استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الإسراء والمعراج معجزة لا تنتهي عبرها

الأحد 19 فبراير 2023 05:48 ص

الإسراء والمعراج معجزة لا تنتهي عبرها

"فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا".

أنى للرسول النبي الأمي ﷺ أن يعلم الغيب وأن اليهود الذين تم طردهم من جزيرة العرب أذلاء ضعفاء، أن يعلو في يوم من الأيام علوا كبيرا.

سجل الوحي معجزة الإسراء في سورة الإسراء، وسجل معجزة المعراج في سورة النجم، ويرى المسلمون اليوم حادثة الإسراء استمرارا للمعجزة التي حدثت قبل أكثر من 1400 عام.

تحدث القرآن عن إفساد بني إسرائيل في الأرض وعلوهم، ومصيرهم على يد عباد الله أولي البأس الشديد، ومشهد دخول المسجد الأقصى مرة أخرى وكيف تسوء وجوه بني إسرائيل وكيف ينتهي علوهم.

*   *   *

أيد الحق ﷻ رسله بالمعجزات، لكنها بحسب العلماء، معجزات انتهى تأثيرها في وقتها. وأيد الله نبينا محمداً ﷺ بمعجزات وقتية كذلك، لكن معجزته الخالدة القرآن الكريم معجزة قائمة إلى يومنا هذا، ولا زال التحدي قائما إلى اليوم وإلى أن تقوم الساعة أن يأتي أحد بمثله.

من معجزاته ﷺ حادثة الإسراء والمعراج، وهي حدث خارق للعادة، ورغم أن صعود بشر إلى السماء السابعة والعودة بليلة واحدة أعظم من سفر بشر من مكة إلى القدس بليلة واحدة في زمن لم يكن فيه وسائل نقل حديثة، إلا أن مشركي مكة توقفوا كثيرا عند الثانية.

يبدو أنهم توقفوا عند أمر ألفوه واعتادوا عليه، ويسهل عليهم المقارنة به، فهم يضربون أكباد الإبل شهورا حتى يذهبوا ويعودوا فكيف لبشر أن يذهب ويعود بليلة واحدة؟

سجل الوحي معجزة الإسراء في سورة الإسراء، وسجل معجزة المعراج في سورة النجم، ولعل المسلمين اليوم يرون في حادثة الإسراء استمرارا للمعجزة التي حدثت قبل أكثر من 1400 عام.

في سورة الإسراء تحدث القرآن عن بني إسرائيل؛ إفسادهم في الأرض، ومصيرهم على يد عباد الله أولي البأس الشديد، وكيف يجوسون خلال الديار، ومشهد دخول المسجد مرة أخرى، وهو المسجد الأقصى، وكيف تسوء وجوه بني إسرائيل، وكيف تنتهي قصة علوهم.

أتأمل الآيات الأولى من سورة الإسراء، ومع أنها تتحدث عن معجزة الإسراء، إلا أن في ثناياها معجزة أخرى؛ فأنى للرسول النبي الأمي أن يعلم الغيب ويعرف أن اليهود الذين تم طردهم من جزيرة العرب أذلاء ضعفاء، أن يعلو في يوم من الأيام علوا كبيرا.

لا نجد اليوم صعوبة في فهم الآيات الأولى من سورة الإسراء، فهي تصور الواقع الحالي مئة بالمئة، " ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا"؛ إنها تصوير للواقع الحالي، هل أحد اليوم لا يرى تلك الآية واقعا؟

ربما يكون الواقع مريرا، لكنه واقع صورته آية كريمة نزلت قبل 1400 عام، وصدق وقوعها ينبئ حتما بصدق وقوع الجزء الثاني من الحكاية "فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا"، إنه يقين يقين يقين.

وهي دعوة لمن يرى في نفسه الأهلية أن يدخل في عباءة الآية. إنها دعوة مفتوحة للتشمير والاجتهاد للدخول في كنف الآية الكريمة، وليست دعوة للاتكال والانتظار.

*عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

الإسراء المعراج إفساد علو تتبير القرآن وعد الآخرة سورة الإسراء بني إسرائيل