أعلنت السلطات الإيرانية، الثلاثاء، عن اعتقال أفراد في خمس محافظات على خلفية حوادث تسمم الطالبات، فيما دعت الولايات المتحدة إلى فتح تحقيق أممي بشأن هذه الهجمات.

وقبل ساعات، أصيب المئات من الطالبات والطلاب بحالات تسمم جديدة في 20 مدينة إيرانية على الأقل، وتم نقل أغلبهم إلى المستشفيات؛ بما في ذلك مدن همدان ومشهد وسمنان وأردبيل وسنندج وآمل وبابل ولرستان وسلماس وماسال وغيرها.

وفي الوقت الذي تعجز فيه السلطات عن تقديم معلومات كافية حول طبيعة تلك الهجمات والجهات التي تقف وراءها، وسط تبادل للاتهامات بين المسؤولين الموالين والمعارضين للنظام، أعلن البيت الأبيض أن التحقيق في حالات التسميم يمكن أن يكون من ضمن صلاحيات بعثة الأمم المتحدة لتقصّي الحقائق في إيران.

وقال مساعد وزير الداخلية الإيراني مجيد مير أحمدي، في تصريحات نقلها التليفزيون الرسمي، إنه تم اعتقال 5 أشخاص في محافظات مختلفة على خلفية حوادث التسمم، متهماً أعداء إيران بـ"السعي لإثارة المخاوف والإخلال بالنظام التعليمي الإيراني".

ولم يوضح المسؤول الإيراني ما إذا كان هؤلاء المعتقلون قد اضطلعوا في تسميم الطالبات، أم أن اعتقالهم جاء على خلفية "إثارة القلق" حول الموضوع.

وأضاف: "سيتم إعلان النتائج بمجرد اكتمال التحقيقات والحصول على نتائج واضحة".

وجاءت الاعتقالات غداة دعوة المرشد الإيراني علي خامنئي، مسؤولي البلاد لمتابعة قضية تسمم الطالبات "بجدية"، قائلا إنها "جريمة كبيرة لا تغتفر".

البيت الأبيض يعلق

بدوره، قال البيت الأبيض إنّ التحقيق في حالات التسميم يمكن أن يكون من ضمن صلاحيات بعثة الأمم المتحدة لتقصّي الحقائق في إيران.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار: "إذا كانت عمليات التسميم هذه على صلة بالمشاركة في الاحتجاجات، عندها يكون التحقيق فيها من ضمن صلاحيات بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصّي الحقائق في إيران".

وأضافت بيار في مؤتمرها الصحفي اليومي: "يجب أن يكون هناك تحقيق مستقلّ ذو مصداقية وأن يُعاقَب المسؤولون".

وخلال الأشهر الأخيرة، أبلغت عدة مدارس في العاصمة طهران عن حالات مرض غامض أرسل مئات من طالبات المدارس إلى المستشفيات.

وبحسب إعلام محلي، فقد تم تسجيل عشرات حالات تسمم الطالبات بمدرسة في برديس، وهي ضاحية تقع على بعد 17 كلم شمال شرق طهران، كما وردت تقارير مماثلة من غرب العاصمة.

وتم إدخال المئات من طالبات المدارس إلى المستشفيات في مدن مختلفة بأنحاء البلاد منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، فيما وصف بأنه "موجة من مرض غامض".

ورغم أن العدد الدقيق للطالبات المتأثرات بالتسمم غير معروف حتى الآن، فقد قدر أحد كبار النواب، الأربعاء الماضي، الرقم مبدئيا "بنحو 900".

والخميس الماضي، أعلن المدعي العام في طهران علي صالحي، تشكيل لجنة خاصة لمتابعة القضية، محذرا من أن "الجناة" سيواجهون عقوبات قانونية صارمة.

ويتهم نشطاء على شبكات التواصل ووسائل إعلام إيرانية، جماعات دينية متطرفة بالوقوف وراء هذه الحوادث لمنع دراسة الطالبات، فيما تربطها المعارضة الإيرانية بالاحتجاجات الأخيرة بعد وفاة الشابة مهسا أميني، عقب  أيام من احتجازها لدى شرطة الأخلاق، بتهمة عدم الالتزام بقواعد الحجاب، متهمة السلطات بالانتقام من الطالبات اللواتي شاركن في الاحتجاجات.