في سياق رؤية 2030التي تضم جملة من المشاريع السعودية الضخمة، من المقرر أن يحول  مشروع "جيجا" وهو مشروع ضخم بمليارات الدولارات، مدينة الدرعية، التي تعتبر منشأ السعودية حيث تعد مقر أسلاف سلالة "آل سعود" وموطن موقع التراث العالمي لليونسكو في الطريف، وموقع الدولة السعودية الأولى، التي تأسست عام 1727.

وفي تقرير نشره موقع "سي إن إن"، يشير "نيكولا شيلتون" إلى أن مشروع تطوير الدرعية تبلغ قيمته 63.2 مليار دولار، ويعد أحد أكبر المشاريع وأكثرها تعقيدًا في العالم، ولهذا تم تكليف خبراء بإعداد وتنفيذه والإشراف عليه.

وافتتحت المراحل الأولى من التطوير نهاية عام 2022، بما في ذلك موقع الطريف للتراث العالمي، مع صالات العرض والمتاحف الجديدة التي ترسم تاريخ الدرعية، إلى جانب بقايا أسوار المدينة، والمساجد والقصور الملكية.

ومن المؤمل أن يجذب المكان ما يصل إلى 27 مليون زائر في السنوات القادمة، فيما سيتم افتتاح حوالي 38 فندقًا ومنتجعًا جديدًا في الدرعية، بما في ذلك فنادق لعلامات تجارية مشهورة مثل "ريتز كارلتون" و"بارك حياة" و"رافلز".

وحسب التقرير، ستشمل المعالم السياحية 6 متاحف و26 معلمًا ثقافيًا وأكثر من 400 منفذ فاخر وأسلوب الحياة وأكثر من 100 سوق وبازار.

وستمتد 6 متنزهات على مساحة 2.6 كيلومتر مربع، مليئة بعشرات الآلاف من الأشجار وتجتازها الممرات والمسارات للمشي وركوب الدراجات وركوب الخيل.

وفي هذا السياق، يتم إحياء مواقع الطريف التراثية للزوار من قبل فريق مكون من 30 من المرشدين السعوديين الشباب المتحمسين الذين يقودونهم من خلال صالات العرض التي ترسم تاريخ الدرعية.

ووفقا للتقرير، تهدف السعودية إلى جذب 100 مليون زائر سنويًا قبل عام 2030، وهذا ليس هدفًا صغيرًا بالنظر إلى أن الدولة لم تستقبل سوى أول سائحين يحملون تأشيرة إلكترونية في عام 2019.

ولمزيد من الجذب، تنتشر وجهات جديدة مستقبلية ومثيرة للجدل في بعض الأحيان، مثل نيوم، بمدينتها الخالية من السيارات التي يبلغ طولها 170 كيلومترًا، ومنتجع "تروجينا" للرياضات الشتوية، في جميع أنحاء المملكة لجذب هؤلاء الزوار، إلى جانب مشاريع أخرى تركز على تاريخ الأمة القديم، مثل المقابر النبطية في العلا وبلدات الواحات خيبر وتيماء.

وتشمل المدينة "تراس بجيري"، وهو عبارة عن مجموعة من أماكن تناول الطعام، مبنية على الطراز المعماري النجدي التقليدي المبني من الطوب اللبني في المنطقة، بما في ذلك الأماكن المحلية التي تقدم المأكولات السعودية الراقية، بالإضافة إلى جملة من المطاعم العالمية.

لكن خطط الدرعية تتجاوز مجرد عدد قليل من المطاعم والمتاحف بل تريد أن تكون مركزا ثقافيا دوليا.

وبحسب التقرير، ستكون الفعاليات أيضًا محورًا رئيسيًا للوجهة، وهناك بالفعل برنامج مزدحم قيد التنفيذ.\

وانطلقت نسخة 2022 من موسم الدرعية في أكتوبر/تشرين الأول، واستمرت حتى 22 فبراير/شباط 2023، وتضم تجهيزات كبيرة مثل سباق الدرعية للفورمولا1 لشهر يناير/كانون الثاني وحفلات موسيقية "لجون ليجند" و"فرنش مونتانا" و"مارتن جاريكس".

ويتم حاليًا تحويل بساتين نخيل الدرعية بديكورات ضوئية مبهرة لفنانين عالميين وسعوديين، كجزء من ليالي الدرعية، مع حفلات موسيقية عربية ومطاعم وصالات شيشة تجذب سكان العاصمة.

كما أقيم مهرجان الدرعية الحضري في الفترة من 10 إلى 11 فبراير/شباط و 15-18 فبراير/شباط، ويضم الباركور والتزلج على الألواح والرقص.

ولن يقتصر الأمر على منح السياح المزيد من الفرص للزيارة فحسب، ولكن البنية التحتية الجديدة التي يتم إدخالها، واستراتيجيات المدينة الذكية، ومناطق المشاة، وزيادة استخدام وسائل النقل العام، ووصلة مترو جديدة ستزيد الشعور بأن الحركة في المكان كأنها نسمة من الهواء النقي مقارنة بالرياض المزدحمة.

ووفقا للتقرير، من المتوقع أن يصل عدد سكان المناطق السكنية الجديدة في الدرعية إلى حوالي 100 ألف شخص.

ويقول التقرير أن الزوار قد يجدوا أنفسهم يستكشفون الموقع بصحبة أمراء، حيث أن أحد المرشدين هي الأميرة "الجوهرة عبد المحسن آل سعود" البالغة من العمر 30 عامًا، وهي من عائلة "آل سعود" التي تعد الدرعية موطن أجدادها.

وقالت الأميرة عبر البريد الإلكتروني: "أردت أن أكون جزءًا من الحفاظ على هذا الكنز الثقافي ومشاركته (..) وتقدمت بطلب إلى شركة الدرعية وسعدت بإعطائي الفرصة للعب دور في المساعدة على إحياء تاريخ الطريف للزوار من جميع أنحاء العالم".