تقرير إسرائيلي: استبعاد المجلس الرئاسي من مفاوضات اليمن يقوض فرص السلام

الخميس 16 فبراير 2023 06:40 م

"استبعاد المجلس الرئاسي من المفاوضات السعودية مع الحوثيين يمكن أن يقوض آفاق السلام المستقبلي والمستقر والمستدام في اليمن، بل قد يكون وقف إطلاق النار الحالي قصير الأجل أيضًا".

هكذا خلص تحليل معهد الأمن القومي الإسرائيلي، الذي قال إنه بالنسبة لجميع الأطراف المعنية، لم تعد الحرب خيارًا جذابًا أو حتى خيارًا قابلاً للتطبيق.

وقبل أيام، نقلت وكالة "أسوشييتد برس"، عن مسؤول في الأمم المتحدة، أن السعودية وجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، أعادوا إحياء المحادثات الثنائية، حيث يأمل الجانبان في تعزيز وقف إطلاق النار غير الرسمي، وتمهيد الطريق لإنهاء الحرب الأهلية الممتدة منذ سنوات.

وأضاف: "رغم أن الحوثيين يظلون الجانب الأقوى في الصراع، إلا أنهم مرهقون عسكريًا من هجومهم الفاشل على مأرب، حيث تكبدوا خسائر فادحة على أيدي القوات المدعومة من الإمارات".

وتابع: "كما تفاقمت الصعوبات العسكرية بسبب المشاكل الاقتصادية للجماعة، بينما ارتفعت أسعار الوقود في جميع أنحاء شمال اليمن بشكل كبير".

أما السعوديون فمن جانبهم، كانوا يبحثون في السنوات الأخيرة عن مخرج من اليمن، والذي غالبًا ما يشار إليه في الصحافة باسم "فيتنام السعودية".

رغبة في إنهاء الحرب

ولفت التحليل إلى أن السعودية غير قادرة على تحقيق نصر عسكري حاسم ضد الحوثيين، حيث يحاول السعوديون يائسين إنهاء مغامرتهم المأساوية في اليمن من خلال المفاوضات.

وتستشعر السعودية بضغوط متزايدة جراء تدخلها المكلف في اليمن، ويعود ذلك إلى عدة أسباب يأتي في مقدمتها تزايد الفجوة بين واشنطن والرياض حول الحرب في اليمن، فضلا عن الإدانات الدولية التي تتعرض لها المملكة بسبب الأوضاع الإنسانية في اليمن، وكذلك حالة الفوضى التي تبدو عليها الفصائل المواجهة للحوثيين التي تدعمها الرياض وأبوظبي.

وساهمت تلك العوامل في دفع السعودية لإجراء محادثات مع الحوثيين بهدف إنهاء الحرب أو تجميدها وتحقيق قدر ضئيل من الاستقرار في اليمن.

وبالرغم من جدية مساعي الرياض لإنهاء الحرب، فإن الفجوة بين مطالب الحوثيين التي تتزايد باستمرار والخطوط الحمراء للسعودية مازالت كبيرة، إذ من غير المرجح أن تؤيد الرياض أي مطالب ترسخ الهيمنة الكاملة للحوثيين على اليمن.

كما لن تعقد السعودية صفقة دون التزامات واضحة من الحوثيين بشأن أمن الحدود، بما في ذلك تعهدات بوقف الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة على المملكة، ونقل الأسلحة الثقيلة والبعيدة المدى بعيدًا عن الحدود.

فرص السلام

وحول فرص السلام، ووفق التحليل، فإنه بالرغم من ضعف فاعلية المجلس الرئاسي، فإن مكوناته التي تمثل طيفا واسعا من أصحاب المصالح المتباينة، وتستمد دعمها من مصادر مختلفة، يمكن أن يؤدي استبعادها من المحادثات إلى عرقلة جهود تحويل أي اتفاق بين السعودية والحوثيين إلى تسوية سياسية دائمة.

وأضاف: "من غير المرجح أن تسفر جولة المحادثات الحالية بين السعودية والحوثيين عن اتفاق حول القضايا الجوهرية المتعلقة بإنهاء الحرب وتقاسم السلطة وآلية توزيع عائدات تصدير النفط والغاز وإدارة موانئ البحر الأحمر".

وتابع: "كما لا يمكن التوصل حتى لاتفاق حول القضايا الجزئية الراهنة، مثل فك الحصار عن مدينة تعز، ودفع الرواتب التي يطالب بها الحوثيون، فما زال من غير المؤكد أن يحدث توافق حولها قريبا".

وأدى الصراع الدامي المستمر منذ قرابة 8 سنوات بين تحالف عسكري تقوده السعودية والحوثيون المتحالفون مع إيران، إلى تدمير الاقتصاد اليمني واضطرار 80% من السكان إلى الاعتماد على المساعدات، ودفع الملايين إلى براثن الجوع، وتسبب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم وفقا للأمم المتحدة.

ويشهد اليمن حراكاً واسعاً، يطالب بوضع حد للاختلالات والتشوهات التي يعاني منها قطاع النفط والغاز، في ظل أوضاع صعبة يمر بها الاقتصاد اليمني، بفعل التبعات الأخيرة في الصراع الدائر، وتركزه مؤخراً في هذا القطاع.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

اليمن الحرب في اليمن الحوثيون

حان الوقت لتحديث فهم المشكلة.. تحليل أمريكي يقترح 3 حلول على الكونجرس حول أزمة اليمن

أكسيوس: إسرائيل تنظر بإيجابية للاتفاق السعودي الإيراني.. والسر حرب اليمن