مسؤولة نقابية أوروبية: طردي من تونس نموذج للترهيب اليومي

الأحد 19 فبراير 2023 09:45 م

اعتبرت الأمينة العامة لاتحاد النقابات الأوروبية إيستر لانش، الأحد، قرار الرئيس التونسي قيس سعيد طردها من البلاد بسبب مشاركتها في احتجاج سلمي "نموذج للمضايقات والترهيب الذي يواجهه النقابيون في تونس يوميا".

وظهر الأحد، وصلت لانش إلى بلجيكا بعد دعوتها من قبل سعيّد إلى مغادرة البلاد في غضون 24 ساعة، باعتبارها "شخصا غير مرغوب فيه"؛ بسبب "التدخل السافر في الشأن التونسي الداخلي"، بعد تضامنها مع اتحاد الشغل، الذي نظم وقفة احتجاجية السبت في 8 محافظات.

والتقت لانش، الجمعة، بالأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نورالدين الطبوبي، قبل المشاركة في احتجاج نظمته النقابة في صفاقس السبت، حيث قالت: "أتيت هنا لإيصال صوت تضامن 45 مليون نقابي ونقابية من أوروبا".

وفي أول رد بعد مغادرتها تونس، قالت لانش، في بيان: "في تونس، التقيت بأعضاء نقابيين وقادة الاتحاد العام التونسي للشغل. أشخاص شجعان ومجتهدون وصادقون ومحترمون وصوت حقيقي للعمال المهتمين بالنضال من أجل تغطية نفقاتهم.. وإن الوضع سيزداد سوءًا من خلال إصلاحات خفض الدعم عن الغذاء والطاقة".

وأضافت: "كان لديهم العديد من الأفكار حول حلول للأزمة الحالية ولكن بدلاً من الاستماع إليهم يتعرضون للتهديد والترهيب والهجوم، لكن ما حدث لي هو مجرد غيض من فيض".

وعن قرار سعيّد، قالت لانش: إن "قرار طردي لمشاركتي في احتجاج سلمي هو نموذج للمضايقات والترهيب التي يواجهها النقابيون في تونس كل يوم. في الأشهر القليلة الماضية، تم اعتقال أعضاء الاتحاد العام التونسي للشغل، وطردهم، والتجسس عليهم لمجرد قيامهم بعمل نقابي قانوني بالكامل".

واعتبرت أن "هذه التكتيكات الاستبدادية التي تُستخدم ضد النقابيين ونشطاء المجتمع المدني، والتي جربتها بنفسي في نهاية هذا الأسبوع، ليس لها مكان في بلد ديمقراطي"، داعية الرئيس التونسي إلى احترام الحقوق الديمقراطية وإنهاء هجماته على النقابيين.

وردا على مزاعم التدخل في الشؤون التونسية، أضافت لانش: "الأممية والتضامن في صميم الحركة العمالية، لذا فمن الطبيعي تمامًا أن يذهب زعيم نقابي من أوروبا ويقف مع العمال في تونس".

وتابعت: "رسالة التضامن والعدالة الاجتماعية والحوار التي قدمتها في مظاهرة صفاقس لا تختلف عن الرسالة التي قدمتها للعمال في فرنسا والمملكة المتحدة هذا الشهر. لقد دعونا الحكومتين الفرنسية والبريطانية إلى حل النزاعات من خلال المفاوضات مع النقابات العمالية بدلاً من الهجمات عليها - وهذا بالضبط ما وجهته إلى الحكومة التونسية".

والسبت نظم الآلاف من أعضاء الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة نقابية في البلاد) وقفات ومسيرات حاشدة في 8 محافظات؛ احتجاجا على سياسيات رئيس البلاد قيس سعيد، الذي اتهموه بمحاولة خنق الحريات الأساسية بما في ذلك الحقوق النقابية.

وجاءت الاحتجاجات في أعقاب انتقادات من الاتحاد للسلطات التونسية بعد اعتقالها عددا من الشخصيات المناهضة للحكومة؛ من بينهم سياسيون وصحفي وقاضيان ومسؤول كبير في الاتحاد العام التونسي للشغل.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

إيستر لانش تونس قيس سعيد اتحاد النقابات الأوروبية

معضلة المعارضة التونسية.. اتفاق على وجود الأزمة واختلاف على رحيل سعيد

وزير خارجية تونس الأسبق رفيق عبدالسلام لـ"الخليج الجديد": عزلة سعيّد تتزايد ونهاية الانقلاب تقترب