رغم الترحيب بإعلان استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران في وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية والخليجية، إلا أن المخاوف لاتزال قائمة بشأن استمرار هذا الاستئناف ومآلاته، خاصة في ظل عدم وضوح كثير من التفاصيل، التي يكمن كثير من الشياطين فيها.

ومن هذا المنطلق، تناول "سيث فرانتزمان" مستقبل العلاقات المحتملة بين طهران والرياض، في ضوء السياسات المتوقعة من كلال العاصمتين، مشيرا إلى أن بعض تلك السياسات قد تغير قواعد اللعبة في المنطقة، وبالتالي قد تجعل اتفاق استئناف العلاقات مفرغ من مضمونه.

وذكر فرانتزمان، في تحليل نشره موقع جيروزاليم بوست الإسرائيلي وترجمه "الخليج الجديد"، أن الدبلوماسية الآن لها الأسبقية على الصراع في الشرق الأوسط، لكن قضيتين رئيسيتين ستحددان مستقبل "العصر الدبلوماسي الجديد في الشرق الأوسط"، وهما مدى استعداد طهران لتغيير سلوكها، ومستقبل العلاقات بين السعودية وإسرائيل.

وأشار إلى أن وسائل إعلام إيرانية أوردت أن "الصهاينة غير راضين عن العلاقات الإيرانية السعودية الجديدة"، ومع ذلك، فليس من الواضح ما إذا كان الملفين مترابطين.

لكن المؤكد أن "السعودية تبحث عن مسار جديد في المنطقة والعالم"، تماما كما تفعل تركيا، التي تصالحت مع دول كانت معادية لها في الماضي، مثل إسرائيل وبعض دول الخليج، حسبما يرى فرانتزمان، مشيرا إلى أن الرياض حسمت قراراتها تجاه سياسة أكثر استقلالية، من خلال مشاهدة تركيا ودولا أخرى تشق طريقها بنفسها.

وعن تقديره لما إذا كانت طهران ستغير سلوكها الإقليمي، اعتبر فرانتزمان أن ملفين سيكشفان مدى الاستعداد الإيراني لذلك، وهما: اختيار رئيس للبنان بعد شهور طويلة من شغور المنصب، وإقدام النظام السوري على المصالحة مع السعودية.

وإذا لم تغير إيران سلوكها، ولم يتم إبرام اتفاق تسوية في اليمن أو اختيار رئيس للبنان لتخفيف التوترات، فسيبدو الاتفاق السعودي الإيراني فارغًا، بحسب فرانتزمان.

وخلص فرانتزمان إلى أن اختبار نجاح الاتفاق السعودي الإيراني يتمثل في ما إذا كانت العلاقات الجديدة مع إيران ستحدث تغييرًا بالفعل من عدمه، زاعما أن الماضي يشهد بتجارب دول كثيرة اتبعت مسارًا جديدًا مع طهران، مثل صفقة الاتفاق النووي لعام 2015، لكن طهران لم تغير سلوكها.