قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، إن الاتجاه العام في المنطقة الآن يستدعي التركيز على القوة العسكرية البحرية مجددا، مع عودة عصر الحروب التقليدية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وانتشار منصات الطاقة البحرية في البحر المتوسط، وحساسية منافذ التجارة العالمية في البحر الأحمر، وتصاعد تهديدات إيران، معتبرة أن هذا التركيز بات يظهر الآن في تدريبات مشتركة بالمنطقة ومعارض بحرية طموحة.

وأشارت الصحيفة، في تقرير كتبه الأكاديمي الأمريكي "سيث فرانتزمان" وترجمه "الخليج الجديد"، إلى أن استضافة الإمارات هذا العام المعرض البحري (نافدكس NAVDEX) المصاحب لمعرض ومؤتمر الدفاع الدولي (آيدكس IDEX)، وهو المعرض الذي شهد تواجد سفن وفرقاطات ومعدات عسكرية بحرية من مختلف أنحاء العالم.

وتقاطرت تلك السفن الحربية على مرسى مركز أبوظبي الوطني للمعارض (مارينا أدنيك) وميناء زايد للمشاركة في "نافدكس"، حيث وصلت سفن حربية من بريطانيا والصين والهند وإيطاليا، بينما تشارك شركة "رافاييل Rafael Advanced Defense Systems" الإسرائيلية على مستوى اللوجيستيات والتجهيزات الملحقة بالسفن الحربية.

وبحسب الكاتب، هناك الكثير من التحركات التي تجري في المنطقة في المجال البحري والتي تعيد تسليط الضوء على القوة البحرية.

وبعد عقدين من الحرب العالمية على الإرهاب، حيث ركزت الدول على مكافحة التمرد، عادت الحروب التقليدية اليوم إلى دائرة الضوء، وهذا يعني أيضًا أن القوات البحرية عادت إلى دائرة الضوء، لاسيما فيما يتعلق بالمعارك الساحلية، حيث يجب أن تكون القوات البحرية قادرة على التعامل مع التهديدات على طول الساحل، وهو أمر بات شديد الأهمية في الشرق الأوسط والمحيط الهادئ.

وبين الفرقة البحرية متعددة الجنسيات في المنطقة، التي تسلمت كوريا الجنوبية قيادتها مؤخرا، والفرقة 59 التي تطور العمل على سفن غير مأهولة (مسيرة) تأتي أهمية التركيز على القوة البحرية في ضوء تواصل تهديدات إيران في البحر واستهدافها رحلات تجارية أكثر من مرة بالطائرات المسيرة.

ولفت الكاتب الضوء على تصاعد وتيرة التدريبات البحرية بين إسرائيل والولايات المتحدة، مثل تدريبات "جونيبر أوك Juniper Oak" و"جونيبر فالكون Juniper falcon"، وكذلك التدريبات التي جرت العام الماضي بين إسرائيل وكل من فرنسا واليونان وقبرص والولايات المتحدة.

كذلك أشار التقرير إلى استمرار تهديدات "حزب الله" اللبناني بمنع إسرائيل من استخدام حقل "كاريش" للطاقة في المتوسط، رغم توقيعها اتفاقا لتعيين الحدود البحرية مع لبنان العام الماضي، حيث قال "نصرالله" إن أي تسويف في استخراج النفط والغاز من المياه اللبنانية سيقابل بمنع إسرائيل من استخراج النفط والغاز من حقل كاريش.

وختم الكاتب تقريره بالقول: "يظهر الاتجاه العام أنه من شرق البحر المتوسط إلى البحر الأحمر وخليج عمان، هناك تركيز متزايد على القضايا البحرية مثل تأمين الممرات البحرية والدفاع ضد التهديدات مثل الطائرات بدون طيار وتهريب الأسلحة، لذلك تحاول البلدان في المنطقة التي لديها أنظمة دفاع متطورة لقواتها البحرية أن تكون متقدمة بخطوة دائما على الخصوم".