المؤتمر الأممي بالدوحة.. أفقر 46 دولة تشكك بنزاهة نظام التمويل الدولي

الأربعاء 8 مارس 2023 07:06 م

حمّلت أفقر 46 دولة في العالم النظام العالمي الذي يحكم المساعدات المقدمة المسؤولية عن إبقائها فقيرة، مشككة بنزاهة نظام التمويل الدولي الذي اعتبرته أداة للهيمنة.

وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، طرح المشاركون في مؤتمر أقل البلدان نموا المنعقد في الدوحة تساؤلات عدة، حيال نظام التمويل الدولي والمساعدات متعددة الأطراف الموروث عن حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، على اعتبار أنه غير ملائم بالنسبة للبلدان الفقيرة وأداة للهيمنة.

والأحد الماضي انطلق في الدوحة مؤتمر الأمم المتحدة لدعم الدول الأقل نموا حول العالم وعددها 46 دولة، ويستمر انعقاده حتى الخميس.

ودعت الدول الـ46 الأفقر في العالم، التي تضم 33 بلدا أفريقيا، خلال المؤتمر الذي يستمر حتى الخميس، إلى مراجعة كاملة للنموذج الاقتصادي الموروث عن اتفاقية "بريتون وودز" المبرمة العام 1944 التي أسست صندوق النقد الدولي.

وبفضل تصنيفها في فئة أقل البلدان نموا، يفترض أن تستفيد هذه الدول من امتيازات تجارية وتسهيلات في الحصول على المساعدات، وغير ذلك من أشكال التمويل. في العام 1971 كانت هذه الفئة تضم 24 بلدا، لكن عدد الدول المنضوية في هذه الفئة تضاعف تقريبا الآن.

وباتت هذه الدول حاليا أولى ضحايا الاحترار المناخي، بينما ترزح تحت وطأة التضخم المرتبط بأسعار المواد الغذائية ومصادر الطاقة الناجم عن حرب أوكرانيا، فيما تثقل كاهلها الديون التي تكافح حتى لتسديد الفوائد المترتبة عليها.

ويرى الكثير من قادة الدول والحكومات الحاضرين في مؤتمر الدوحة المنعقد برعاية الأمم المتحدة، أن النظام الذي يحكم المساعدات المقدمة من الشمال إلى الجنوب هو المسؤول عن إبقائها في حالة فقر.

وقال رئيس جزر سيشيل وافيل رامكالاوان: "حان الوقت لأن تتوقف 12 منظمة دولية، مثل منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي وبنوك التنمية متعددة الأطراف، عن استخدام إجمالي الناتج المحلي للفرد كمقياس وحيد للتنمية"، علما أن بلاده كانت من بين عدد قليل من أقل البلدان نموا التي نجحت في الخروج من هذه الفئة.

وأضاف رئيس الدولة الصغيرة أن "مقاسا واحدا لا يناسب الجميع! علينا إدراك احتياجات الدول التي تعاني من نقاط ضعف خاصة بها".

بدوره، اتهم رئيس تيمور الشرقية جوزيه راموس هورتا بلدان الشمال بتحميل الجنوب مسؤولية خياراتها الفاشلة. وقال: "يميل شركاؤنا لتحميل الشريك المتلقي المسؤولية الكاملة عن أي فشل، وتجنب إعادة النظر في برامجهم للمساعدات التي قد تكون بالتأكيد ساهمت في الإخفاقات".

وطرحت أزمة كوفيد كمثال مرات عدة، إذ أن أكثر البلدان فقرا التي أثقل الوباء كاهلها فور انتشاره حُرمت من الوصول إلى اللقاحات في البداية، قبل أن تضطر للاستدانة مجددا للسيطرة على الوضع.

وفي خطاب ألقاه لدى انطلاق أعمال المؤتمر، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن "النظام المالي العالمي منحاز بشدة، صممته بلدان غنية ليصب في مصلحة البلدان الغنية، ويتيح التعامل مع أقل البلدان نموا بشكل غير منصف".

وتوجه أصابع الاتهام خصوصا إلى المؤسسات الكبرى، وعلى رأسها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، إذ تتهم هذه الهيئات بفرض إجراءات تقشف وتشدد في الموازنة، بناء على منطق لا يسع الدول الفقيرة إلا الإذعان له.

وتعتبر النقاشات الجارية في الدوحة بمثابة خارطة طريق للتنمية في البلدان الأقل نموا، وكان قد تمت نقاشات حول المؤتمر من قبل في مارس/ آذار 2022.

يذكر أن أول مؤتمر لأقل البلدان نموا عقد في باريس بفرنسا عام 1981، ويعقد دوريًا كل عشر سنوات.

المصدر | الخليج الجديد + (أ ف ب)

  كلمات مفتاحية

مؤتمر الأمم المتحدة للدول الأقل نموًا الدول الفقيرة الدول النامية النظام العالمي