استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أي احتفاء بأمريكا السوداء!

الخميس 9 فبراير 2023 03:46 م

أي احتفاء بأمريكا السوداء!

العنصرية المؤسسية المتأصلة فى ثقافة الشرطة الأمريكية يمارسها الجميع أيًا كان لون بشرتهم.

شاهد العالم الفيديو الذى يسجل لحظات مروعة لمقتل شاب أسود على يد الشرطة الأمريكية وبذلك يلحق الشاب بالعشرات قبله.

لا مساءلة حال كان العنف الوحشى موجهًا للسود تحديدًا. والسواد والبياض بأمريكا ليس لون بشرة بل ثقافة على درجة عالية من التعقيد والتركيب.

ديسانتس يشن حملة شرسة على تاريخ السود فهو يزعم أن الطلاب البيض «يتعلمون كراهية أمريكا» عند تدريس الفصول المريرة في التاريخ الأمريكى.

صوت مجلس النواب، ذي الأغلبية الجمهورية على تجريد النائبة السوداء، إلهان عمر، من عضويتها بلجنة العلاقات الخارجية «لأنها معادية لإسرائيل ومعادية للسامية»!

واقعة إلهان عمر تنكأ جراحًا تاريخية في علاقة السود باليهود رغم أن الجماعتين اشتركتا في حركة الحقوق المدنية لكن قضية فلسطين ظلت تخلق توترًا بينهما.

*   *   *

منذ عهد الرئيس الأمريكى الأسبق، جيرالد فورد، صار شهر فبراير هو شهر الاحتفاء بتاريخ السود بأمريكا. وقد تزامن الاحتفاء هذا العام مع وقائع تجسد فى ذاتها جراح السود وكفاحهم المستمر من أجل العدل والحرية.

فقبل أن يبدأ الشهر كان العالم يشاهد شريط الفيديو الذى يسجل لحظات مروعة لمقتل شاب أسود على يد الشرطة الأمريكية. وبذلك يلحق الشاب بالعشرات قبله.

لكن رجال الشرطة الخمسة الذين قتلوا الشاب كانوا، هذه المرة، من السود. ووجود بعض السود يمارسون القمع ذاته ضد سود آخرين ليس جديدًا. فالعنصرية المؤسسية المتأصلة فى ثقافة الشرطة الأمريكية يمارسها الجميع أيًا كان لون بشرتهم.

فالسود منهم، كالبيض، يعيدون إنتاج أنماط السلوك نفسها فى ظل ثقافة تبعث برسالة مؤداها أن لا مساءلة حال كان العنف الوحشى موجهًا للسود تحديدًا. والسواد والبياض بأمريكا ليس مجرد لون البشرة وإنما هو ثقافة على درجة عالية من التعقيد والتركيب.

أما الواقعة الثانية فهى تصويت مجلس النواب، ذى الأغلبية الجمهورية، على تجريد النائبة السوداء، إلهان عمر، من عضويتها بلجنة العلاقات الخارجية «لأنها معادية لإسرائيل ومعادية للسامية»، على حد وصف رئيس المجلس، كيفين مكارثى.

والواضح أن موضوع إسرائيل ليس السبب، فالجمهوريون ابتلعوا ألسنتهم حين التقى ترامب على عشاء بمقر إقامته برموز معروفة بعدائها لليهود، بل قال ذات مرة إن «إسرائيل تملك الكونغرس، واليهود يديرون نيويورك تايمز».

وبالتالى إسرائيل مجرد ذريعة لرد الصاع للديمقراطيين الذين طردوا جمهوريين من اللجان حين كانوا أغلبية. لكن الواقعة تنكأ جراحًا تاريخية فى علاقة السود باليهود الأمريكيين. فرغم أن الجماعتين اشتركتا فى حركة الحقوق المدنية إلا أن قضية فلسطين ظلت من القضايا التى تخلق توترًا بينهما.

وفى انتخابات الكونغرس الأخيرة أنفق لوبى إسرائيل الملايين لهزيمة عدد من النائبات السوداوات التقدميات المؤيدات لحقوق الفلسطينيين، ومنهن إلهان عمر، التى أنفق 3 ملايين دولار لهزيمتها.

أما الواقعة الثالثة فبطلها من هو أخطر على مقدرات الأقليات من عودة ترامب عبر انتخابات 2024. فالأخطر أن يصل للرئاسة من يحمل مواقف ترامب ولكن بابتسامة الحملان! فرونالد ديسانتس، عضو الكونغرس السابق وحاكم فلوريدا الحالى، كان من أهم حلفاء ترامب إلى أن صارت عيناه على مقعد الرئاسة فانقلب عليه.

وديسانتس يشن حملة شرسة على تاريخ السود تزامنت آخر حلقاتها مع شهر فبراير. فهو يزعم أن الطلاب البيض «يتعلمون كراهية أمريكا» عند تدريس الفصول المريرة فى التاريخ الأمريكى.

فهو وقّع العام الماضى على قانون كانت نتيجته حظر عشرات الكتب التى لم تسلم منها حتى كتب الرياضيات! فهو، مثلا، حظر 54 كتابًا تُستخدم فى تدريس مادة الرياضيات بمدارس الولاية، لأنها احتوت على إحصاءات تثبت أن السود أكثر تعرضًا للتوقيف على الطرق السريعة بنسب أعلى بكثير من البيض.

وأخرى تثبت التمييز ضدهم فى القبول بالمدارس! وهو رفض مؤخرًا تدريس مادة لتاريخ السود ببعض الكليات إلى أن تم حذف التاريخ المعاصر من منهجها وكل ما ينطوى على رؤية نقدية لتاريخ أمريكا! كما حظرت بعض دوائر ولاية فلوريدا، وولايات أخرى بالمناسبة، روايات لأديبة نوبل السوداء تونى موريسون!

أكثر من ذلك، فكتب الرياضيات احتوت، وفقًا لمن حظروها، على مواد «تتحدث عن تغير المناخ وكأنه حقيقة ثابتة»! وقد ذكرنى ذلك كله بكلمات للزعيم الأسود مالكولم إكس حين قال إن «وجود المدارس والجامعات لا يعنى بالضرورى أن هناك تعليمًا»!

*د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية المساعد، باحثة في الشأن الأمريكي

المصدر | المصري اليوم

  كلمات مفتاحية

السود التمييز الكونغرس أمريكا السوداء تاريخ أمريكا ترامب ديسانتيس فلوريدا توني موريسون لوبي إسرائيل مالكوم إكس إلهان عمر قضية فلسطين