تحليل إسرائيلي: تحطم حلمنا في تشكيل تحالف عربي ضد إيران

السبت 11 مارس 2023 07:43 م

قال المحلل السياسي الإسرائيلي تسيفي برئيل إن حلم إسرائيل في تشكيل تحالف عربي ضد إيران تحطم الجمعة مع الإعلان عن اتفاق السعودية وإيران على تطبيع العلاقات الدبلوماسية بينهما خلال شهرين بوساطة صينية، معتبرا أنه لا تأثير يُذكر لتل أبيب في ما أسماه "الشرق الأوسط الصيني".

وأضاف برئيل، في تحليل نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية وترجمه "الخليج الجديد"، أنه من المرجح أن "يعيد هذا الإعلان الدراماتيكي رسم الخريطة الإقليمية للأصدقاء والأعداء وسيكون له أصداء عالمية".

واعتبر أن "الاتفاق يمنح إيران الشرعية التي تشتد الحاجة إليها في العالم العربي، ويمكن أن يؤدي إلى مزيد من الصفقات مع الدول العربية مثل مصر، كما سيمهد الطريق لإنهاء الحرب في اليمن، وتقديم حل عملي للأزمة في لبنان، ويمكنه حتى أن يؤدي إلى استئناف المفاوضات لإنقاذ الاتفاق النووي (لعام 2015)".

وتتهم دول إقليمية وغربية، لاسيما إسرائيل والولايات المتحدة، إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها النووي ممصم للأغراض السلمية، بما فيها توليد الكهرباء.

وتابع برئيل أن "التقارب السعودي الإيراني سيجبر الولايات المتحدة على إعادة تقييم مكانتها في المنطقة، فبكين، وليس واشنطن أو موسكو، هي التي كانت قادرة على إعادة تجميع كوكبة سياسية معقدة كانت تقليدا تحت سلطة الولايات المتحدة".

وفي يناير/ كانون الثاني 2016 قطعت السعودية رسميا العلاقات الدبلوماسية مع إيران (ذات غالبية شيعية)؛ بعد أن هاجم محتجون إيرانيون السفارة السعودية بطهران في أعقاب إعدام الرياض رجل الدين الشيعي السعودي البارز نمر النمر مع آخرين إثر إدانتهم بالإرهاب. ولاحقا، أقدمت دول خليجية أخرى على الخطوة نفسها تضامنا مع السعودية.

حرب اليمن

وبالنسبة للحرب في اليمن، قال برئيل إنها كانت كارثية، وأسفرت عن مقتل أكثر من 150 ألف شخص، ومثلت "نقطة خلاف مركزية بين واشنطن وحلفائها الأوروبيين من جانب والرياض من جانب آخر".

واستطرد: "وأدى قتل الصحفي (السعودي) جمال خاشقجي (في قنصيلة بلاده بإسطنبول عام 2018) إلى صب الزيت على النار، وتحول الزعيم السعودي (ولي العهد الأمير) محمد بن سلمان إلى شخص غير مرغوب فيه في واشنطن، وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه يريد إعادة تقييم العلاقة مع السعودية".

ومنذ أكثر من 8 سنوات يشهد اليمن حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، وجماعة الحوثي المدعومة من إيران والمسيطرة على محافظات بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ سبتمبر/ أيلول 2014.

في الوقت نفسه "بدأت إيران في تنفيذ الجزء الخاص بها من الاتفاق النووي، وكانت الشركات الدولية تطرق أبوابها وتم إبرام صفقات استثمارية ضخمة، ويبدو أن إيران كانت في طريقها لتحل محل السعودية كحليف رئيسي لأمريكا والغرب"، بحسب برئيل.

ترامب وإسرائيل

وقال برئيل إن "مأزق السعوديين لم يدم طويلا، فبعد الضغط الإسرائيلي، انسحب الرئيس (الأمريكي دونالد) ترامب من الاتفاق النووي (2018)، ودفع بـ"صفقة القرن" (خطة سياسية لتسوية القضية الفلسطينية) إلى جانب اتفاقات إبراهيم (لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية) وضغط باتجاه تحالف إقليمي مناهض لإيران".

وأردف أنه "في أغسطس (آب) 2022، أعادت الإمارات والكويت العلاقات الدبلوماسية مع إيران، بعد شهر واحد فقط من زيارة بايدن المثيرة للجدل إلى جدة (السعودية)، ومصافحته الفاترة مع الأمير محمد بن سلمان".

وتابع: وفي أكتوبر (تشرين الأول الماضي)، فاجأت السعودية بايدن بإعلان أنها لن تزيد حصص إنتاج النفط، على الرغم من أن بايدن طلب زيادة لخفض أسعار النفط التي أشعلتها الحرب الروسية في أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022.

ولم تكن هذه هي الضربة الوحيدة التي وجهها السعوديون، ففي ديسمبر / كانون الأول الماضي، رافقت أربع طائرات مقاتلة سعودية طائرة الرئيس الصيني شي جين بينغ أثناء هبوطه في السعودية، حيث وقّع اتفاقية تحالف استراتيجي تضمنت صفقات تجارية واستثمارية بعشرات المليارات من الدولارات، والأهم من ذلك تطوير مفاعلات الطاقة النووية المخصصة لإنتاج الطاقة، وفق برئيل.

مفاعلات سعودية

وقال برئيل إن "السعودية طلبت لسنوات من الولايات المتحدة مساعدتها في بناء مفاعلات نووية، لكن المطالب الأمريكية، وبينها الإصرار على امتثال السعوديين لأنظمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أفسدت أي تعاون بشأن هذه القضية".

وأضاف أن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية ذكرت الأسبوع الجاري أن السعودية طلبت ضمانات أمنية أمريكية ومساعدة في بناء برنامجها النووي المدني كشرط لتطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل، لكن الكونجرس الأمريكي يمنع مثل هذه المساعدة.

وتابع: "يبدو إذن أن السعودية وجدت حلا في الصين، التي وقعت معها مذكرة بناء مفاعل نووي في 2017.. وأصبحت الصين حليفا استراتيجيا رئيسيا لكل من السعودية وإيران".

واعتبر برئيل أن "الصين دخلت المعركة كوسيط بين إيران والسعودية لبناء تحالف يخدم مصالح الثلاثة دون الحاجة إلى خدمات أو ضمانات من الولايات المتحدة، والأهم من ذلك، أن الصين تحتل مكانة الولايات المتحدة كقوة اقتصادية واستراتيجية في المنطقة، وهي قوة ليس لإسرائيل سوى تأثير ضئيل عليها".

المصدر | تسيفي برئيل/ هآرتس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل إيران العرب تحالف السعودية الصين الولايات المتحدة

رئيس وزراء إسرائيل الأسبق: الاتفاق السعودي الإيراني ضربة لنا ولأمريكا