أويل برايس: رغم حرب أوكرانيا.. انتعاشة نفطية استثنائية في العراق والإمارات

الأحد 19 مارس 2023 01:21 م

سلّط تقرير نشره موقع "أويل برايس" الضوء على انتعاش خطط تكرير وتخزين النفط في العراق والإمارات، ضمن موجة النشاط التي تسود في منطقة الخليج، عقب تداعيات الحرب في أوكرانيا وما أنتجته من أزمة طاقة.

وقال التقرير، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إنه رغم تأثر أسواق النفط بتحديات الأسواق المالية والتضخم والحرب في أوكرانيا، لا تزال دول الخليج متفائلة بحزم، ويتجلى ذلك في خطط تكرير وتخزين جديدة يجري تطويرها في العراق والإمارات.

وأشار إلى تصريحات وزير النفط العراقي حيان عبدالغني، هذا الأسبوع، والتي أكد فيها أن بغداد دعت المستثمرين لإنشاء 7 مصافٍ نفطية جديدة في جميع أنحاء البلاد.

 العراق.. طفرة مصافي واحتياطيات

وقال عبدالغني أيضا إنه تم فتح باب العطاءات لثلاث مصافي للتكرير، بينما من المتوقع تقديم عروض لثلاثة أخرى في 2 أبريل/نيسان المقبل.

كما أكد أن الاستثمارات الجديدة "تشكل تحولا في استراتيجية الحكومة نحو تشجيع الاستثمار الأجنبي في تكرير النفط وفتح آفاق جديدة للشركات العالمية والقطاع الخاص المحلي في هذه الصناعة".

وأشارت المصادر إلى أن مشاريع المصافي الثلاثة الأولى تشمل مصفاة بطاقة 50 ألف برميل يوميا في محافظة ميسان الجنوبية الشرقية، وأخرى بطاقة 70 ألف برميل يوميا في محافظة نينوى شمالي العراق، ووحدة تكرير بطاقة 30 ألف برميل يوميا في البصرة.

أما العروض الأخرى، والتي سيفتح باب التقدم لها في أبريل/نيسان، فهي مصفاة بطاقة 50 ألف برميل يوميا في محافظة ذي قار الجنوبية، وأخرى بطاقة 100 ألف برميل يوميا في واسط، شرقي العراق، وثالثة بطاقة 70 ألف برميل يوميا في المثنى (جنوب).

ومن المقرر أن يكون مشروع المصفاة السابع بطاقة 70 ألف برميل يوميا في غرب محافظة الأنبار.

الالتزام بحصص "أوبك"

وقال التقرير إن استراتيجية توسيع المصافي العراقية تأتي في وقت لا يزال العراق يكافح فيه للالتزام بحصص "أوبك".

وأفادت شركة تسويق النفط العراقية المملوكة للدولة (سومو)، أنه في فبراير/شباط 2023، أنتج العراق حوالي 4.34 ملايين برميل يوميًا، وهو تغيير طفيف عن الشهر السابق، لكن لا يزال أقل بمعدل 92 ألف برميل يوميًا من مستويات حصص "أوبك" الرسمية.

وفي يناير/كانون الثاني 2023، كانت مستويات الإنتاج أيضًا أقل بنحو 100 ألف برميل يوميًا من حصة إنتاج "أوبك"، بينما كانت مستويات ديسمبر/كانون الأول 2022 عند 4.43 ملايين برميل يوميًا.

ويعد السبب الرئيسي وراء مستويات الإنتاج المنخفضة الحالية هو أعمال الصيانة الجارية في حقل نفط "غرب القرنة 2" الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 400 ألف برميل يوميًا.

احتياطيات كردستان

أما التطور الأكثر إيجابية هذا الشهر، بحسب  التقرير، فكان هو التقارب بين بغداد وحكومة إقليم كردستان، اللتين كانتا على خلاف حول عائدات النفط المستخرج في شمالي العراق.

وبحسب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، توصلت بغداد وحكومة الإقليم إلى اتفاق لإنهاء الخلاف حول عائدات النفط في كردستان.

وصرح السوداني للصحافة بأن عائدات النفط الكردي ستوضع في حساب واحد سيسيطر عليه كل من رئيس الوزراء ورئيس حكومة الإقليم.

ورغم أن المخاطر كبيرة، في شمالي العراق، إلا أن الاحتياطيات النفطية أيضا هائلة، فهناك حقل "طاوقي"، في كردستان، باحتياطيات تبلغ 327 مليون برميل، وحقل "طق طق" باحتياطيات تتجاوز 26 مليون برميل، وأيضا "سارتا" باحتياطيات تبلغ 9 ملايين برميل، في نهاية 2022 (الاحتياطي كان 32 مليون برميل في نهاية 2021).

الإمارات.. الفجيرة متخمة بالإمدادات

وفي الوقت الذي يتطلع فيه العراق إلى إعطاء دفعة للصناعة التحويلية في النفط، تبدو خطة الإمارات لإنشاء مركز نفط عالمي في الفجيرة أكثر إشراقًا.

ويواجه مركز الإمارة ضغوطًا بسبب زيادة تدفق كميات النفط الروسية؛ مما أدى إلى ضغوط على خدمات التخزين والعبور المتاحة.

ومنذ أن حظرت الأسواق الأوروبية النفط الروسي، أعادت موسكو توجيه تدفقاتها إلى آسيا؛ مما أتاح الفرصة للفجيرة والأطراف الإماراتية الأخرى للاستفادة منها.

وقالت مها عبدالمجيد، المدير التجاري لمحطات "VTTI" في الفجيرة، بمنتدى الفجيرة لزيت الوقود (FUJCON)، إن المحطة شهدت تدفقات كبيرة من خام الأورال والنفتا، والتي يتوقع أن تستمر في المستقبل القريب.

ومع ذلك، فإن الخزانات الحالية بالفجيرة ممتلئة بالفعل؛ مما يشير إلى أنه تم الوصول إلى سعة التخزين القصوى البالغة 1.1 مليون متر مكعب.

وتُظهر بيانات السفن من عام 2022 أن الفجيرة استقبلت حوالي 12500 سفينة، مع ارتفاع إجمالي أحجامها بنحو 10%.

وتعتزم الفجيرة تشغيل منشأة لتصدير المواد السائبة الجافة في ميناء دبا الفجيرة؛ ما يضيف نحو 18 مليون طن من قدرة المناولة الإجمالية.

وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يكون للميثانول والغاز الطبيعي المسال الحصة السوقية الأولى من الوقود البديل في الفجيرة، يليهما الوقود الحيوي والأمونيا.

ومع هذه التطورات، من المتوقع أن تكون الفجيرة في وضع جيد لتصبح واحدة من أكبر مراكز التزويد بالوقود في العالم.

المصدر | سيريل ويدرسهوفن / أويل برايس - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

النفط في العراق النفط في الإمارات حرب أوكرانيا مصافي عراقية كردستان ميناء الفجيرة إمدادات النفط الروسي

أويل برايس: الصين وروسيا وإيران والعراق.. اتفاقيات نفطية تؤسس لنظام جديد للسوق