أمريكا تدرس إرسال أسلحة إيرانية مصادرة إلى أوكرانيا.. ما القصة؟

الأربعاء 15 فبراير 2023 06:56 ص

تدرس الولايات المتحدة، إرسال آلاف الأسلحة التي جرى ضبطها، وأكثر من مليون طلقة ذخيرة، إلى أوكرانيا بعدما كانت في الأصل متجهة إلى ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في اليمن.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الثلاثاء، عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الجيش الأمريكي يبحث في إرسال أكثر من 5000 بندقية هجومية إلى أوكرانيا و1.6 مليون طلقة من ذخائر الأسلحة الصغيرة، وعدد قليل من الصواريخ المضادة للدبابات، وأكثر من 7000 من الأدوات المفجرة التي جرى ضبطها في الأشهر القليلة الماضية قبالة الساحل اليمني من مهربين، يشتبه بأنهم يعملون لصالح إيران.

وأكد مسؤولون أمريكيون وأوروبيون أن هذه الخطوة غير المسبوقة قد تساعد كييف في مواجهة القوات الروسية في الحرب التي تدخل في غضون أيام عامها الثاني.

ولفتوا إلى أن هذه الخطوة غير المعهودة قد تفتح لخط جديد لتزويد أوكرانيا بالأسلحة، بينما تتكبد الولايات المتحدة وحلفاؤها العناء في الاستجابة لمطالب كييف بالحصول على مزيد من الدعم العسكري.

لكن التقرير استدرك بالإشارة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، تجد نفسها أمام صعوبة إيجاد مبرر قانوني يرتبط بمصادرة على الأسلحة الموجهة للنزاع في اليمن، وتوجيهها لنزاع آخر.

وأوضح أن حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة يستدعي قيام الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها بتدمير الأسلحة المضبوطة، أو تخزينها، أو التخلص منها.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن المحامين بإدارة "بايدن" يعكفون على دراسة قرار الحظر الأممي لإيجاد أي نقطة تسمح لهم بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا.

وصادرت الولايات المتحدة وفرنسا بنادق وذخيرة في الأشهر الماضية، كجزء من جهد عالمي يركز بشكل أساسي على منع إيران من تهريب الأسلحة إلى اليمن.

وعادة ما يتم الاستيلاء على الأسلحة وتدميرها من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، الذين ينفذون حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على اليمن.

لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن الجهد العالمي لتزويد أوكرانيا بالأسلحة، أثار نقاشاً بشأن إرسال الإمدادات العسكرية المصادرة إلى كييف.

وذكرت "وول ستريت جورنال" أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين بدأوا في التفكير بجدية في الأمر أواخر العام الماضي، بعد أن صادرت البحرية الأميركية مليون طلقة ذخيرة على متن قارب صيد مسافر من إيران إلى اليمن.

وبعد بضعة أسابيع، صادر الجيش الأميركي أكثر من ألفي بندقية من طراز AK-47 من قارب صيد صغير في خليج عمان.

وفي منتصف يناير/كانون الثاني، صادرت القوات الفرنسية 3 آلاف بندقية هجومية، ونحو 600 ألف طلقة، وأكثر من 20 صاروخاً مضاداً للدبابات، كانوا على متن قارب صيد آخر في خليج عمان.

ووفق مسؤولين أمريكيين، فإن تحويل هذه الأسلحة إلى حكومة كييف، سيسمح لأمريكا بـ"قلب الطاولة على إيران" التي زودت روسيا بـ"مئات الطائرات المسيرة الانتحارية".

وقال مسؤول أمريكي رفض الكشف عن هويته: "إنها رسالة، بأخذ أسلحة تهدف إلى تسليح وكلاء إيران، وتحويلها لتحقيق أولوياتنا في أوكرانيا، حيث تقدم إيران الأسلحة لروسيا".

واتهمت الولايات المتحدة وحلفاؤها إيران بتزويد المقاتلين الحوثيين في اليمن بالأسلحة منذ سنوات، في انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة. وتنفي إيران إرسال هذه الأسلحة.

وتقول الأمم المتحدة إن إيران هي مصدر الأسلحة الأكثر ترجيحاً للحوثيين، من صواريخ وطائرات مسيرة وقذائف وأسلحة صغيرة.

وبالتزامن مع هذا الكشف، اجتمعت الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) الثلاثاء في بروكسل، لمناقشة طرق جديدة لتسريع تدفق الأسلحة المتجهة إلى أوكرانيا، ومواجهة نقص الإمدادات العسكرية.

وقال الأمين العام للحلف "ينس ستولتنبرج" الإثنين، عشية الاجتماعات: "تستهلك الحرب في أوكرانيا كمية هائلة من الذخائر، وتستنفد مخزونات الحلفاء. المعدل الحالي لاستهلاك أوكرانيا من الذخيرة أعلى بعدة مرات من معدل إنتاجنا الحالي. وهذا يضع صناعاتنا الدفاعية تحت الضغط".

وقدمت الولايات المتحدة لأوكرانيا أكثر من 100 مليون طلقة من ذخيرة الأسلحة الصغيرة حتى هذا الأسبوع، وفقاً لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون).

وسبق أن أرسلت روسيا مذكرة إلى جميع الدول، بما فيها الولايات المتحدة تحذر من إمداد أوكرانيا بالأسلحة.

وأشار وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف"، إلى أن أي شحنة تحتوي على أسلحة لأوكرانيا ستصبح "هدفا مشروعا" لروسيا.

في وقت ذكر المتحدث باسم الكرملين "دميتري بيسكوف"، أن ضخ الغرب الأسلحة إلى أوكرانيا لا يسهم في نجاح المفاوضات الروسية الأوكرانية، وسيكون له تأثير سلبي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران اليمن الحوثيون أوكرانيا أمريكا أسلحة

مسؤولون أمريكيون: واشنطن ستزود أوكرانيا بأسلحة وذخيرة إيرانية