"حان وقت تعلم الدرس".. كيف استفاد تنظيم القاعدة من أزمة المناخ باليمن؟

السبت 11 فبراير 2023 10:31 ص

أعادت عمليات قتل العديد من عناصر تنظيم "القاعدة" في اليمن في غارة أمريكية مؤخرا في يناير/كانون الثاني 2023 تركيز الضوء على نشاط "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية، والتي كان لها دور كبير في تهديد الولايات المتحدة في العقدين الأخيرين.

ووفقا للتقرير الذي نشره "أوراسيا ريفيو" فإن تنظيم "القاعدة" في شبه الجزيرة لم يستمد قوته فقط من الحرب الأهلية في اليمن، والتي بعد تمكنها من السيطرة على حضرموت والمكلا حتى 2016، وقد استفاد "القاعدة" هناك من قضية تغير المناخ في اليمن الذي واجه مشاكل في إمدادات المياه النظيفة لسكانه البالغ عددهم 30 مليونا مع ارتفاع كبير في درجات الحرارة، وهو الأمر الذي ساهم بدوره في تدهور وضع المياه وفي تفاقم مشكلة انعدام الأمن الغذائي في البلاد.

من جانب آخر يشير التقرير إلى مشكلة أخرى على النقيض، وهي تزايد هطول الأمطار في بعض أجزاء البلاد، ما تسبب في حدوث فيضانات وتدمير للأراضي الزراعية وكذلك المنازل ونزوح ما لا يقل عن 70 ألف بسبب الفيضانات المفاجئة التي سببتها الأمطار الغزيرة في 2022 فقط على سبيل المثال.

ولعل السؤال الأبرز في التقرير يتمحور حول كيفية استفادة "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية من التدهور في الحالة المناخية في اليمن، والجواب باختصار هو استغلال هذه الحالة من قبل القاعدة في التجنيد عبر مساعدة السكان، حيث كشفت الوثائق التي تم العثور عليها من "القاعدة" في شبه الجزيرة العربية في عام 2013 أن قيادة الجماعة قد أصدرت تعليمات في جميع أنحاء المنطقة، بضرورة الاستفادة من هذه الحالة والعمل على تقديم خدمات مثل بناء الآبار والسيطرة على إمدادات المياه.

وعلى سبيل المثال عندما وصل تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" إلى السلطة في مدينة المكلا الجنوبية في عام 2016، اتخذ خطوات مهمة لزيادة إمدادات المياه. وشمل ذلك التكليف بالعمل على بناء الآبار ودعم البنية التحتية للمياه في المناطق المحيطة كذلك.

ويضيف التقرير أنه تم إطلاق حملات عبر العديد من البلدات اليمنية لتوزيع المواد الغذائية على السكان المحليين في منتصف عام 2010 وتم رفع مخصصات المجندين من الناحية المالية حتى يتمكنوا من تعويض ارتفاع تكلفة الغذاء.

وكان التنظيم حاضرا في حالات الطوارئ وعلى سبيل المثال، خلال إعصار تشابالا في 2015، شارك "القاعدة في جزيرة العرب" في ترتيب إجلاء  المواطنين المتضررين من الإعصار وتزويدهم بالخدمات الأساسية مثل الطعام والماء.

ويختتم التقرير بالتأكيد على أن تنظيم "القاعدة في شبه الجزيرة العربية" أثبت قدرته على التعامل مع المشكلات الأساسية التي يواجهها العديد من اليمنيين، واستخدم الفرص الناجمة عن تغير المناخ لكسب القلوب والعقول وضمان حصوله على بعض الدعم الشعبي.

ويوصي التقرير صانعي القرار الذين يتابعون هذا الملف أن يدركوا دوافع مجندي المجموعة المتمثلة بالسعي لحل المشاكل المختلفة التي يعاني منها الشعب اليمني، وكذلك ضرورة فهم كافة العوامل التي تزيد من شعبية التنظيم حاليا، وأهمها دوره في استغلال التأثيرات المرتبطة بتغير المناخ.

المصدر |   محمد سنان سياش | أوراسيا ريفيو - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

اليمن القاعدة المناخ المياه المكلا

مقتل 7 جنود في هجوم للقاعدة جنوبي اليمن

أمريكا تعرض 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن قيادي بالقاعدة في اليمن

اليمن.. مقتل 3 بينهم رائد في هجوم للقاعدة في شبوة

تنظيم القاعدة باليمن يبث رسالة مصوّرة لموظف أممي مختطف