استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

مع الزلزال.. المنظومة الدولية خلطت أولوياتها!

الأحد 26 فبراير 2023 01:51 م

مع الزلزال.. المنظومة الدولية خلطت أولوياتها!

رغم هذه الجهود الكبرى، ثمة جوانب مظلمة في تعاطي بعض الجهات الرسمية والدولية والإنسانية للاستجابة للحدث وضخامته.

المنظومة الدولية فقدت توازنها وخلطت أولوياتها في الاستجابة للكارثة، مع تقاعس دول وسلطات في تقديم ما لا يمكن للجهات الإنسانية والأفراد تقديمه.

كانت المماطلة في التعامل مع المعابر، لإدخال فرق الإنقاذ والمعدات، وكان من المؤلم والمضحك في نفس الآن أن تناشد الأمم المتحدة نفسها لحل مشكلة المعابر!

في الكارثة فوائد وعبر لتدارك ما يمكن تداركه وحسن التعامل مع عمليات الإغاثة الحالية، وما يتبعها من آثار ومتطلبات ملحة وضخمة، يمكن الاستفادة منها في أزمات وكوارث قادمة.

* * *

مازلنا تحت صدمة وتداعيات زلزال 6 فبراير المدمر، الذي ضرب مناطق واسعة من تركيا وسوريا، ونحن يأخذنا الألم بوصول عدد الضحايا لأكثر من 40 ألفا، ومئات آلاف الجرحى والمصابين فضلا عن الخسائر الأخرى!

ولكن، يبقى في الكارثة فوائد وعبر، قد تفيد في تدارك ما يمكن تداركه، حرصا على حسن التعامل مع عمليات الإغاثة الحالية، وما يتبعها من آثار ومتطلبات ملحة وضخمة، يمكن الاستفادة منها في أزمات وكوارث قادمة، لن يخلو منها كوكبنا!

ومن باب الإنصاف، لا نغفل عن إبراق كل شكر وتقدير لمختلف الشعوب والجهات الإنسانية والدول، على وقفاتهم المشرفة في مواجهة تداعيات الزلزال، كل حسب طاقته وقدراته، ولكن رغم هذه الجهود الكبرى، ثمة جوانب مظلمة في تعاطي بعض الجهات الرسمية والدولية والإنسانية للاستجابة للحدث وضخامته.

ومع إدراكنا لحجم الكارثة والصدمة التي حصلت بعد وقوع الزلزال، وأنه بمثل هذه الحالات قد يتعطل التفكير السليم، وتختلط الأولويات وتؤثر العاطفة وردة الفعل السريعة بالقرارات، إلا أن المنظومة الدولية فقدت توازنها وخلطت أولوياتها في الاستجابة للكارثة، مع تقاعس بعض الدول والسلطات في تقديم ما لا يمكن للجهات الإنسانية والأفراد تقديمه، ألا وهو إرسال المعدات والفرق المتخصصة من الدول، لأن الوقت حرج، والأرواح تزهق بكل لحظة تأخر.

لذا، كان لا بد من تدخل فاعل من المنظومة الدولية في قيادة تعاون دولي سريع، وهو ما لم يتم وبقيت المساندة الدولية الرسمية ولا حتى التبرعات تليق بحجم المصيبة، ويمكن المقارنة مثلا بحجم تبرعات إعادة إعمار كنيسة نوتردام، بعد حريقها والتي وصلت إلى نحو مليار دولار، خلال أقل من يومين!

وأثناء الزلزال وأيامه الأولى، استعرت النقاشات والاتهامات حول المعابر، وتعقد الموضوع أكثر، في وقت ثمين يموت فيه الناس مع كل ثانية بين سيادة دولة ديكتاتورية، وقرارات مجلس أمن وعقوبات، ليختلط السياسي بالإنساني بالقانون الدولي، دون مراعاة ثمن اللحظة.

فكانت المماطلة في التعامل مع المعابر، لإدخال فرق الإنقاذ والمعدات، وكان من المؤلم والمضحك في نفس الآن أن تناشد الأمم المتحدة نفسها لحل مشكلة المعابر!

وإذا كان التعامل مع المعابر في السنوات الماضية، يخضع لنظام دولي ساندت دولتا روسيا والصين بقرارته، كما كتبت من قبل بعنوان «تجفيف المنابع وتضييق المعابر».

ففي وقت الزلزال لم يشهد الظلم فقط، بل وفشل المنظومة الدولية، المصابة بالشيخوخة والبيروقراطية، وهو ما دفع ثمنه الضحايا في الشمال السوري، ليبقى التاريخ شاهدا على عجز كيان عالمي عن الاستجابة والتصرف، ولو لفتح معبرين لـ 3 أيام فقط، لإنقاذ حياة الناس بدلا من السكوت عن بعض الضغوطات بأن تمر المساعدات عبر دمشق!

ستشكل كارثة الزلزال ذكرى مؤلمة في تداخل السياسة مع الاستجابة الإنسانية وعجز المنظومة الأممية بالتعامل معها، ولكن يبقى يحدونا الأمل، ونحن في بداية الآثار الضخمة للكارثة، بأن يتم تقديم المزيد من الدعم حسب قدرات كل جهة وسلطة ودولة ومنظمة، ونسأل الله الرحمة للضحايا والشفاء العاجل للمصابين، والحياة الطبيعية للنازحين بعد هذه الصدمة.

*د. سامر أبورمان باحث في الاتصال والعلاقات العامة

المصدر | الأنباء

  كلمات مفتاحية

زلزال تركيا كارثة الزلزال الشمال السوري أولويات المنظومة الدولية الأمم المتحدة مشكلة المعابر