القيادي بإخوان الأردن رامي عياصرة لـ"الخليج الجديد": الجماعة لم تتراجع وإنما تراجعت الحريات

الأحد 19 مارس 2023 09:58 م

مصطفى الزواتي- الخليج الجديد

أكد القيادي في جماعة الإخوان المسلمين بالأردن، د. رامي عياصرة، عدم صحة ما يتردد عن "تراجع أطروحة الإسلام السياسي" في المنطقة، مما أثر سلبا على حضور الجماعة في المملكة، وأشاد بحضورها وقدرتها على الحشد في الشارع، مستشهدا بدعمها للموقف الرسمي الرافض لـ"صفقة القرن".

وقال عياصرة، أمين سر الجماعة سابقا، في مقابلة مع "الخليج الجديد" ينشرها كاملة يوم الإثنين، إن "ما تراجع هي الحريات العامة والعمل السياسي في المنطقة وليس فقط الإسلام السياسي".

وأوضح أن "الحركات الإسلامية كانت مستهدفة في حقبة الثورات المضادة بعد الربيع العربي، باعتبار أنها كانت في الطليعة ومن القوى المجتمعية التي تنادي بالتغيير والإصلاح والتخلص من الديكتاتورية والحكومات الشاملة التي كانت تحكم على مدار عقود في المنطقة".

واعتبر عياصرة أن "جماعة الإخوان كانت الوحيدة في الأردن القادرة على الحشد في الشارع، وهذا ما تأكد حين حشدت الشارع لدعم الموقف الرسمي الرافض لتمرير صفقة القرن".

و"صفقة القرن" هي خطة سياسية طرحها عام 2020 الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب؛ لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي، وكانت مجحفة بحقوق الفلسطينيين ومنحازة لإسرائيل.

السلفية والصوفية

وبالنسبة لما يتردد عن دعم الدولة الأردنية لتيارات دينية على حساب جماعة الإخوان، قال عياصرة إن الجماعة لا تعتبر السلفيين ولا الصوفيين منافسين لها.

ودعا الدولة إلى الحياد في مسألة دعم التيارات الدينية، معتبرا أن ما يحدث حاليا "يُضر بالحالة الدينية العامة في الأردن".

وبدعوى "عدم قيامها بتصويب أوضاعها القانونية"، قرر القضاء الأردني في 15 يوليو/ تموز 2020 حلّ جماعة الإخوان المسلمين، التي تشكل مع ذراعها السياسية حزب "جبهة العمل الإسلامي" المعارضة الرئيسية في المملكة.

وربط مراقبون بين هذا القرار ودور المعارضة الذي لعبته الجماعة في الشارع الأردني خلال سنوات ما تُسمى بـ"ثورات الربيع العربي"، التي انطلقت شرارتها في تونس أواخر 2010.

ومستنكرا اتهام جماعة الإخوان في المملكة بأنها تعاني من أزمة فكرية، شدد عياصرة على أن الجماعة "تتكئ على إرث كبير ومتراكم ومستقر من الناحية الفكرية، لكنها تحتاج دائما إلى تجديد في الوسائل والأساليب وآليات العمل خاصة السياسي".

وبشأن علاقة الجماعة مع الأحزاب والقوى الأخرى في الأردن، أفاد بوجود تقاطعات بين الجماعة والأحزاب اليسارية والقومية، ولاسيما بشأن "القضية الفلسطينية وضرورة توسيع هوامش العمل السياسي والحريات العامة في المملكة".

وأكد أهمية التحالفات السياسية، لاسيما في ظل خصوصية الانتخابات المقبلة المفترضة في 2024، حيث جرى تخصيص ثلث مقاعد مجلس النواب للأحزاب السياسية، مشيرا إلى أن الجماعة لديها إطار تحالفي تم تشكيله عام 2016 وهو "التحالف الوطني للإصلاح".

وفي يناير/ كانون الثاني 2022، بدأ في الأردن سريان تعديلات دستورية تقول السلطات إنها تؤسس لمرحلة جديدة لتشكيل حكومات بناء على أغلبية حزبية في البرلمان وليس بتكليف من الملك كالمعتاد في دولة نظامها السياسي "نيابي ملكي" وفق دستور 1952.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الأردن جماعة الإخوان المسلمين رامي عياصرة الحريات العامة الانتخابات السلفيون الصوفية