قالت ليز كلارك مديرة شؤون الشرق الأوسط في غرفة التجارة الأمريكية، التي تعد أكبر منظمة تجارية في العالم، إن العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر بمثابة نموذج للتعاون والشراكة على الصعيد العالمي.
وأشار كلارك في مقال نشرته عبر موقع غرفة التجارة الأمريكية على الانترنت، إلى أن الحوار الاستراتيجي الخامس بين الولايات المتحدة وقطر الذي انطلقت فعالياته في نوفمبر/ تشرين أول المنصرم يعد نموذجًا مثاليًا للتعاون لتنمية وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
واستعرضت كلارك خلال مقالها الأهمية المتزايدة للشراكة بين الولايات المتحدة وقطر، وذلك بالتزامن مع الذكري الـ 50 للعلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وقطر.
وذكرت أن الحوار الاستراتيجي الخامس جاء بعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قطر "حليفًا رئيسيًا من خارج الناتو" للولايات المتحدة خلال زيارة أمير الدولة الخليجية الشيخ تميم بن حمد للبيت الأبيض في يناير/كانون ثان 2022.
وأوضحت أن الحكومتان الأمريكية والقطرية تمكنتا الأسبوع الماضي من مواصلة الحوار وإجراء محادثات أكثر تفصيلاً وتقنية ضرورية لتنفيذ شراكات جديدة ودفع التغييرات الإيجابية في العلاقات الثنائية إلى الأمام.
علاقات اقتصادية مهمة
ووفق كلارك فإن التجارة والاستثمار أمران أساسيان للعلاقة بين الولايات المتحدة وقطر. فقد حافظت واشنطن والدوحة على روابط اقتصادية قوية لعقود من الزمان، ويدخل عدد متزايد من الشركات الأمريكية السوق القطرية كل عام.
في عام 2022، تجاوزت التجارة بين الولايات المتحدة وقطر 9 مليارات دولار، وهي زيادة هائلة مقارنة بعام 2019 على الرغم من تحديات جائحة فيروس كورنا المستجد (كوفيد 19) خلال تلك الفترة.
ولفتت إلى أن الولايات المتحدة هي أكبر مستثمر أجنبي في قطر وأكبر مصدر منفرد لوارداتها، وتعمل أكثر من 120 شركة أمريكية في الدولة الخليجية.
وقالت كلارك إن الشركات الأمريكية لعبت دورًا رئيسيًا في تطوير العديد من القطاعات في قطر، بما في ذلك الطاقة والدفاع والطيران وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والرعاية الصحية والغذاء والهندسة/البناء؛ ونتيجة لذلك برزت قطر كلاعب بارز في الاقتصاد العالمي.
وفي المقابل لا تزال قطر شريكًا اقتصاديًا قيِّمًا للولايات المتحدة، فالدولة الخليجية تعتبر مستثمرا مهما في الولايات المتحدة الأمريكية، لا سيما في العقارات والخدمات المالية.
على سبيل المثال، استثمر صندوق الثروة السيادية القطري - جهاز قطر للاستثمار - مليارات الدولارات في شركات وممتلكات أمريكية، بما في ذلك الفنادق الفاخرة ومراكز التسوق ومباني المكاتب.
إضافة إلى ذلك، أقامت قطر شراكات مع العديد من الجامعات والمؤسسات البحثية الأمريكية، حيث توفر التمويل للبحث والتطوير الأكاديمي.
أسواق الطاقة
وذكرت كلارك أنه إلى جانب العلاقات الاقتصادية، تعد قطر المصدر الأول في العالم للغاز الطبيعي المسال وتستثمر بكثافة في توسيع طاقتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال.
وأشارت إلى أن الغاز الطبيعي المسال يعتبر أمرًا حيويًا للتحول العالمي في مجال الطاقة، خاصةً في ظل تزايد حالة عدم اليقين بشأن الطاقة العالمية.
كل هذا يعني أن قطر ستظل لاعباً رئيسياً في سوق الطاقة العالمي الذي يبحث بشكل متزايد عن أمن الطاقة.
وستواصل الشركات الأمريكية العمل كشركاء رئيسيين لقطر في تطوير ونشر هذه الموارد.
أمن الشرق الأوسط
ووفق كلارك فإن العلاقة بين الولايات المتحدة وقطر تتعلق أيضًا بأمن منطقة الشرق الأوسط، فقطر هي موطن لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنقطة.
ولفتت إلى أن القاعدة الأمريكية تعمل كمركز استراتيجي للعمليات الأمريكية في المنطقة ومصدر رئيسي للاستثمار الأمريكي، كما تعتبر القاعدة ضرورية للجهود العالمية لمكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار وتعزيز الأمن الإقليمي.
كما عملت قطر باستمرار كوسيط إقليمي وصانع سلام ولها تاريخ في استخدام مواردها الدبلوماسية والاقتصادية لتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم.
وذكرت كلارك أن التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وقطر يعزز السلامة الإقليمية، وتلعب الشركات الأمريكية دورًا رائدًا في تقوية هذه العلاقة الأمنية، وتعكس المناقشات خلال الحوار الاستراتيجي الخامس التفاؤل الكبير حول العلاقة بين الولايات المتحدة وقطر.
وقالت كلارك إن قطر تواصل تحسين بيئة أعمالها لجعلها أكثر جاذبية للاستثمار الدولي وتقوم بتوسيع المشاريع في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبنية التحتية والنفط والغاز والخدمات اللوجستية، وستواصل الغرفة دعم هذه المبادرات لتعزيز المشاريع.
وهناك العديد من الفرص للشركات الأمريكية للمساهمة في التنمية الاقتصادية طويلة الأجل لدولة قطر ونحن نتطلع إلى ما بعد كأس العالم.
وخلصت إلى العلاقات التجارية الثنائية بين واشنطن والدوحة سوف تستمر في الازدهار فقط وسيظل مجتمع الأعمال الأمريكي شريكًا ملتزمًا لسنوات عديدة قادمة.
