لبناني ينتحر ويترك رسالة مؤلمة لصديقه.. ماذا قال فيها؟

الخميس 2 مارس 2023 06:46 م

أقدم شاب لبناني يدعى موسى الشامي على الانتحار، تاركاً رسالة صوتية لأحد أصدقائه يعزو فيها سبب الانتحار إلى الوضع المعيشي الصعب في ظل الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان، وفقدان المواطنين أدنى مقومات الحياة.

وعُثر على جثة الشامي، الأربعاء، أمام منزله في بلدة دير الزهراني جنوبي لبنان، مصابة بطلق ناري وإلى جانبها سلاح حربي.

وضجت وسائل التواصل الاجتماعي برسالة موسى إلى صديقه علّوش، التي يتحدث فيها بصوت حزين ومتقطع بين البكاء والألم والغصة، ويرجوه الاعتناء بعائلته، ولا سيما طفلته جوري، ويخبره بأنه لم يعد قادراً على التحمل في ظل الظروف المعيشية الصعبة، ما يجعله عاجزاً عن تأمين قوت زوجته وطفليه.

ووفق الرسالة المسجلة، قال موسى لصديقه: "لم أجد شخصاً غيرك أراسله، أنت أكثر من أعرفهم صاحب القلب القوي ويدرك كيفية التصرف، أنا موجود الآن أمام المبنى وسوف أقدم على الانتحار، اهدأ وانتبه لنفسك ولدعاء وجواد وجوري، هؤلاء أمانة في رقبتك".

وتابع: "سامحني، أنا لم أؤذك يوماً والله يشهد، وقل لدعاء، موسى يحبك كثيراً، ولكن لم يعد قادراً على التحمل، تعبت، سامحني، واجعل الكل يسامحني، ولا تدع أحداً يتحدث عني بالسوء".

وختم: "دعاء وجواد وجوري أمانة برقبتك، أهم شيء جوري، لكن لم أعد قادراً على التحمل، تعبت وقرفت".

وهذه ثاني حالة انتحار يسجّلها لبنان في أقل من 24 ساعة، إذ أطلق شاب من بلدة تعلبايا، في البقاع الثلاثاء، النار على نفسه من مسدسه، لأسباب ربطت أيضاً بالظروف الاقتصادية الصعبة.

وتكثر حالات الانتحار في لبنان، ولا سيما منذ بدء الأزمة الاقتصادية عام 2019، الذي سجل 170 حالة، وذلك في وقتٍ تسجل العملة الوطنية انهياراً غير مسبوق في قيمتها تخطى الـ95%، مع تجاوز سعر الصرف في السوق السوداء اليوم عتبة الـ90 ألف ليرة، للمرة الأولى في تاريخ البلاد، الأمر الذي يضرب بشكل كبير القدرة الشرائية عند المواطنين.

وترتفع معدلات الفقر والجوع في لبنان نتيجة الأزمة الاقتصادية، والدولرة شبه الشاملة التي دخلت به البلاد، وطاولت اليوم قطاع السوبرماركت الذي بدأ تسعير السلع والمواد الغذائية بالدولار الأمريكي، والذي يحتسب على أساس سعر الصرف في السوق السوداء، مع العلم أن الأغلبية الساحقة من المواطنين تتقاضى أجورها بالليرة اللبنانية.

ويواجه المواطنون حصاراً من الغلاء، الذي طاول حتى الفاتورة الاستشفائية، ما جعل المرضى عاجزين عن الدخول إلى المستشفى، وظهر ذلك جلياً بتراجع نسب إشغال الغرف لأكثر من 50% مقارنة بما كان عليه الوضع قبل عام 2019، كما شمل الفاتورة الدوائية بشكل كبير وبات يهدد صحة الناس.

ويعاني لبنان من أزمة سيولة حادة، واحتجاز المصارف لأموال المودعين بالدولار الأميركي منذ عام 2019، مع فرض تعاميم للسحب تفقدهم الجزء الأكبر من قيمتها، في حين أن غالبية القطاعات والخدمات باتت بالدولار الأميركي، بينما عمدت السلطات إلى رفع الدعم عن المحروقات والمواد الغذائية والدواء والسلع الحياتية الأساسية، وزيادة الضرائب على الناس، من دون أن تقدم لهم أي خدمات بديلة، ولا سيما صحياً.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

لبنان انتحار انتحار لبناني أزمة اقتصادية

لبنانيون يحلمون بانتعاش الليرة.. ماذا إذا رجع الدولار على 1500؟