منتدى النقب بعيون أمريكية وعربية

فوضى تنتشر بكافة ارجاء الكيان المحتل ومؤسساته تدفع حكومة نتنياهو لمسابقة الزمن لإنجاز تقييد نظام القضاء قبيل رمضان، والمتوقع ان يعلن عنه في 22 مارس.

ترغب حكومة نتنياهو بحسم ملفات: تقييد صلاحيات القضاء، وإطلاق يدها بملفات سياسية وأمنية واقتصادية وتمرير مخطط استيطاني بالضفة بالضم وشرعنة البؤر الاستيطانية.

حكومة العدو مندفعة لحسم هويته نهائيا كدولة احتلال دينية صهيونية فاشية على كامل فلسطين، فهل أبقى ذلك شيئًا لدعاة منتدى النقب بالمغرب؟ وهل أبقى لهم حجة للمضي نحو انعقاده؟

*   *   *

مشاهد فوضوية ومشادات كلامية تطورت إلى اشتباكات بالأيدي بين اعضاء لجنة الدستور والقضاء والقانون في كنيست الاحتلال، اعقب مصادقتها على المرحلة الأولى من خطة الإصلاح القضائي التي صوت عليها 9، في حين اعترض 7 من اعضاء اللجنة لتنتقل الى المرحلة التالية الى الكنيست للمصادقة عليها بالقراءة الأولى ثم القراءة الثانية فالثالثة.

الفوضى لم تقتصر على الغرف المغلقة التي جمعت اعضاء اللجنة؛ اذ انتقلت الى شوارع فلسطين المحتلة حيث اغلق محتجون الطريق المؤدية الى مطار اللد، وحاصر آخرون منازل وزراء في حكومة نتنياهو الفاشية في النقب وعسقلان، في حين اعتقلت شرطة الاحتلال مستوطناً بتهمة التحريض على قتل وتصفية رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.

دعوات الرئيس الامريكي جو بايدن إلى الحوار والتوافق التي نقلتها صحيفة نيويورك تايمز، وتحذيرات رئيس الكيان المحتل يتسحاق هرتسوغ في خطابه المتفلز مساء امس الاحد ذهبت أدراج الرياح؛ فتحذيراته لم تلق آذانًا صاغية، بل صفعة قوية من وزير القضاء يريف لفين الذي علق على خطاب هرتسوغ بالقول إنه "لا يوجد سبب يدعو لوقف عمليات التشريع والتصويت في الكنيست اليوم!"، مضيفًا ان ذلك لن يمنع من الحوار بين اطراف الازمة.

حالها كحال مؤتمر دعم القدس الذي عقد أول أمس بالقاهرة بحضور الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس محمود عباس؛ إذ سارعت حكومة الائتلاف الفاشي للمصادقة على شرعنة 9 بؤر استيطانية في كافة أرجاء الضفة المحتلة والقدس؛ ردا على بيان المؤتمر وخطابات الرؤساء الثلاثة بالقاهرة.

وعمدت إلى قصف قطاع غزة في محاولة جادة لإيصال رسائل للأطراف الإقليمية والقوى الفلسطينية بأنها ماضية نحو مخططاتها برغم التحديات الداخلية التي تواجهها.

الفوضى المنتشرة في كافة ارجاء الكيان المحتل ومؤسساته تدفع حكومة نتنياهو لمسابقة الزمن لإنجاز مشروعها بتقييد النظام القضائي قبيل رمضان المقبل، والمتوقع ان يعلن عنه في 22 من آذار القادم.

إذ لا ترغب حكومة نتنياهو الفاشية ان تواجه شهر رمضان قبل ان تحسم ملفاتها الداخلية المتعلقة بتقييد صلاحيات القضاء، وإطلاق يدها في الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية، وهي تعمل بجد لتمرير مخططها الاستيطاني في الضفة الغربية بالضم وشرعنة البؤر الاستيطانية.

فحكومة نتنياهو مندفعة نحو المواجهة الداخلية والخارجية على أمل حسم هوية الكيان المحتل بشكل نهائي كدولة احتلال دينية صهيونية فاشية على كامل أراضي فلسطين، فهل أبقى ذلك شيئًا للداعين إلى منتدى النقب في المغرب عربًا كانوا أم أمريكان؟ وهل أبقى لهم حجة للمضي قدما نحو انعقاده؟

*حازم عياد كاتب صحفي في العلاقات الدولية