هذه المسألة وأن ممارسة حرية التعبير يجب ألا تُجرم أبدًا".

وبعد أسبوع، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض "جون كيربي": "نحن نحترم ونتفهم ونتعاطف مع كرب عائلة الماضي. نواصل العمل على هذه الحالات في جميع أنحاء العالم بقدر ما نستطيع".

ومن جانبه، أشار النائب المحافظ "روني جاكسون" (جمهوري من تكساس)، عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إلى المحاولات السعودية، بقيادة "محمد بن سلمان"، لإظهار صورة "غريبة أكثر وأكثر" للبلاد.

وعلق "جاكسون" على تغليظ عقوبة "الماضي" لـ"نيويورك بوست": "آمل أن ينظر ولي العهد والناس إلى ذلك ويرون أن هذا شيء لا ينبغي فعله".

وأضاف: "من الواضح أننا لا نفعل ذلك هنا، ولا نريد أن نرى ذلك يحدث للناس في أجزاء أخرى من العالم أيضًا".

ومن جانبها، قالت النائبة اليسارية "إلهان عمر" (ديمقراطية من مينيسوتا)، إن "بايدن" يجب أن يبذل المزيد من أجل إطلاق سراح "الماضي"، مضيفة: "إنه لأمر فظيع أن تؤدي حساسيات العائلة المالكة والنظام إلى قيود صارمة وقمع الحريات المدنية الأساسية مثل حرية التعبير".

وتابعت: "بايدن وعد بجعل محمد بن سلمان منبوذًا ولم يتابع الأمر، وقد دفعتُ الإدارة ووزير الخارجية، أنتوني بلينكين، وآخرين إلى اتخاذ موقف متشدد بشأن بعض هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان".

وأكدت "إلهان عمر" أنها تشارك "إبراهيم الماضي" إحباطه من قرار وزارة الخارجية بعدم إعلان أن والده "محتجز ظلما"، وواصلت انتقادها لحكومة "بايدن": "أعتقد أنه أمر فظيع وغير لائق بالنسبة لإدارة تدعم حرية التعبير، وتقف مع دعم حقوق الإنسان".

وبحسب "نيويورك بوست"، فإن قضية "الماضي" شابتها العثرات، حيث اعترفت وزارة الخارجية الأمريكية بأنها فشلت في إرسال ممثل عنها إلى جلسة النطق بالحكم الأول في 3 أكتوبر/تشرين الأول، حيث تلقى العقوبة الأولية البالغة 16 عامًا و 3 أشهر.

وتضمنت تغريدات "سعد الماضي"، التي اعتبرتها السلطات السعودية مسيئة، تعليقات، جاء في أحدها أن المسؤولين السعوديين غير قادرين على حماية الحدود الوطنية من إطلاق الصواريخ من قبل المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن، كما أورد تعليق آخر أنه يوافق على تسمية أحد شوارع العاصمة الأمريكية باسم "خاشقجي".