حرب أمريكية إيرانية.. أصعب اختبار لبايدن وأفضل أمل لبوتين

الأربعاء 8 مارس 2023 08:50 ص

اعتبر هال براندز، الأستاذ في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية، أن الصراع بين واشنطن وطهران يمثل أصعب اختبار للرئيس الأمريكي جو بايدن وأفضل أمل لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، مرجحا أن الولايات المتحدة وإسرائيل ستزيدان الضغط على إيران كي تبطئ برنامجها النووي أو توقفه.

وأضاف براندز، في مقال نشرته وكالة بلومبرج وترجمه "الخليج الجديد"، أنه "مع اقتراب إيران من القنبلة، قد تتسارع المواجهة النووية البطيئة، في حين أن الحرب في أوكرانيا تجعل حل هذه الأزمة في الشرق الأوسط أكثر صعوبة".

وتشن روسيا منذ عام حربا في جارتها أوكرانيا، المدعومة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)؛ ما دفع عواصم عديدة في مقدمتها واشنطن إلى فرض عقوبات مشددة على موسكو.

وتابع براندز، عضو مجلس السياسة الخارجية بوزارة الخارجية الأمريكية، أن بايدن سعى في البداية إلى خفض التصعيد مع روسيا وإيران ليتمكن من التركيز على الصين، فأقام في 2021 علاقات مستقرة مع بوتين وحاول إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران، لكن على ما يبدو لم تتماشى موسكو ولا طهران مع خطة بايدن.

وخصبت إيران اليورانيوم لدرجة نقاء 84%، أي أقل بقليل من 90% اللازمة لصنع سلاح نووي، وتحتاج أقل من أسبوعين لتجميع ما يكفي من اليورانيوم لصنع قنبلة نووية.

وتقول طهران إن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية بما فيها توليد الكهرباء، وتتهم دولا بتضخيم الشكوك حول البرنامج الإيراني، بينها إسرائيل التي تمتلك ترسانة نووية لم تعلن عنها رسميا وغير خاضعة للرقابة الدولية.

خيارات بايدن

بينما تتقدم طهران ببطء بدلا من الركض نحو خط النهاية، وأصبحت دولة على العتبة النووية، فإن بايدن يفقتر إلى الخيارات الدبلوماسية الجيدة لكبح جماحها، بحسب براندز.

وتابع أن آخر ما يريده بايدن هو حرب أمريكية أخرى في الشرق الأوسط، لذلك ربما لا يزال ينظر إلى ضربة أمريكية ضد المنشآت النووية الإيرانية على أنها الملاذ الأخير، وعلى الأرجح ستزيد الولايات المتحدة وإسرائيل الضغط، دون الحرب، لجعل إيران تبطئ برنامجها النووي أو توقفه.

وأردف: "توجد احتمالات عديدة: الهجمات الإلكترونية أو غيرها من الجهود السرية لتعطيل البرنامج الإيراني، أو الهجمات العسكرية منخفضة الدرجة التي تذكر طهران بضعفها".

واستطرد: "وكذلك الجهود المبذولة لتشديد العقوبات الأمريكية أو استعادة العقوبات المتعددة الأطراف التي تم تعليقها عندما دخلت خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) حيز التنفيذ. ويبدو أن الكثير من هذا يحدث بالفعل: فقد ورد أن إسرائيل اغتالت علماء إيرانيين بارزين وهاجمت منشأة صواريخ داخل إيران.

وفي 2018 اعتبرت إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب أن الاتفاق النووي غير فعال وانسحبت منه وأعادت فرض العقوبات على إيران، فجمدت الأخيرة في وقت لاحق التزامها بمعظم بنود الاتفاق.

لكنه براندز شدد على أن إيران لن تجلس ساكنة بينما يمارس أعداؤها ضغوطا شديدة؛ فقد ترد بطرق عنيفة ومزعزعة للاستقرار.

أسلحة بوتين

بالنسبة لبوتين (حليف إيران)، رجح براندز أن روسيا، الموقعة على الاتفاق النووي، لن تساعد الولايات المتحدة في تضييق الخناق على إيران، وقد تكون الأزمة العسكرية في الخليج (في حال اندلعت حرب مع إيران) وتشتيت انتباه واشنطن، أفضل أمل لبوتين في الخلاص.

وأضاف أن روسيا ربما تعمل على تعزيز قدرات إيران العسكرية بطرق حاسمة، منها تزويدها بأنظمة الدفاع الجوي الفتاكة من طراز "S-400" أو الطائرات المقاتلة المتطورة من طراز "SU-35"، أو حتى تكنولوجيا الصواريخ الباليستية، وسيكون هذا بمثابة سداد موسكو للدعم الذي قدمته إيران لها.

وتنفي إيران اتهامات غربية لها بتزويد روسيا بطائرات بدون طيار منذ بدء الحرب في 24 فبراير/ شباط 2022، تستخدمها موسكو في مهاجمة أهداف أوكرانية، لاسيما تدمير البنية التحتية.

المصدر | هال براندز / بلومبرج - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إيران حرب بايدن بوتين الولايات المتحدة روسيا البرنامج النووي

إيران تقول إنها "مستعدة" للتعاون في الملف النووي