دعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل جروسي، إلى إزالة الشكوك حول برنامج إيران النووي، كاشفا عن التوصل إلى "تفاهمات عامة" بشأن التحقيقات الأممية حول 3 مواقع إيرانية مشتبه فيها بممارسة أنشطة نووية غير معلنة.

وأكّد جروسي، السبت، خلال مؤتمر صحفي في طهران مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أن أي هجوم أو إجراء عسكري ضد المنشآت النووية في العالم، هو "تصرف مدان وغير قانوني"، وذلك ردا على سؤال عن الهجمات التي تشنها إسرائيل والولايات المتحدة ضد برنامج إيران النووي.

وقال جروسي، إنه على "إيران أن تكون واضحةً بشأن برنامجها النووي، والعلاقات بين الوكالة الدولية وطهران يجب أن تؤدي إلى بناء الثقة".

وتابع: "يجب أن نتحلى بالشفافية بشأن بعض القضايا الخلافية بين إيران والوكالة"، معتبراً في الوقت ذاته أنه "راضٍ عن أجواء المفاوضات والتعاون حتى الآن".

ولفت جروسي إلى إنه يعمل مع إسلامي لأجل إزالة الشكوك التي تحوم حول برنامج إيران النووي.

وأضاف جروسي: "إننا سنشهد التقدم على جميع المجالات، لكننا نواجه تحديات على هذا الطريق"، مشيراً إلى وجود قضايا عالقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ودعا إلى حلها "معاً لأجل بناء الثقة" بين الطرفين.

وأعرب المسؤول الأممي عن أمله في أن يتوصل خلال زيارته لطهران إلى اتفاقيات وتفاهمات مع الجانب الإيراني، مضيفاً أنه تسلّم من إيران وثيقة "إطار برنامج الدولة" يحدد مجالات التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في المجالات العلمية.

من جهته، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إن خفض إيران تعهداتها النووية المنصوص عليها بالاتفاق النووي جاء بعد نكوث الطرف الآخر بالتزاماته وفق الاتفاق، في إشارة إلى الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي.

وأضاف إسلامي أنه بعد خفض بلاده التزاماتها النووية على خلفية تشديد العقوبات، صدرت تقارير عن الوكالة تقول فيها إنها "غير مطلعة على الوضع".

وبشأن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عن العثور على جزيئات اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 83.7%، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن تقرير الوكالة يتحدث عن العثور على جزيئة بهذه النسبة وليس تخصيب اليورانيوم بنسبة 83.7%.

وحول قضية المواقع الثلاثة، قال: "خلال زيارة لمقر الوكالة، اتفقنا على آلية (بشأن حل هذه القضية) وسنتابع هذه الآلية"، مضيفاً أن "المباحثات مستمرة ونسعى من خلال هذه الآلية لأن ندفع الوضع باتجاه الحل والآن زملاؤنا مشغولون بالتفاوض".

ووصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الجمعة، إلى طهران، وعقد عصراً الجولة الأولى من المباحثات مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، قبل اللقاء العام مع المسؤولين بالمنظمة والعاملين بالقطاع الذري الإيراني.

تُعدّ قضية التحقيقات التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول 3 مواقع إيرانية، كانت قد أعلنت الوكالة أنها عثرت فيها على جزيئات اليورانيوم المخصب، إحدى أهم نقاط الخلاف بين الطرفين.

وتوصل الطرفان إلى تفاهمات لحل هذا الملف، لكنها أخفقت في ذلك، وتحولت قضية المواقع الثلاثة إلى العقبة الرئيسية أمام الاتفاق النهائي في المفاوضات النووية الحالية خلال سبتمبر/أيلول الماضي، والرامية إلى إحياء الاتفاق النووي.