خسائر متوقعة للسعودية وإيران بعد اتفاق إعادة العلاقات.. وإسرائيل وأمريكا تترقبان للتخريب

الاثنين 20 مارس 2023 08:59 ص

"اتفقت طهران والرياض على إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما، ولكن كل طرف متوقع أن يخسر من هذه الاتفاقية سيكون لديه حوافز قوية لتقويضها".

هكذا يخلص تحليل لمعهد دول الخليج العربية في واشنطن، مشيرا إلى أن آفاق التوافق بين إيران والسعودية تعتمد جزئيًا على قدرة كلٍّ من إيران والسعودية على السيطرة على وكلائهما وأجهزة الدعاية الخاصة بكل منهما، الذين من المحتمل أن يخسروا من الاتفاقية.

كما يشير التحليل إلى أن نجاح التقارب يعتمد أيضًا على الإرادة السياسية في كلٍّ من طهران والرياض لمقاومة محاولات التخريب التي ستقوم بها إسرائيل التي تريد عزل إيران، مضيفا: "قد تساعدها الولايات المتحدة في هذا المسعى".

وفي الوقت الذي يشيد التحليل بإعلان الدولتين على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، وإعادة فتح سفارتيهما والبعثات الدبلوماسية، وتأكيدهما احترامهما لسيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول، إلا أنه يحذر من "بنود سرية محددة تبدو منطقية ولكن لم يتم تأكيدها من مصادر أخرى".

ويشير إلى حديث مصدر قيل إنه شارك في المفاوضات، كشف عن تعهد السعودية "بعدم تمويل وسائل الإعلام التي تسعى إلى زعزعة استقرار إيران، مثل محطة إيران إنترناشيونال"، وهي محطة تلفزيونية ناطقة بالفارسية، ولعبت دورًا في الاحتجاجات الأخيرة في إيران، يشبه دور قناة الجزيرة خلال انتفاضات الربيع العربي.

ووفقًا لذلك المصدر، تعهدت السعودية على ما يبدو "بعدم تمويل المنظمات التي تصنفها إيران على أنها إرهابية"، بما في ذلك منظمة مجاهدي خلق، والجماعات الكردية المتمركزة في العراق، والجماعات المسلحة المتمركزة في باكستان.

ومن ضمن البنود التي يشير إليها التحليل، تعهد إيران من جهة أخرى "بضمان عدم انتهاك المنظمات المتحالفة معها للأراضي السعودية من داخل الأراضي العراقية".

وبعبارات تفتقر لصيغة الإلزام، أفادت التقارير أن كلا البلدين أعلنا عن استعدادهما "لبذل كل الجهود الممكنة لحل النزاعات في المنطقة، وبوجه خاص النزاع في اليمن".

ويضيف التحليل: "مهما كانت درجة دقة التقارير حول هذه البنود، فإن كل طرف متوقع أن يخسر من هذه الاتفاقية، سيكون لديه حوافز قوية لتقويضها".

ويتابع: "ليس من الواضح ما إذا كانت إيران والسعودية قادرتين على السيطرة على وكلائهما وأجهزتهما الدعائية، وتحسبًا لقيام طهران بالتخلي عنهم، ربما يلجأ الحوثيون في اليمن أو الميليشيات الشيعية في العراق في نهاية المطاف إلى زيادة هجماتهم على أهداف في السعودية".

ويزيد: "إذا حدث ذلك، فقد تشك الرياض في ازدواجية طهران وتقطع العلاقات مرة أخرى، وبالمثل، إذا وجد تلفزيون إيران إنترناشيونال ومجاهدي خلق وجماعات المعارضة المسلحة المحيطة بإيران مصادر دعم بديلة لمواصلة كفاحهم ضد النظام الإيراني، فمن الممكن أيضًا أن يشتبه قادة إيران في أن السعودية تواصل دعمها لتلك الجماعات".

ويحذر التقرير من تعقيد الأمور أكثر، حيث "من الممكن أن تقوم إسرائيل، وربما الولايات المتحدة، بتخريب أي تحسين للعلاقات بين السعودية وإيران".

ويستطرد: "من الممكن أن تشكل هذه الاتفاقية مصدر توتر بين الولايات المتحدة والسعودية عندما يواجهان قضايا مثل إنفاذ أمريكا لتشريعات العقوبات لمعاقبة الشركات السعودية المملوكة للدولة أو الخاصة التي قد تستثمر في إيران، وفقًا لاتفاقية التعاون الاقتصادي لعام 1998 بين إيران والسعودية".

بالإضافة إلى ذلك، يتساءل التحليل: "كيف ستقوم السعودية بتنفيذ اتفاقية التعاون الأمني لعام 2001 مع إيران دون استعداء الولايات المتحدة، التي صنفت فيلق حرس الثورة الإسلامية كمنظمة إرهابية أجنبية؟".

ويختتم بالقول: "لا يزال من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت محاولة إيران والسعودية إدارة التنافس بينهما ستنجو من التحديات الداخلية والخارجية العديدة، ولكنها بقدر ما تبدو هشّة، فإنها تعكس استحسان السياسة الواقعية في طهران والرياض".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران الصين إسرائيل عودة العلاقات

نووي إيران.. إسرائيل قلقة من الوكالة الدولية والقناة الدبلوماسية الأمريكية الخفية