ما وراء انخفاض أسعار النفط.. الصفقة السعودية الإيرانية ليست العامل الأبرز

الأربعاء 15 مارس 2023 03:18 م

سلط الكاتب المهتم بقضايا سوق الطاقة، أليكس كيماني، الضوء على انخفاض أسعار النفط، الإثنين، بعد إعلان استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران برعاية صينية.

وذكر كيماني، في تحليل نشره موقع "أويل برايس" وترجمه "الخليج الجديد"، أن انخفاض الأسعار يرجع بشكل أكبر إلى المخاوف بشأن إفلاس البنوك في وادي السيليكون خلال عطلة نهاية الأسبوع، ومع ذلك فإن إصلاح العلاقات بين السعودية وإيران يمكن أن يساعد في تقليل التوترات الجيوسياسية التي تسببت في مشكلات أسواق الطاقة، وبالتالي دفع الأسعار إلى الهبوط.

وأضاف أن الصفقة السعودية الإيرانية هي الأحدث في سلسلة من عمليات إعادة الاصطفاف الجيوسياسي التي حدثت مؤخرًا في الشرق الأوسط، حيث تعمل دول أخرى بالمنطقة، مثل تركيا وقطر وإسرائيل، على إصلاح علاقاتها أيضًا بعد فترات من الصراع السابق.

وفي غضون ذلك، أصدرت طهران عفواً عن أكثر من 22 ألف شخص اعتقلوا خلال الاحتجاجات التي هزت البلاد عقب وفاة الشابة الكردية، مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عامًا في 16 سبتمبر/أيلول، بعد ثلاثة أيام فقط من اعتقالها من قبل "شرطة الآداب" الإيرانية بزعم انتهاك قواعد لباس النساء الصارمة.

وفي العام الماضي، بلغت صادرات النفط الإيرانية أعلى مستوى لها منذ أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة عليها في عام 2018، بواقع 83 مليون برميل نفط إضافي منذ بداية العام الإيراني في 21 مارس/آذار 2022 مقارنة بفترة الاثني عشر شهرًا السابقة، وفقًا لوزير النفط الإيراني، جواد أوجي.

كما ارتفعت صادرات إيران من الغاز بنسبة 15% على أساس سنوي، وهو ما يجرح محللون أن يتسبب في توتر بأسواق النفط المتوازنة بدقة، إذ من غير المرجح أن يكون اتجاه ارتفاع الصادرات الإيرانية مستدامًا دون موافقة الدولة على اتفاق نووي جديد ورفع الولايات المتحدة للعقوبات.

لكن آفاق إحياء الاتفاق النووي تأرجحت بشكل كبير، من شبه مؤكد في مارس/آذار 2022 إلى شبه معدوم حاليًا، مع وصول المحادثات إلى طريق مسدود آخر في سبتمبر/أيلول الماضي.

وهنا يشير كيماني إلى أن أي اتفاق نووي ناجح يمكن أن يغير أسواق النفط، مشيرا إلى أن وزير النفط الإيراني السابق، بيجان نامدار زنغنه، قال إن حلمه الأكبر كان دائمًا زيادة إنتاج إيران من النفط إلى 6 ملايين برميل يوميًا، وكسب 2 تريليون دولار من صادرات النفط على مدى العقدين المقبلين واستخدام الدخل للاستثمار في تنمية البلاد.

ومع ذلك، قد لا يتغير التوازن الإجمالي بسوق النفط كثيرًا حتى في حالة رفع العقوبات، حيث تشير مصادر تعقب الناقلات، التي تعتمد على صور الأقمار الصناعية، إلى أن صادرات النفط الإيرانية إلى دول مثل الصين مرتفعة بالفعل إلى حد ما، "ما يعني أننا قد لا نشهد زيادة كبيرة حتى لو عاد البلد إلى الأسواق العالمية" حسبما يرى كيماني.

المصدر | أويل برايس - ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران أسعار النفط وادي السليكون

بفضل النفط والغاز.. ميزانية عُمان تحقق فائضا بـ376 مليون دولار في يناير

كارنيجي: التقارب السعودي الإيراني يمثل تحولا جيوسياسيا مهما بالشرق الأوسط  

تخزين السعودية حصصا نفطية في الصين.. ماذا يعني؟

إيران خامسة بـ19 مليار دولار.. ترتيب أعضاء أوبك في العائدات النفطية