استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

وساطة بلا قيود وشراكة بلا حدود

الأحد 19 مارس 2023 01:35 م

وساطة بلا قيود وشراكة بلا حدود

أمريكا تضع القيود وشروط مسبقة لإعاقة الوساطة الصينية مستعينة بنفوذها وسطوة تأثيرها على أوكرانيا.

الوساطة الصينية أحرجت الولايات المتحدة التي كان تعد قائمة جديدة من العقوبات على الصين بحجة الدعم العسكري المقدم لروسيا.

تاثير كسر العقوبات على روسيا يفوق تاثير الادعاءات بتقديم الصين مساعدات عسكرية لروسيا؛ لتعود الصين وتقدم مبادرة جديدة بين الفرقاء.

قرار الحرب والسلم لم يعد بيد رئيس أوكرانيا بل بيد أمريكا الممول الأساسي للحرب التي قدمت أكثر من 70 مليار دولار مساعدات عسكرية واقتصادية.

أهداف أمريكا تعكس إحباط المخططين الاستراتيجيين في أمريكا أمام مرونة وقدرة الصين في طرح المبادرات، وإحراج أمريكا، وإرباك مخططاتها استراتيجيا.

* * *

علق جون كيربي المتحدث باسم مجلس الامن القومي الأمريكي، على مبادرة الرئيس الصيني لوقف إطلاق النار في اوكرانيا بالقول: نحن بالتأكيد لا نؤيد الدعوات إلى وقف إطلاق النار التي ستطالب بها الصين، وببساطة، لا نؤيد اجتماعا في موسكو من شأنه أن يفيد روسيا.

التصريحات استبق فيها كيربي زيارة الرئيس الصيني شي جينبنغ لموسكو، ولقائه المرتقب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين غدا الإثنين 20 مارس آذار الجاري المتزامن مع انطلاق المناورات البحرية (الايرانية الروسية الصينية) شمال المحيط الهندي.

وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) من جهتها ألمحت لامكانية تقديم الصين دعما عسكريا لروسيا على لسان المتحدث باسمها الجنرال بات رايدر بالقول: نأمل أن يكون الرئيس شي والحكومة الصينية قادرين على الاستفادة من فهم تأثير دعمهما لروسيا بالضبط، مؤكدا أن واشنطن «تراقب عن كثب زيارته لروسيا».

أمريكا تضع القيود وشروط مسبقة لإعاقة الوساطة الصينية مستعينة بنفوذها وسطوة تأثيرها على كييف، فقرار الحرب والسلم لم يعد بيد الرئيس الأوكراني زيلينسكي بل بيد الممول الاساسي للحرب وللقوات الاوكرانية، وهي الولايات المتحدة التي قدمت ما يزيد عن 70 مليار دولار من المساعدات العسكرية والاقتصادية، أي ما يعادل 50 بالمئة من موازنة الدفاع الروسية المقدرة بـ144 مليار دولار، وما يقارب ثلث موازنة الصين الدفاعية المقدرة بـ230 مليار دولار.

المسؤولون الامريكان ينتقدون التوجهات التي اعلن عنها الرئيس الصيني باقامة شراكة بلا حدود مع روسيا التي اطلقها في الرابع من فبراير/شباط 2022، أي قبل الحرب بعشرين يوما؛ متجاهلين الدعم غير المحدود لاوكرانيا، والحياد المفقود في الحرب الدائرة.

شراكة بكين وموسكو تم التاكيد عليها في اجتماع القمة الذي جمع بوتين بالرئيس الصيني شي في أوزبكستان في أيلول/سبتمبر الفائت، حيث تجاوز مستوى التبادل التجاري بين البلدين 100 مليار دولار ليقترب من 190 مليار دولار خلال أقل من عام؛ كان لصادرات الغاز والنفط بين البلدين الحصة الاكبر؛ الامر الذي أزعج الادارة الامريكية وأعاق خططها لمحاصرة روسيا.

ذلك ان تاثير كسر العقوبات على روسيا يفوق تاثير الادعاءات بتقديم الصين مساعدات عسكرية لروسيا؛ لتعود الصين وتقدم مبادرة جديدة (وساطة بلا قيود) بين الفرقاء الامر الذي احرج الولايات المتحدة الامريكية التي كان تعد قائمة جديدة من العقوبات على الصين بحجة الدعم العسكري المقدم لروسيا.

إصرار الولايات المتحدة الامريكية على تسويق الرواية القائلة بأن الصين تقدم دعما عسكريا لروسيا يعكس مستوى الاحباط الامريكي من التقدم في العلاقات الروسية الصينيىة على المستوى الاقتصادي والتي أفقد العقوبات الامريكية والارووبية معناها.

الهدف الأهم لتسويق الرواية المتعلقة بتقديم الصين مساعدات عسكرية لروسيا تكمن في محاولة فرض واشنطن المزيد من العقوبات على الصين وشركاتها، وفي الآن ذاته إعاقة جهودها لطرح نفسها كوسيط في الصراع الدائر شرق اوروبا والاستفادة من تناقضاته!

أهداف أمريكا تعكس مقدار كبير من الإحباط لدى المخططين الاستراتيجيين في أمريكا أمام المرونة والقدرة العالية للصين في طرح المبادرات، وإحراج أمريكا، وإرباك مخططاتها استراتيجيا.

*حازم عياد كاتب صحفي في العلاقات الدولية والإقليمية

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

الصين أمريكا روسيا أوكرانيا قرار الحرب والسلم شراكة بلا حدود وساطة بلا قيود المساعدات العسكرية والاقتصادية العفوبات على روسيا