"فاطميون" و"زينبيون".. هل يستعين بوتين بمرتزقة إيران في أوكرانيا؟

السبت 25 فبراير 2023 06:09 م

اعتبر سين أوزكاراساهين محلل شؤون الأمن والدفاع، في تحليل نشرته مؤسسة "جيمس تاون" الأمريكية، أن الرئيس الروسي فلاديمي بوتين يمكن أن يستعين بمرتزقة إيران، ولاسيما لواءي "فاطميون" و"زينبيون"، في حربه المستمرة في جارته أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022.

وأضاف أوزكاراساهين، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أنه على الرغم من أن بوتين يعتمد على التعبئة الداخلية لتوسيع جيشه، إلا أنه يفكر أيضا في تجنيد مقاتلين أجانب.

وتابع أنه نظرا لانخفاض عدد رجاله المهرة في أوكرانيا، تحول بوتين إلى خيارات أخرى، مثل تجنيد مرتزقة قاتلوا في سوريا لدعم نظام الرئيس بشار الأسد، المدعوم من طهران وموسكو، ضد المقاتلين السُنة.

خيار جذاب

ووفق أوزكاراساهين، فإن اللواءين الإيرانيين "فاطميون" و"زينبيون" على وجه الخصوص سيكونان مناسبين للحرب الروسية في أوكرانيا.

وأفاد بأن بوتين يدرك جيدا الصعوبات اللوجستية لتجهيز وتدريب قوات إضافية وسط النقص الحالي، وفي ظل أن هذه الألوية تم تدريبها وتسليحها من جانب الحرس الثوري الإسلامي، فإنها تبدو خيارا جذابا للكرملين.

وجرى الدفع بهذين اللواءين في صراعات ذات إيقاع عالٍ، مثل الحروب المستمرة في سوريا واليمن، وأثبتا وجودهما في اشتباكات رئيسية في الحرب الأهلية السورية، مثل معركة مدينة حلب والاستيلاء على مدينة تدمر عام 2017، بحسب أوزكاراساهين.

وأضاف أنه بدعم من الحرس الثوري الإيراني، يمنح "فاطميون" و"زينبيون" إيران مدخلا سهلا إلى مناطق الصراع الساخنة دون أن "تتسخ أياديها".

ومما يجعل هذه الكتائب خطيرة بشكل خاص هو أنها تشارك إيران كراهية الغرب وتتألف من مزيج من الشيعة الأفغان والباكستانيين، بحسب أوزكاراساهين.

وعود بمزايا

وقال أوزكاراساهين إن العديد من المقاتلين في لواءي "فاطميون" و"زينبيون" لديهم سجل إجرامي تستغله طهران كفرصة للضغط عليهم للانضمام إلى الجماعات التي تعمل بالوكالة بدلا من سجنهم أو ترحيلهم من إيران

وأضاف أن غالبية العناصر في "فاطميون" هم من الأفغان أو غيرهم من اللاجئين في إيران، وينضم هؤلاء الرجال، الذين يفتقرون إلى الحقوق والفرص الاقتصادية، إلى الجماعات التي تعمل بالوكالة لصالح طهران مقابل وعود براتب جيد بالدولار وتصريح إقامة ومزايا مالية لعائلاتهم في الوطن، لكن نادرا ما يتم تلبية هذه الوعود.

ويمكن لهذه الكتائب أن تملأ الفجوة في النقص الروسي في الأفراد العسكريين المهرة، وربما تفتح قناة لنقل محتمل للصواريخ الباليستية الإيرانية، بالنظر إلى معرفة تلك الكتائب بأنظمة الصواريخ الإيرانية، بحسب أوزكاراساهين.

وتابع: "كما قامت جماعة "حزب الله" اللبنانية (حليفة طهران) بتدريب مقاتلي "فاطميون" على تشغيل طائرات بدون طيار، بينها "أبابيل 3"، يتردد أيضا أن إيران قدمت في 2019 لعناصر "فاطميون" تدريبات على الحرب البحرية في اللاذقية بسوريا".

وخلص إلى أنه بسبب التعاون بين هذه الجهات الفاعلة، يمكن لتلك الكتائب أن تكمل وتعزز جهود بعضها البعض في أوكرانيا.

خارج إيران

ولفت أوزكاراساهين  إلى أن هذه الألوية مدعومة من روسيا منذ سنوات، حيث يسبق وأن عملت بشكل وثيق معها لدعم مساعي موسكو في سوريا، بل إن بعض رجال الميليشيات قالوا إنهم تلقوا تدريباتهم في روسيا قبل نشرهم في سوريا.

وفي أوكرانيا، كما أضاف، من المحتمل أن تنضم هذه الألوية إلى قوات مجموعة "فاغنر" (روسية خاصة)، التي تتمتع بأداء قتالي فعال وإن كان سيئ السمعة، في بعض الجبهات الأكثر قسوة في البلاد، مثل باخموت وهي مدينة استراتيجية تسعى موسكو إلى احتلالها منذ أشهر.

وأردف أنه بعد خسارة عدد كبير من القوات في باخموت، يمكن أن تستفيد "فاغنر" من رجال الميليشيات الإضافيين لإعادة بناء قوة التنظيم، لاسيما وأن هذه الألوية يمكنها تشغيل أنظمة مثل دبابات القتال الرئيسية "تي-90"، مما يمكنهم  من دعم العمليات الروسية المستمرة في أوكرانيا بشكل فعال دون تعديلات كبيرة.

تهديدات لـ"الناتو"

وإلى جانب تعزيز القوة البشرية الروسية في أوكرانيا، فإن وجود هذه الألوية في ساحة المعركة الأوكرانية يمكن أن يشكل تهديدا لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بحسب أوزكاراساهين.

وأوضح أن أول خطر وشيك هو احتمال أن يستولوا على معدات بتقنيات غربية متطورة وينقلونها إلى إيران لتزويدها بمعلومات استراتيجية عسكرية مهمة.

كما يمكن أن تستهدف هذه المليشيات، وفق أوزكاراساهين، القواعد العسكرية الغربية ومستودعات الذخيرة، تماما كما هاجمت الميليشيات المدعومة من إيران قواعد أمريكية في سوريا والعراق، ولذلك فإن نشرهم في أوكرانيا سيزيد الخطر على حياة أفراد "الناتو" العسكريين على الأرض.

كما أن انتشار لواء "فاطميون" و"زينبيون" المحتمل في أوكرانيا سينقل النفوذ الإيراني إلى حدود "الناتو"، ومع فصل الشتاء، فإن الألوية الإيرانية قد توفر شريان حياة للقوات الروسية المتدهورة وتتيح لها الفرصة لاستعادة قوتهم، بحسب أوزكاراساهين.

المصدر | سين أوزكاراساهين/ معهد جيمس تاون- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران روسيا أوكرانيا بوتين فاطميون زينبيون