مع توالي البيانات الرسمية التي تكشف عن حجم الدمار الهائل الذي أصاب تركيا وسوريا بسبب الزلزال الأخير، راجت منشورات على  مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا تتهم الولايات المتحدة بأنها صنعت الزلزال عبر التقنيات الحديثة لمعاقبة حليفتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وخلف الزلزال، الذي بلغت شدته 7.8 درجات واستمر 65 ثانية، وانبعثت منه طاقة تعادل 500 قنبلة نووية، حتى الآن أكثر من 27 ألف قتيل، و88 ألف جريح.

وكانت أكثر الاتهامات رواجا، هي استخدام الولايات المتحدة برنامج "هارب" الذي يعرف أيضا باسم برنامج "الشفق النشط عالي التردد"، في تحفيز الهزة الزلزالية.

ووفقا لموقع برنامج "هارب" فإن المشروع يهدف إلى دراسة خصائص وسلوك الأيونوسفير "الغلاف الأيوني"، وهي "طبقة على حافة الفضاء مباشرة، إلى جانب الغلاف الجوي العلوي المحايد، الذي يرتفع عن سطح الأرض 50- 400 ميل".

ويعتقد مروجوا هذا الاتهام أن "هارب" قادر على إحداث تغيرات مناخية فجائية في مناخ مناطق معينة من الأرض، ما قد يتسبب في حدوث زلازل وبراكين وفيضانات مدمرة و تغير في المجال المغناطيسي لمناطق جغرافية واسعة.

واستشهد البعض منهم بمقاطع فيديو، تظهر فيه أضواء تشبه البرق، مؤكدين أن الصواعق ليست أمرا طبيعيا عندما يتعلق الأمر بالزلازل ولكنها تحدث دائما عند استخدام "هارب"

في السياق ذاته، علق "كان يلانجي أوغلو" رئيس قسم السلامة الحيوية بجامعة "إسكودار" بإسطنبول قائلا إن إحداث زلزال عن طريق "هارب" هو أمر ممكن، لكن "المباني الفاسدة والمقاولين عديمي الضمير والتسامح معهم هو الذي يتسبب في وفاة الناس"، داعيا للحديث عن الفساد أولا قبل المؤامرات.

وتعليقا على هذه الاتهامات، نقلت وكالة "رويترز" عن خبراء تأكيدهم أن "هارب" لا يمكن أن يكون مسؤولا عن الزلزال في تركيا أو في أي مكان آخر. 

وأوضح الخبراء أن "هارب" لا يمتلك القدرات لتنفيذ زلازل كما لا يمكنه التحكم في الطقس أو معالجته.

ووفق "ديفيد هايسيل" أستاذ الهندسة بجامعة كورنيل، فإن هارب هو جهاز إرسال لاسلكي أكبر من معظم أجهزة إرسال موجات الراديو الأخرى، ومن الناحية النظرية لا يمكنه أن يتسبب فى حدوث زلزال. 

وقال "ديفيد مالاسبينا"، عالم أبحاث في مختبر فيزياء الجوية والفضاء في جامعة كولورادو أن موجات هارب تشبه نظيرتها بمحطات بث الراديو (AM) ولا توجد آلية معروفة يمكنها أن تجعل هذه الموجات تُحدث زلزال.

وأوضح أن هذه الأنواع من الموجات تخترق أقل من 1 سم في عمق الأرض، في حين أن الزلازل أعمق من ذلك بكثير، مشيرا إلي أن زلزال 2023 في تركيا نشأ من على عمق حوالي 17 كم"

وفيما يتعلق بحدوث أضواء تشبه البرق والصواعق بالتزامن مع زلزال تركيا، أوضح "هايسيل" أن "هارب" لا يمكنه أيضا إحداث برق أو صواعق.

بدوره، قال "توشي نيشيمورا"، أستاذ مشارك باحث في هندسة الكهرباء وهندسة الكمبيوتر بجامعة بوسطن، إن الأضواء التي وثقتها مقاطع الفيديو المتداولة لحظة وقوع الزلزال ليست صواعق أو برق ولكنها مرتبطة بخطوط الطاقة التي تأثرت بالزلزال، موضحا أنع سرعان ما أعقبها انقطاع فى التيار الكهربي

وفيما يتعلق بوجود غيوم في تلك الليلة، علق "نيشيمورا" قائلا: "لا يأتي الضوء من الفضاء ولكنه ينشأ على الأرض وينعكس من خلال السحب.