المجلس الأطلسي: دبلوماسية "ما يطلبه المستمعون" ستفضح مثالية الصين

الثلاثاء 28 فبراير 2023 10:05 ص

"جذبت مناطيد التجسس الصينية، التي ارتفاعات عاليا وانتهكت المجال الجوي الأمريكي انتباهًا جديدًا لوقاحة بكين المتزايدة في الخارج".. هكذا قدمت مؤسسة "المجلس الأطلسي" تحليلا لأثر تنامي النفوذ الصيني دوليا، وانعكاس ذلك على علاقات بكين بدول الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الانخراط في شؤون المنطقة وتبني دبلوماسية "ما يطلبه المستمعون" سيفضح مثالية الصين المزعومة.

وفي تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، سلطت المؤسسة البحثية الضوء على زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، لنظيره الصيني، شي جين بينغ، في بكين، الأسبوع الماضي، مشيرة إلى أن رئيسي قدم، في ختام زيارته التي استمرت 3 أيام، دعوة إلى شي لزيارة إيران مستقبلا.

وفيما يلي طرح لآراء خبراء المجلس الأطلسي حول كيفية وصول الصين إلى الشرق الأوسط وما تريده إيران على وجه الخصوص من بكين، في إطار إجاباتهم على أسئلة المؤسسة البحثية:

1. ما هو هدف الصين من استضافة الزيارة رفيعة المستوى من الرئيس الإيراني؟

يجيب جوناثان فولتون: أظن أن جزءًا من هذا الاستقبال هو إصلاح العلاقة بعد زيارة شي إلى الرياض في ديسمبر/كانون الأول.

فالبيان المشترك لقمة مجلس التعاون الخليجي والصين أظهر لغة تشير إلى دعم بكين لموقف الإمارات العربية المتحدة في نزاعها طويل الأمد مع إيران حول جزر طنب الصغرى وأبو موسى، القريبة من مضيق هرمز.

ونتج عن ذلك الكثير من التعليقات الغاضبة من الإيرانيين الذين شككوا في التزام الصين تجاه البلاد وقدرة الحكومة على إدارة أهم علاقاتها الثنائية. ومن المحتمل أن تكون زيارة رئيسي وسيلة لإعادة بعض التوازن إلى الوجود الصيني في الخليج.

2. يصادف هذا الشهر مرور 44 عامًا على الثورة الإسلامية في إيران، وتتواصل الاحتجاجات المناهضة للحكومة في البلاد. ما هي الرسالة التي توجهها زيارة رئيسي إلى الصين للإيرانيين؟

يجيب بول فولي: تعد زيارة رئيسي للصين أول زيارة دولية له منذ تصاعد المظاهرات أثناء وجوده في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي، باستثناء رحلة ليلية إلى أستانا، كازاخستان، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

من المرجح أن تكون الرسالة التي ينوي النظام إرسالها إلى الإيرانيين من الزيارة هي أن الجمهورية الإسلامية لا تزال تحت سيطرة صارمة بما يكفي لكي يسافر الرئيس، وأنها تحتفظ بأصدقاء دوليين أقوياء، أفضل من روسيا فلاديمير بوتين.

وفي سياق التظاهرات، قد تهدف الزيارة أيضًا إلى إرسال رسالة مفادها أن النظام يسعى إلى تقليل الضغط الاقتصادي على الإيرانيين العاديين في السعي وراء الفوائد الاقتصادية المحتملة لاتفاقية الشراكة الاستراتيجية لعام 2021.

ومع ذلك، سيتم تخفيف هذا من خلال حقيقة أن المشاركة الاقتصادية مع الصين لم تتحقق حتى الآن، ولم تكن ذات شعبية على الإطلاق، وسيُنظر إلى النظام على أنه يلعب دور اللحاق بالعلاقات مع الصين بعد زيارة شي الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية.

