دول عربية تعرض صفقة على بشار الأسد لإخراجه من عزلته.. هذه تفاصيلها

الخميس 16 مارس 2023 11:27 ص

أفاد مسؤولون عرب وأوروبيون بأن دولا عربية، سبق أن نبذت الرئيس السوري بشار الأسد، تعرض عليه صفقة من شأنها إعادة العلاقات بين دمشق وكثير من دول الشرق الأوسط، مقابل كبح نفوذ إيران.

وأوضح المسؤولون أن المحادثات قادها الأردن في البداية، واقترحت فيها الدول العربية مساعدات بمليارات الدولارات لإعادة بناء سوريا بعد الحرب الأهلية التي استمرت 12 عامًا، وتعهدت بالضغط على الولايات المتحدة والقوى الأوروبية لرفع العقوبات عن حكومة الأسد، حسب تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" وترجمه "الخليج الجديد".

وفي المقابل، سيتعاون الأسد مع المعارضة السياسية، ويقبل وجود قوات عربية لحماية اللاجئين العائدين إلى سوريا، ويقمع تهريب المخدرات، ويطلب من إيران التوقف عن توسيع وجودها في بلاده، على حد قول المسؤولين.

لكن مستشارا للحكومة السورية ومسؤولين عربا وأوروبيين، مطلعون على المحادثات، قالوا إن المحادثات لاتزال في مرحلة مبكرة، ولم يُظهر الأسد أي اهتمام بالإصلاح السياسي أو استعداد لاستقبال القوات العربية، كما لم تظهر القوى الغربية أي ميل لإنهاء العقوبات الصارمة على انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.

لكن المسؤولين أكدوا أن الزلازل المدمرة، التي ضربت تركيا وسوريا، وتسببت في وفاة 6 آلاف شخص في سوريا، أعطت زخمًا للمحادثات، حيث يسعى الأسد للاستفادة من الكارثة الإنسانية لتقليل عزلته، حسب قولهم.

وأوضح المسؤولون أن دعم السعودية أعطى دفعة قوية للمحادثات.

وفي فبراير/شباط الماضي، دعا وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، إلى إنهاء الوضع الراهن بشأن سوريا للسماح بالاستجابة للأزمة الإنسانية.

ووافقت المملكة العربية السعودية مؤخرًا على استعادة العلاقات مع إيران في صفقة توسطت فيها الصين، ما يشير إلى أن المملكة منفتحة على تغيير المسار في الاصطفاف الجيوسياسي للمنطقة.

وأعاد الجيران العرب بناء العلاقات ببطء مع سوريا لعدة سنوات، حيث قام الأسد، بمساعدة روسيا وإيران، بصد محاولة الإطاحة به، وتسيطر حكومته اليوم على معظم البلاد، باستثناء جزء من الأراضي الشمالية الشرقية التي يسيطر عليها الأكراد، وآخر يسيطر عليه معارضون في محافظة إدلب، شمال غربي البلاد.

ولذا تظل روسيا وإيران شريكين رئيسيين للنظام السوري، ما بدا جليا في زيارة الأسد إلى موسكو، الأربعاء، لإجراء محادثات مع الرئيس، فلاديمير بوتين، تهدف إلى تطوير التعاون التجاري والإنساني بين البلدين.

وعلقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا في عام 2011 وفرضت عقوبات على حملة الأسد الوحشية ضد الاحتجاجات الشعبية التي بدأت خلال انتفاضة الربيع العربي، وسرعان ما تحولت إلى مقاومة مسلحة.

كما فرضت الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات صارمة على الحكومة السورية والشركات المرتبطة بعائلة الأسد.

أما الآن، فباتت إعادة الاندماج المحتملة لسوريا في المنطقة الأوسع وإعادة بنائها على جدول أعمال القمة العربية المقررة في وقت لاحق من هذا العام في السعودية، وفقًا لمسؤولين أوروبيين وعرب.

وفي حين أن العديد من المسؤولين العرب ما زالوا يحتقرون الأسد وأفعاله، فإنهم يقولون إن السياسات الدولية التي تعزل سوريا تثبت أنها تأتي بنتائج عكسية مع مرور الوقت، ما يعزز نفوذ إيران في المنطقة، بحسب الصحيفة الأمريكية.

ويرى هؤلاء المسؤولين أن تحسين العلاقات مع الأسد من شأنه أن يساعد في تقليل نفوذ إيران على أحد حلفائها الرئيسيين في المنطقة.

وفي الأسابيع الأخيرة، أرسل الأردن ومصر وزيري خارجيتهما إلى دمشق في أول زيارة دبلوماسية لهما منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011.

وجعلت دولة الإمارات العربية المتحدة إعادة الأسد إلى الجامعة العربية أولوية، واستضاف رئيسها، محمد بن زايد آل نهيان، الزعيم السوري في أبوظبي، العام الماضي، وتقوم الشركات الإماراتية باختبار مياه ممارسة الأعمال هناك.

وبحسب مسؤول إماراتي، فإن "الحاجة ملحة لتعزيز الدور العربي في سوريا"، مضيفا: "يجب تسريع البحث عن حل سياسي للأزمة في سوريا لتجنب عودة الإرهاب والتطرف، اللذين انتشرا خلال الصراع المستمر في سوريا".

لكن إقناع الولايات المتحدة وأوروبا برفع العقوبات عن الأسد وشركائه لن يكون سهلاً على الدول العربية، حتى تلك الحليفة للولايات المتحدة.

وفي 20 فبراير/شباط الماضي، طار الأسد إلى سلطنة عمان للقاء السلطان هيثم بن طارق، وقال مسؤولون أوروبيون وخليجيون إنه طلب الضغط على الدول الغربية لرفع العقوبات مؤقتًا مقابل إبقاء المعابر إلى مناطق المتمردين مفتوحة.

وقال مسؤول أوروبي ومستشار للحكومة السورية إن الأسد طلب أيضا من السلطان التوسط لتفاهم بين السعودية وإيران، لتوافق طهران على أن يكون للرياض وجود اقتصادي في سوريا.

ورحبت إيران التي تعاني من ضائقة مالية، واضطرت لقطع الوقود والإمدادات الطبية عن سوريا، بالتقارب العربي حتى الآن، لكنها لم تظهر أي مؤشر على تقليص وجودها العسكري.

ووصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، التقدم بين سوريا والعالم العربي بأنه "نهج واقعي" و"خطوة إيجابية نحو التضامن الإسلامي".

ويتمتع الأسد ببعض النفوذ في المفاوضات التي تسعى للحصول على مساعدة مالية من الدول العربية لأن سوريا هي المنتج والمهرب الرئيسي لمخدرات غير مشروعة ومسببة للإدمان، هي حبوب الكبتاجون، التي أصبحت المخدرات الأكثر انتشارا في الشرق الأوسط، وتعد الآن أكبر صادرات البلاد، بقيمة تصل إلى 10 مليارات دولار، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن الأردن أثار قضية الكبتاجون في اتصالات مع المسؤولين  السوريين قبل الزلزال المدمر.

المصدر | وول ستريت جورنال - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سوريا بشار الأسد الإمارات السعودية إيران

تحليل: خطة عربية لإبعاد سوريا عن إيران وما تفرضه على الولايات المتحدة وأوروبا

الخطة العربية لإعادة تأهيل بشار الأسد.. أمريكا وأوروبا في مأزق