الجارديان: إنقاذ ضحايا زلزال سوريا يعطله "فيتو بوتين المثير للسخرية"

الثلاثاء 14 فبراير 2023 06:04 ص

بشكل مرعب، أصبح حجم الموت والدمار الذي لا يطاق واضحا في سوريا، حيث لقي ما لا يقل عن 35000 شخص مصرعهم نتيجة الزلازل الذي ضرب تركيا وسوريا (في 6 فبراير/ شباط الجاري)، مما يجعلها إحدى أسوأ الكوارث الطبيعية في القرن، بحسب تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

التقرير، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، ذكر أن مئات الآلاف من الأشخاص لا يزالون محاصرين تحت الأنقاض، بينما يدعو أقاربهم من أجل بقائهم على قيد الحياة بأعجوبة.. كما نزح الملايين من الناس واختفت بعض المجتمعات تقريبا من على وجه الأرض.

في مثل هذه الظروف المروعة، يبدو من غير المعقول أن تُترك مناطق كاملة في نطاق الكارثة لمصيرها.

فشل الأمم المتحدة

لكن كما قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن جريفيث، الأحد، فإن هذا في الواقع ما سُمح بحدوثه في شمال غرب سوريا، الذي تسيطر عليه جماعات معارضة للرئيس بشار الأسد. فقد وصل قدر ضئيل من المساعدات الإنسانية إلى محافظة إدلب، عبر المعبر الحدودي الوحيد (باب الهوى) المفتوح من تركيا.

ومع تزايد الغضب، وصف جريفيث ذلك بأنه "فشل" من الأمم المتحدة.

وأدت الزلازل في هذه المنطقة إلى تفاقم المعاناة المفرطة للسكان الذين يعانون بالفعل من الحرب الأهلية والغارات الجوية ومستويات الفقر المطلقة والبنية التحتية المنهارة ووباء الكوليرا، بينما الموارد الأساسية للتعامل مع أي من هذه الأزمات غير متوفرة، ومن واجب المجتمع الدولي إيجاد طريقة لتوفيرها.

تسليح المساعدات

دعت الولايات المتحدة الأسد إلى "وقف تسليح المساعدات" وتوجيه المساعدات الدولية بشكل منصف إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وخفَّفت واشنطن العقوبات المفروضة على دمشق للسماح بتقديم أقصى قدر من المساعدة الإنسانية. ويجب على أوروبا أن تحذو حذو واشنطن.

لكن حتى لو امتثل الأسد، فإن "هيئة تحرير الشام"، الجماعة الإسلامية المتشددة، التي تسيطر على جزء كبير من شمال غرب سوريا، ترفض "بحسب ما عُلم قبول المساعدة من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، وفق الصحيفة.

الفيتو الروسي

وبالتالي، فإن السياسة الواقعية لعملية مساعدة مناسبة تتطلب إعادة فتح جميع الطرق العابرة للحدود مع تركيا والمغلقة نحو سوريا.

وقد تم استخدام حق النقض (الفيتو) حتى الآن (ضد فتح هذه المعابر) من قبل الداعم الرئيسي للأسد، روسيا، في مجلس الأمن.

وكان تبرير (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين هو حماية مبدأ السيادة الوطني، وهو أمر سيثير الضحك بلا رحمة في كييف (التي تشن موسكو حربا عليها منذ نحو عام).

تجاوز العداوات التقليدية

إذا لم يكن بالإمكان الآن إقناع موسكو بمراجعة موقفها الساخر، فيجب على الأمم المتحدة والدول الغربية استكشاف السبل القانونية للتحايل على مجلس الأمن.

ولكن بالنظر إلى سجل الأسد الوحشي، فإن هذا المسار دون موافقته سيأتي بمخاطر.

باسم تخفيف البؤس الإنساني، ستكون هناك في النهاية حاجة إلى الدبلوماسية الماهرة والضغط الدولي إذا أردنا التغلب على الانقسامات الراسخة.

كوارث بهذا الحجم تستلزم مناشدة القيم العالمية للتضامن والتعاون البشريين التي يمكنها أحيانا تجاوز العداوات التقليدية.

مسؤولية الغرب

ويتحمل الغرب مسؤولية خاصة لإثبات هذه القضية، بعد أن وضع مأساة سوريا المستمرة بعيدا عن الأنظار في السنوات الأخيرة.

ومن بين الناجين اليائسين في إدلب وأماكن أخرى أولئك الذين أعُيدوا من الحدود الأوروبية وواجهوا الحواجز والأسلاك الشائكة.

وهؤلاء هم ضحايا الحرب والديكتاتورية والتطرف والآن الكوارث الطبيعية، ويحتاجون إلى دعمنا المتأخر وسيظلون بحاجة إليه لسنوات قادمة، بحسب الصحيفة.

((6))

المصدر | ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

زلزال سوريا مساعدات روسيا بوتين فيتو الأمم المتحدة

خلافات مجلس الأمن تمنع صدور قرار بفتح معابر إضافية لإغاثة سوريا