حذر كبار الساسة الأمريكيين من عنف سياسي تشهده الولايات المتحدة، حال استجاب أنصار الرئيس السابق "دونالد ترامب" للاحتجاج، في ضوء احتمال اعتقاله.

وقال ترامب على موقع "تروث سوشيال"، إنه يتوقع أن يتم توقيفه الثلاثاء المقبل، حيث يحقق المدعي العام في مانهاتن في مبلغ نقدي تم دفعه لنجمة أفلام الإباحية ستورمي دانيلز، خلال حملة ترامب لعام 2016.

وكتب ترامب: "احتجاج، لنسترد أمتنا"، وهي الدعوة التي لم يدنها نائب ترامب السابق مايك بنس، السبت، حين قال إن "الشعب الأمريكي له حق دستوري في التجمع السلمي".

وفي مقابلة مع شبكة "آي بي سي"، قال بنس إنه فوجئ بتوجيه "الاتهام" لترامب، مضيفا: "يبدو الأمر كأنه محاكمة مشحونة سياسيا"، مضيفا أن ذلك "ليس ما يريده الشعب الأمريكي".

في المقابل، حذرت شخصيات سياسية أمريكية بارزة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري من دعوة ترامب، وقالوا إنها تذكرهم بدعوات لمؤيديه بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والتي بلغت ذروتها في أعمال الشغب بالكونجرس يوم 6 يناير/كانون الثاني 2021.

وفي حال اعتقل أو حتى وجهت إليه اتهامات، فستكون هذه سابقة لرئيس سابق في الولايات المتحدة.

ويركز التحقيق على دفع مبلغ 130 ألف دولار قبل أسابيع من انتخابات العام 2016 لشراء صمت ستورمي دانيلز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، بشأن علاقة تقول إنها أقامتها مع ترامب قبل سنوات، الأمر الذي كان سيضر بحظوظ المرشح الرئاسي الذي فاز في تلك الانتخابات.

ورغم أن دفع هذا المبلغ يعتبر بحد ذاته قانونيا، لكنه يطرح مشكلة على اعتبار أن مكتب المدعي العام في نيويورك الذي يقود التحقيق، يتعامل معه على أنه تبرع خفي في إطار حملة الرئيس، وذلك في انتهاك لقوانين التمويل الانتخابي.

من جانبه، أشار رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي، إلى أنه لا يريد احتجاجات أو أعمال عنف إذا تم توجيه لائحة اتهام ضد ترامب أو اعتقاله.

وفي مؤتمر صحفي قبيل بدء الخلوة السنوية للجمهوريين في مجلس النواب في ولاية فلوريدا، ذكر: "لا أعتقد أن على الناس الاحتجاج"، قبل أن يدافع عن ترامب، بحجة أنه "لا يعتقد ذلك ولا يتحدث بطريقة ضارة"، وشدد على "أننا نريد الهدوء، ولا أعتقد أنه يجب أن يكون هناك أي عنف ردا على ذلك".

وأفادت وسائل إعلام أمريكية، بأن أجهزة الأمن الفدرالية والمحلية تستعد لاحتمال توجيه الاتهام لترامب.

ونقلت قناة "إن بي سي" عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن الوكالات الأمنية تجري تقييمات أمنية أولية، وتناقش الخطط الأمنية المحتملة في المنطقة المحيطة بمحكمة مانهاتن الجنائية بنيويورك في حال اتهام ترامب ومثوله أمام المحكمة.

فيما حذر حاكم ولاية نيو هامبشاير كريس سونونو (يمين) من "السيرك السياسي"، وشدد على الاحتجاجات المحتملة التي "تريد التأكد من أنها سلمية".

وقال في برنامج "حالة الاتحاد" على شبكة "سي إن إن": "لا يمكنك أن تضعها على الرئيس السابق فقط، إنها مسؤوليتنا، حقًا، في المجتمع، في مجتمعاتنا ، يجب أن نتأكد من قول ما لدينا بالطريقة الصحيحة، ونتأكد من أننا نحقق تأثيرًا إيجابيًا في المضي قدمًا، ولكن الأمر سيكون كالسيرك، أليس كذلك؟ وسيكون هناك الكثير من الأمور المجهولة".

ومع ذلك، قال الحاكم الجمهوري إنه يتمنى ألا تكون المسألة محل تركيز كبير.

كما أشار حاكم ولاية نيوجرسي السابق كريس كريستي (يمين) إلى فكرة "السيرك"، عندما تحدث عن دعوة ترامب للاحتجاج.

وقال: "السيرك مستمر، إنه يربح فقط ويعمل بشكل جيد في الفوضى والاضطراب، ولذا فهو يريد خلق الفوضى والاضطراب بشروطه".

وقال جاري كوهين المستشار الاقتصادي السابق لترامب، إنه يأمل في "مجموعة أحداث سلمية للغاية".

وأضاف: "أنا ضد الاحتجاج، لذا لا أعتقد أنه يجب علينا الاحتجاج على أي شيء، آمل أن تكون أمريكا قد تعلمت مما حدث في الماضي، وآمل أن يكون لدينا مجموعة سلمية من الأحداث، مهما حدث الأسبوع المقبل"، مؤكداً أن "لا أحد فوق القانون".

وكان البيت الأبيض، قال على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، إنه يراقب الوضع عن كثب، لافتا إلى أنه "لا توجد مؤشرات على أن البيت الأبيض يستعد لاحتجاجات عنيفة من قبل أنصار ترامب".

وقال كيربي: "نحن نراقب الوضع هنا دائمًا بأفضل ما نستطيع، ومن الواضح أننا لا نريد أن نرى أي نشاط يتحول إلى عنف، وبالتأكيد ليس إلى الحد الذي رأيناه في 6 يناير/كانون الثاني 2021، لدى اقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول، لكننا نراقب ذلك بالطبع عن كثب".