وأخيرًا: من غير المرجح أن يغيب عن الإيرانيين أن النظام قد أعرب عن إعجابه بالنموذج الصيني للرقابة الاجتماعية، لا سيما الإنترنت، الذي كان سيحذو حذوه إذا استطاع.

3. هل صداقة الصين الواضحة لإيران عامل مهم في علاقاتها مع دول الشرق الأوسط الأخرى، مثل المملكة العربية السعودية؟

تجيب توفيا جرينج: في العالم المثالي، الذي يتصوره صانعو السياسة الصينيون، فإن بلادهم في وضع فريد لتحقيق المستحيل، وهو: زيادة نفوذها ووجودها في الشرق الأوسط دون التورط في صراعاته التي لا تنتهي.

وغني عن القول أن عالمنا بعيد كل البعد عن المثالية، فبينما زادت مشاركة الصين بالشرق الأوسط في جميع المجالات على مدى العقد الماضي، فقد ثبت أن الحفاظ على موقف منعزل ومحايد أكثر صعوبة.

ويعود ذلك إلى سبب واحد، وهو أن مصالح الصين الخاصة بالمنطقة تزايدت جنبًا إلى جنب مع الحاجة إلى حمايتها.

ومن ناحية أخرى، تراقب بكين أيضًا كيف تضغط الولايات المتحدة على حلفائها وشركائها الإقليميين لتقييد تعاونهم مع "منافسها الاستراتيجي" الرئيسي.

ويتوافق هذا مع طموح شي المتزايد لتحدي الهيمنة الأمريكية وتعزيز تفوق "النموذج الصيني"، الذي يتضمن "بنية أمنية جديدة للشرق الأوسط".

وإضافة إلى ذلك، يرى خصوم إيران أن كل دولار تنفقه الصين على النفط الإيراني هو دولار آخر للنظام الذي ينشر الإرهاب والتطرف.

ومن جانبها، غضبت إيران من زيارة الرئيس الصيني للرياض في ديسمبر/كانون الأول وما نتج عنها من مذكرات تفاهم وبيانات مشتركة مع منافسيها الخليجيين.

وإزاء ذلك، اتخذت بكين عددًا كبيرًا من الخطوات منذ ديسمبر/كانون الأول لتهدئة مخاوف طهران، آخرها استقبال رئيسي.

وبعدما ألقت الصين باللوم على إيران في أول بيان مشترك مع دول الخليج، جاء دور إسرائيل، إذ لم تكتف بكين بتبييض الأنشطة النووية لنظام آيات الله، لكنها وجهت أيضًا أصابع الاتهام إلى إسرائيل على وجه التحديد.

 من الواضح أن الصين "تخبر الجميع بالضبط بما يريدون سماعه"، وفي رأيها هذا هو المظهر المثالي لدبلوماسيتها "المتوازنة" و "الودية".

لكن في الممارسة العملية، هذا يجعل الصين شريكًا غير موثوق به، لأنه "عندما يكون الجميع صديقك، فلا أحد كذلك في الحقيقة".

4. هل ينشأ "محور ثلاثي" للصين وإيران وروسيا، يعمل فيه الثلاثة بتنسيق أوثق ضد الغرب؟

يجيب بول فولي: من المؤكد أن النظام الإيراني يفضل ظهور مثل هذا "المحور الثلاثي" لتقليل عزلته الدولية، وتقويض الإرادة الدولية لاتخاذ إجراءات ضد إيران بشأن سلوكها من خلال أنظمة عقوبات ثنائية ومتعددة الأطراف، وكتراجع في التعامل مع الملف النووي.

لكن بينما تعمل إيران وروسيا في تعاون وثيق بشأن أوكرانيا، وإلى حد ما في سوريا، قد لا تتوافق مصالحهما مع الملف النووي.

وإضافة لذلك، فليس من الواضح ما إذا كانت الصين حريصة على مثل هذا التعريف الوثيق للعلاقات مع إيران وروسيا.

المصدر | المجلس الأطلسي - ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الصين إيران روسيا إبراهيم رئيسي شي جين بينغ