ماذا وراء الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات وإيطاليا؟

الأحد 12 مارس 2023 05:24 م

تواصل الإمارات جهودها في تعزيز تحالفاتها الإقليمية والدولية من بوابة الاقتصاد، وكان آخرها اتفاق الشراكة الاستراتيجية الذي وقعته مع إيطاليا.

وفي 4 مارس/آذار الجاري، أعلنت الإمارات وإيطاليا الارتقاء بعلاقاتهما إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بما يعمق العلاقات الثنائية خاصة في مجالات الطاقة والدفاع.

وجاء الإعلان خلال اجتماع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد مع رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني في قصر الشاطئ بأبوظبي.

وحسب تحليل لمنصة "أسباب"، تأتي الخطوة ضمن مستهدفات أبوظبي لتنويع شراكتها الإقليمية والدولية؛ حيث سعت منذ أواخر عام 2019 إلى توجيه سياستها الخارجية نحو تصفير المشاكل وإقامة تحالفات صغيرة ومتنوعة تستند على مزيج من المصالح التجارية والاقتصادية والأمنية.

وتتضمن المساعي الإماراتية على سبيل المثال؛ اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع كل من الهند وإسرائيل وتركيا، ومبادرة التعاون الثلاثي بين الإمارات وفرنسا والهند، وقبل ذلك التحالف الرباعي (I2U2) بين أبوظبي وواشنطن ونيودلهي وتل أبيب.

وفي يوليو/ تموز 2022، اتفقت الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات والهند، في لقاء قمة افتراضي جمع قادة الدول الأربع، تحت مسمى "I2U2"، على مبادرتين تسهلان الاستثمارات المشتركة في مجالات المياه والطاقة والنقل والفضاء والصحة ومعالجة النفايات والأمن الغذائي.

تنافس إقليمي

وقال التحليل: "تمنح استراتيجية العمل مع عدد قليل من الشركاء المختارين الإمارات القدرة على تسريع الاستثمارات الضخمة في التجارة والخدمات اللوجستية والبنية التحتية ومشاريع الطاقة".

ولا تسعى الإمارات فقط من وراء سياستها المرتكزة على الاقتصاد والشراكات المتنوعة إلى تعظيم دورها كمحور إقليمي للتجارة والبنية التحتية، ولكن الأهم من ذلك رغبة أبوظبي –خاصة في سياق التنافس الاقتصادي الإقليمي مع السعودية– في التحول إلى دولة محورية تربط سلاسل الإمداد والتوريد بين القارات؛ ومن ثم تعظم دورها على المستوى الإقليمي والدولي، بحسب المنصة.

ومن جانب إيطاليا؛ تأتي الاتفاقية في سياق جهود روما لتوسيع علاقاتها الاستراتيجية في منطقتي البحر المتوسط والشرق الأوسط المرتكزة على الطاقة، حيث بدا ذلك بوضوح منذ تولي رئيس وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني منصبها نهاية العام الماضي.

ومنذ ذلك الوقت، أجرت الحكومة الإيطالية سلسلة من الزيارات الرفيعة لدول في شمال أفريقيا والشرق الأوسط تستهدف التعاون في مجال الطاقة. ومنها على سبيل المثال؛ توقيع روما في يناير/كانون الثاني الماضي صفقة غاز بقيمة 8 مليارات دولار مع ليبيا، كما وقعت "إيني"، عملاق النفط والغاز الإيطالي مع الجزائر عدة صفقات لزيادة صادراتها من الغاز إلى إيطاليا.

وكذلك تواصل "إيني" زيادة واردات الغاز الطبيعي المسال من مصر، كما تستهدف إيطاليا على المدى القصير التخلص من واردات الغاز الروسي، وفي المدى المتوسط تصدير فائض الغاز المستورد إلى أوروبا، والتحول إلى مركز إمدادات الغاز للقارة، الأمر الذي يمنح روما مكاسب اقتصادية وجيوسياسية في الاتحاد الأوروبي، وفق التحليل.

تقارب حول الملف الليبي

وتابع التحليل: "تولي حكومة ميلوني أهمية خاصة بملف الهجرة غير الشرعية للسواحل الإيطالية، وبينما تأتي نحو ثلث تدفقات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا من السواحل الليبية، فإن استقرار الأوضاع في ليبيا يمثل أهمية ضمن الأجندة الخارجية لحكومة ميلوني".

ويتجسد ذلك عبر استمرار روما دعمها لحكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليا بقيادة عبدالحميد الدبيبة، ومحاولة الوصول إلى أجندة دولية واحدة تجاه الأزمة الليبية.

وحسب منصة "أسباب"، قد يؤدي التقارب الإيطالي الإماراتي لمزيد من التعاون في الملف الليبي، لاسيما وأن ثمة توافق نسبي بين الجانبين إزاء الأمر، بعد أن شهدت الشهور الماضية بعض التحولات في السياسة الإماراتية تجاه ليبيا.

وتجلى هذا الأمر في دور الوساطة الدبلوماسية الذي لعبته أبوظبي بين الدبيبة والقائد العسكري خليفة حفتر ومحاولاتها لوضع ترتيبات تقاسم السلطة بين الطرفين.

وهذه السياسة مخالفة لنهج الإمارات القديم والذي كانت تتشارك فيه مع مصر وفرنسا واتسم بدعم حفتر وتقويض حكومة الوحدة الوطنية، وفق التحليل.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإمارات الإمارات وإيطاليا الغاز

فرص جديدة.. لهذا تجاوزت الإمارات وإيطاليا خلافات 2021

لماذا تسعى إيطاليا لتعزيز تعاونها مع الإمارات؟