استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

خطاب بايدن والرافعة الصينية

الخميس 16 مارس 2023 04:18 ص

خطاب بايدن والرافعة الصينية

عنصر التوازن والملاذ الآمن في المستقبل القريب سيكون في الصين للفكاك من شبح أزمة اقتصادية خانقة مركزها أمريكا، بشقيها المالي والنقدي.

الفوضى المتولدة عن السياسة المالية والنقدية الامريكية لن تنتهي بين ليلة وضحاها ويُتوقع مفاجآت مقبلة فمعالجة الخلل لا تكون بخلل في موضع وقطاع آخر.

رفع سعر الفائدة المتكرر على الدولار والمبالغة فيه قاد لكارثة لم يعترف بها الرئيس الأمريكي في خطابه يوم الاثنين إذ استعرض جهود إدارته لمعالجة الازمة.

حمل بايدن المسؤولية للبنوك والمسؤولين عن إدارة المخاطر فيها، وتوعدهم بالملاحقة والعقاب وهي محاولة للهروب من المسؤولية المباشرة عن خلل سياساته النقدية.

انخفض الدولار أمام 6 عملات، بـ0.153 بالمئة إلى 104.080 عاكسا حركة بيع واسعة للدولار بحثا عن ملاذات آمنة في الين واليورو وغيرهما، مهددا بعودة التضخم لنقطة الصفر.

أدت هذه الفوضى لانخفاض أسعار برميل النفط 4 دولارات خشية أزمة اقتصادية عالمية وسرعان ما تعافت الأسعار بتأثير البيانات الايجابية للطلب الصيني وتعافي اقتصاد الصين،

* * *

اضطراب واضح في السياسة المالية والنقدية الأمريكية عقب الإعلان عن انهيار بنك سيلكون فالي، ليتبعه بنك سيغنيتشر، وتراجع أسهم بنك فيرست ريبابلك الأمريكي.

البنوك الثلاث، وغيرها لم يعلن عنه بعد، متخصصة في قطاعات بعينها، وتعتمد على الاستثمار في السندات الامريكية التي عانت من انخفاض كبير، نتيجة رفع أسعار الفائدة على الدولار الامريكي هربا من التضخم.

جهود إدارة بايدن لمعالجة المخاطر الناجمة عن انهيار البنوك قادت تلقائيا إلى انخفاض مؤشر الدولار الذي عمدت إدارة بايدن لتحسين سعره عبر رفع الفائدة، إذ انخفض أمام ستة عملات، بمقدار 0.153 بالمئة إلى 104.080، عاكسا بذلك حركة بيع واسعة للدولار بحثا عن ملاذات آمنة في الين والعملات اليورو وغيرها، مهددا بعودة التضخم إلى نقطة الصفر.

الرفع المتكرر لسعر الفائدة على الدولار والمبالغة فيه؛ قاد إلى كارثة من نوع آخر لم يعترف بها الرئيس الأمريكي في خطابه اليوم الاثنين، فالرئيس جو بايدن استعرض جهود إدارته لمعالجة الازمة، وحمل المسؤولية للبنوك وللمسؤولين عن إدارة المخاطر فيها، وتوعدهم بالملاحقة والعقاب، وهي محاولة للهروب من الواقع والمسؤولية المباشرة عن الخلل المتراكم لسياساته النقدية.

الفوضى المتولدة عن السياسة المالية والنقدية الامريكية لا يتوقع أن تنتهي بين ليلة وضحاها، إذ يتوقع المزيد من المفاجآت خلال الايام والاسابيع المقبلة؛ فمعالجة الخلل لن تكون بخلل في موضع وقطاع آخر.

اللافت في ظل هذه الفوضى التي قادت لانخفاض أسعار النفط بمقدار أربعة دولارات، خشية أزمة اقتصادية عالمية، كان في سرعة تعافي سعر برميل النفط بتأثير من البيانات الايجابية للطلب الصيني، وتعافي الاقتصاد في الصين، وليس بتأثير من خطاب بايدن ووعوده بمعاقبة المتسببين بالأزمة.

أي أن عنصر التوازن والملاذ الآمن المتوقع في المستقبل القريب سيكون في الصين لمن يريد الفكاك من شبح أزمة اقتصادية خانقة مركزها أمريكا، بشقيها المالي والنقدي.

ختاما.. ما حدث في الساعات القليلة الماضية اختبار صغير (بروفة) لما يمكن أن يحدث في القريب العاجل أو المتوسط، ما يتطلب آذاناً وعيوناً وقلوباً وعقولاً مفتوحة ومتيقظة لما هو قادم، وسبل التعامل معه، فالأزمة وخيارات التعامل معها ماثلة أمام أعين المراقبين من خلال "بروفة" الأزمة واختبارها الصغير.

*حازم عياد كاتب صحفي في العلاقات الدولية

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

أمريكا بايدن البنوك الصين السياسة المالية والنقدية أسعار الفائدة على الدولار أزمة اقتصادية الملاذ الآمن