يعتبر عدم الاستقرار على مستوى الجهاز الفني من أبرز المشاكل التي تعاني منها كرة القدم العربية وأنديتها خلال السنوات الأخيرة.

وتفضل معظم الأندية العربية الحلول السهلة للخروج من أزماتها الرياضية، من خلال تغيير المدربين بشكل غير مدروس وسريع في معظم الأحيان.

وتعاني كل الدوريات العربية الكبرى بلا استثناء من هذه الظاهرة غير الصحية، التي يجمع معظم الملاحظين على كونها السبب الرئيسي وراء عدم تطور المستوى الفني للكرة العربية بشكل ملحوظ.

وفيما يلي أكثر أندية القمة استهلاكا للمدربين خلال العقد الأخير، في الدوريات العربية الثمانية الكبرى وفقا لتصنيف اتحاداتها من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وهي المغربي والسعودي والمصري والتونسي والجزائري والقطري والعراقي والإماراتي.

الفرق المتصدرة

يتصدر نادي الزمالك المصري قائمة أكثر أندية القمة في العالم العربي تغييرا للمدربين خلال السنوات الـ10 الأخيرة، بالتساوي مع شبيبة القبائل الجزائري.

ووفقا لأرقام موقع "ترانسفير ماركت"، فإن إدارة "القلعة البيضاء" قامت بإحداث تغييرات في منصب المدرب الأول في 32 مناسبة خلال العقد الأخير، بمعدل 3.2 مدرب في العام الواحد.

وقاد بعض المدربين الفريق في عدة مناسبات على غرار أحمد حسام ميدو، الذي أشرف على تدريبه مرتين خلال موسمي 2013-2014 و2015-2016، وأيضا البرتغالي جوسفالدو فيريرا، الذي درب الفريق في 3 مناسبات طوال السنوات الـ10 الأخيرة، بينها ولايتان يفصل بينهما أسبوع واحد.

وتولى فيريرا قيادة الزمالك في 2015 للمرة الأولى، قبل أن يعود إليه في مارس/آذار 2022، ويستمر معه حتى 24 يناير/كانون الثاني 2023، لتتم إقالته وتعيين أسامة نبيه خلفا له، قب أن يعود البرتغالي إلى منصبه مجددا في الأسبوع التالي.

وقام شبيبة القبائل بتغيير مدربيه هو الآخر في 32 مناسبة خلال السنوات الـ10 الأخيرة، ليتشارك مع الزمالك الصدارة في هذا الصدد.

يأتي النادي الإفريقي التونسي في المركز الثالث في قائمة أكثر الأندية العربية تغييرا للمدربين في الفترة المذكورة، بواقع 29 مدربا، بفارق مدربين عن مواطنه الصفاقسي الذي قام بتغيير 27 مدربا.

ويتساوى فريق النجم الساحلي التونسي مع سابقه في قائمة أكثر الأندية العربية استهلاكا للمدربين خلال العشرية الممتدة بين 2013 و2023، حيث قامت إدارته بعمل تغييرات في منصب المدرب الأول في 27 مناسبة، بمعدل 2.7 مدرب في العام الواحد.

وعلى غرار الزمالك، قام النجم بالاستعانة بعدة مدربين في عدة مناسبات؛ حيث أشرف التونسي فوزي البنزرتي على تدريبه في مناسبتين، والفرنسي روجيه لومير 3 مرات.

حققت معظم أندية القمة في الدوريات العربية الكبرى معدلات مرتفعة في تغيير المدربين طوال العقد الأخير، خاصة إذا ما قارناها بالمعدلات المعتمدة في أوروبا بشكل خاص.

عملاق كرة القدم السعودية الهلال استعان بـ17 مدربا، بمعدل 1.7 مدرب في العام الواحد خلال العشرية الأخيرة، في حين استهلك غريمه النصر 20 مدربا بمعدل مدربين في العام الواحد.

نفس المعدلات المرتفعة نجدها في الأهلي المصري الذي قام بتغيير مدربه في 18 مناسبة طوال السنوات الـ10 الأخيرة بمعدل 1.8 مدرب في العام الواحد.

من جهته، قام وفاق سطيف الجزائري بإحداث تغييرات في جهازه الفني 20 مرة خلال العقد الأخير بمعدل مدربين في العام الواحد، في حين استعان مولودية الجزائر بـ26 مدربا، بمعدل 2.6 مدرب في العام.

شباب الأهلي الإماراتي تعاقد أيضا مع 21 مدربا طوال العشرية الأخيرة بمعدل 2.1 مدرب في العام، أما مواطنه الوحدة فقام بتغيير جهازه الفني في 17 مناسبة بمعدل 1.7 مدرب في العام.

عدوى تغيير المدربين طالت عملاقي الكرة المغربية الوداد والرجاء، اللذين أحدثا تغييرات في منصب المدرب الأول تباعا في 20 و21 مناسبة، بمعدل مدربين في العام الواحد.

الترجي التونسي لم يكن بمنأى عن هذه الظاهرة، حيث قام بتغيير مدربه في 13 مناسبة طوال العقد الأخير، بمعدل 1.3 مدرب في العام الواحد.