ليست لدعم ضحايا الزلزال.. لماذا تسارعت وتيرة الزيارات الرسمية العربية لسوريا؟

الأربعاء 15 مارس 2023 05:45 م

سلط أستاذ العلوم السياسية في معهد الدوحة للدراسات العليا، خليل العناني، الضوء على زيادة وتيرة الزيارات من قبل المسؤولين العرب لسوريا خلال الأسابيع الأخيرة، مؤكدا لا تأتي لتقديم الدعم لضحايا الزلزال الذي ضرب شمال غرب البلاد ، وقتل حوالي 6000 شخص.

وأوضح العناني في مقال نشره بموقع"ميدل إيست آي" البريطاني، وترجمه "الخليج الجديد" أن تلك الزيارات تستهدف بدلا من ذلك إعادة إشراك سوريا وتطبيع العلاقات مع رئيسها بشار الأسد.

وأكد أن تبرير المسؤولين العرب بأن هذه الزيارات تأتي لتقديم الدعم والتضامن للشعب السوري بعد الزلزال لا أساس لها من الصحة، لا أساس له من الصحة،  ويكشف مدى حرص هذه الدول على استعادة علاقاتها مع نظام الأسد، وسط حرب مستمرة أودت بحياة أكثر من نصف مليون شخص وشردت أكثر من 12 مليونًا ودمرت البلاد.

ولفت إلي أنه من المفارقات أن الزلزال لم يضرب دمشق، لكنه أثر بشكل أساسي على مدن مثل حلب وحماة واللاذقية وإدلب، وبعضها لا يخضع لسيطرة الحكومة السورية.  

واستشهد الأكاديمي بأن عملية تطبيع العلاقات وإعادة تأهيل الرئيس السوري بدأت قبل الزلزال بوقت طويل، إذ قدمت الإمارات الدعم لفترة طويلة وكانت أول دولة عربية تعيد فتح سفارتها في دمشق.

وأضاف أنه في العام الماضي، أصبحت الإمارات أيضًا أول دولة عربية تستقبل الأسد منذ اندلاع الحرب السورية، كما تكررت المحادثات الهاتفية بين رئيس الإمارات والرئيس السوري من وقت لآخر ،

بالإضافة إلى ذلك، أفادت التقارير أن الإمارات قدمت دعماً مالياً لنظام الأسد، حيث أرسلت ملايين الدولارات لتعزيز موقعه الداخلي.

يمكن تفسير هذا الدعم جزئيًا بالعداء بين أبو ظبي وتركيا في السنوات الأخيرة ، قبل التقارب بينهما على مدار العامين الماضيين.

كما تحرص أبو ظبي على إبعاد سوريا عن تحالفها مع إيران الذي يُنظر إليه على أنه تهديد محتمل للأمن القومي للإمارات.

أما مصر، فمنذ الانقلاب العسكري منتصف عام 2013، تحسنت علاقتها بنظام الأسد بشكل مستمر من خلال الدعم السياسي والدبلوماسي، خاصة فيما يتعلق بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، التي علقت عضويتها أواخر 2011. كما أفادت تقارير  بتقديم مصر مساعدات عسكرية لنظام الأسد.

كما أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعمه للجيش السوري في عهد الأسد في مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام البرتغالية عام 2016، وبعد الزلزال أجرى السيسي اتصالا هاتفيا بالأسد وكان ذلك أول اتصال معلن بين الرئيسين. 

ورأي العناني أنه يمكن تفسير دعم مصر لنظام الأسد بعدة عوامل من وجهة نظره، أهمها تشابه النظامين من حيث الوحشية والقمع في التعامل مع المعارضين، ووجهة نظرهما المشتركة بأن الربيع العربي كان "مؤامرة" خارجية وتهديدًا وجوديًا يجب مواجهته والقضاء عليه؛ وتحالفاتهما الفردية مع روسيا، مما يعني التضامن مع مشروع موسكو في منطقة الشرق الأوسط.

وعقب العناني أن اللافت للنظر أن تلك الدول التي تسارع تطبيع علاقاتها مع نظام الأسد هي من بين أهم الحلفاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة في المنطقة.

وأشار إلي أن الولايات المتحدة رفضت (على الأقل في الوقت الحالي)، التطبيع مع الأسد ، ولا يبدو أنها مهتمة بإعادة تأهيل النظام السوري إقليميًا أو دوليًا.

وذكر أنه من الواضح أن هذه الدول ترى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ضعيفة ومهزوزة، ومن غير المرجح أن تتخذ إجراءات ضد الدول التي اختارت تطبيع العلاقات مع نظام الأسد.

ولفت إلي تلك الدول تستغل  الانشغال الأمريكي بحرب روسيا على أوكرانيا من ناحية، والصراع الأمريكي مع الصين من ناحية أخرى، من أجل اتباع سياسة خارجية شبه مستقلة تعزز مصالحهم الذاتية.

وأضاف أنه البعض قد يحاول استخدام قضية التطبيع كوسيلة ضغط سياسية أو استراتيجية أو اقتصادية على الولايات المتحدة.

وخلص إلي أنه  لا ينبغي أن يكون مفاجئًا أن تقوم بعض الأنظمة العربية بتطبيع العلاقات مع الأسد، حيث تُظهر سمات مماثلة من الاستبداد والقسوة، وبالتالي فإن تأييدهم للنظام السوري الحالي يتماشى مع قيمهم وممارساتهم السياسية.

من المرجح أن تستمر عملية التطبيع هذه في المستقبل المنظور، مما قد يؤدي إلى إعادة قبول سوريا في جامعة الدول العربية بعد سنوات من إبعادها .

وعلى الرغم من العنف والتهجير المستمر للسكان السوريين، فإن مؤيدي نظام الأسد سيبررون بالتأكيد تأييدهم بحجة مساعدة "الشعب السوري".

المصدر | خليل العناني/ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

العلاقات العربية السورية زلزال سوريا تطبيع العلاقات مع سوريا

السوط الأمريكي يجبر السعودية والإمارات على تجميد الاستثمارات في سوريا.. كيف؟